تل ابيب: بعد الإعلان عن اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات، تلقى يوجين كاندل "عشرات الدعوات من إماراتيين على لينكدين". بعد شهر من ذلك، سافر صاحب الشركة الإسرائيلية المتخصصة بالتكنولوجيا الى دبي في محاولة لتسويق إنتاجه.
وتعمل شركة كاندل على "بناء الجسور" بين شركات التكنولوجيا الإسرائيلية وحكومات وشركات ومؤسسات.
وقال كاندل لوكالة فرانس برس إن إطلاق الروابط التجارية "يمكن أن يوفر الكثير من الفرص للعديد من الإسرائيليين".
وبدلا من انتظار توقيع الاتفاق بين الجانبين الثلاثاء في البيت الأبيض، إضافة إلى توقيع اتفاق بين إسرائيل والبحرين، فإن مسؤولي قطاع الأعمال الإسرائيليين هرعوا إلى أبوظبي ودبي مع منشورات عن منتجاتهم.
وقد زار أول وفد تجاري دولة الإمارات الأسبوع الماضي عقب زيارة رسمية للحكومة الإسرائيلية، ومن المقرر أن تزور مجموعة أخرى تضم رجال أعمال الإمارات الإثنين.
ومن بين هؤلاء كاندل، المستشار الاقتصادي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
ومنذ الإعلان عن الاتفاق التاريخي بين إسرائيل ودولة الإمارات في 13 أغسطس، ارتفعت نسبة المستخدمين الإماراتيين لمنصة ستارت-اب نيشن سنترال بواقع 122 بالمئة. وهذه المؤسسة غير الربحية تشجع الابتكار في إسرائيل.
والوقت الذي أمضاه المستخدمون في البحث عن شركات إسرائيلية حديثة النشأة (ستارت-اب) على المنصة الالكترونية ارتفع بنسبة 600 بالمئة، بحسب المؤسسة التي لم تكشف عن أعدادهم.
وارتفع الاستثمار في قطاع الشركات حديثة النشأة في إسرائيل بنسبة 33 بالمئة مسجلا 4,6 مليارات دولار، في النصف الأول من العام، بحسب دراسة داخلية.
لكن الأرقام تتضمن عقودا تم التفاوض حولها في 2019، ولذا لا تُظهر بشكل تام تداعيات فيروس كورونا المستجد على القطاع.
ويمكن أن تؤدي الجائحة إلى "تراجع حاد" للاستثمارات في الشركات الناشئة في الأشهر القليلة القادمة، وخصوصا الأجنبية، وفق كاندل.
في السابق كانت الشركات الناشئة الإسرائيلية تميل للنمو محليا قبل أن تستحوذ عليها مؤسسات أجنبية.
لكن هذا الواقع بات يتغير في السنوات الخمس الماضية، بحسب كاندل.
وقال لوكالة فرانس برس "نعتقد أن هناك احتمالات كبيرة في استمرار هذا النهج، ومن أجل أن تتمكن أموال من الإمارات في أن تأخذ مكان بعض الأموال الأخرى".
وتحرص إسرائيل ودولة الإمارات على تبادل التكنولوجيا الزراعية، فالجانبان يسعيان للأمن الغذائي في وسط الصحراء، وكذلك التكنولوجيا المالية والأمن السيبراني.
ويمكن أن ينجذب المستثمرون أيضا إلى الصواريخ الإسرائيلية والطائرات المسيرة والمنظومات المضادة للصواريخ والطائرات المسيرة، كون إسرائيل رائدة في التكنولوجيا العسكرية.
جسر ثقافي
تعود هيمنة إسرائيل على تلك القطاعات في جزء منها إلى الخدمة العسكرية الإلزامية التي تتضمن وحدات تكنولوجيا نخبة تمثل حاضنة للشركات الناشئة.
لكن اليهود المتشددين والعرب والذين يمثلون نحو 10 و20 بالمئة على التوالي من عدد السكان فإنهم معفون بشكل كبير من التجنيد ولا يحظون بتمثيل كاف في قطاع التكنولوجيا.
أما جامعة تكنيون وهي إحدى الجامعات الرائدة في إسرائيل فهي ملتزمة زيادة عدد خريجي التكنولوجيا بين الأقليات في إسرائيل.
وفي السنوات ال15 الماضية ارتفع عدد الطلاب العرب في جامعة تكنيون بنسبة 200 بالمئة، بحسب المعهد.
ومع فتح الأبواب إلى الخليج قال كاندل إن على إسرائيل أن تستغل تلك الإمكانات.
وقال "عرب إسرائيل ... يمكن أن يكونوا الجسر الثقافي".
وأضاف "هم يعرفون كيفية العمل مع الغالبية اليهودية (في إسرائيل)، ولكن أيضا كيف ... يعملون في العالم العربي".
وإضافة إلى عملهم كمطوّرين يرى كاندل احتمال أن يلعب عرب إسرائيل دورا في تطوير الأنشطة التجارية والتسويق والمبيعات.
وقال "هناك حاجة لأشخاص يتكلمون اللغة كي تتوسع الشبكة بشكل أكبر" مضيفا "الأمر يشبه استغلال 20 بالمئة إضافية من السكان".
ويخطط المقاول الإسرائيلي إريل مارغاليت رئيس مؤسسة جي في بي مارغاليت للاستثمارات، لإرسال وفد إلى دولة الإمارات في الأسابيع القادمة.
وقال مارغاليت الذي تعنى شركته بالأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية "تريد أن نستثمر في مقاولين عرب شباب وديناميين وأذكياء".
وصرح هذا المقاول لوكالة فرانس برس بانه يعتبر دولة الإمارات بلدا للمبتكرين في قطاع التكنولوجيا، أكثر منهم زبائن، وهدفه تأمين حاضنة للشركات الحديثة النشأة في دبي.
وقال "هذا هدفنا، إنه حلمنا" مضيفا "سيكون ذلك بمثابة بوابة إلى المنطقة برمتها".
التعليقات