نوفا خاكوفكا (أوكرانيا): سيطر الجيش الروسي على سد ومحطة رئيسية لانتاج الطاقة الكهربائية أساسيين من أجل تزويد شبه جزيرة القرم بالمياه كانا من الأهداف الرئيسية لدى بدء هجوم موسكو على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير.

وبعد ثلاثة أشهر، ما زالت التوربينات في المحطة الواقعة في نوفا كاخوفكا في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا تعمل مصدرة ضجيجًا لا يتوقف. لم تتضرر المنشاة ومنها تتدفق المياه لتصب في نهر الدنيبر.

تمكنت وكالة فرانس برس من الوصول إلى الموقع في 20 أيار/مايو، خلال زيارة صحافية نظمتها وزارة الدفاع الروسية تحت مراقبة جنود ملثمين مجهزين ببنادق رشاشة.

جسر رابط

وأشار العديد من المسؤولين الروس إلى أن روسيا تريد ضم منطقتي خيرسون وزابوريجا الأوكرانيتين، وبالتالي تشكيل جسر بري يربط الأراضي الروسية بشبه جزيرة القرم.

والمحطة التي لا تزال تحمل ألوان العلم الأوكراني، تعتبر "موقعًا استراتيجيًا" حساسًا. وهي تقع على مسافة بعيدة عن الجبهة إلى الشمال، لكن الروس الذين يحتلون المنطقة يتخوفون من عمليات "تخريب".

قال فلاديمير ليونتييف الذي عينته موسكو مسؤولاً عن الإدارة المدنية والعسكرية لمنطقة كاخوفكا "كانت هناك محاولات (من قبل مخربين) لادخال عبوات ناسفة الى هناك لكن تم إحباطها جميعًا".

لم يفصل ليونتييف هذه الاتهامات وشدد فقط على أن إلحاق الضرر بالسد من شأنه أن يسبب "مشكلة كبيرة" وفيضانات مدمرة.

على السد، هناك ثغرة كبيرة تخترق حاجز الأمان على الطريق وكأن مركبة قد عبرته. ولم تقدم السلطات أي تفسير.

سد خاكوفا الكهرمائي الذي تم بناؤه في عام 1956 في الحقبة السوفياتية يسمح بإرسال المياه إلى قناة شمال القرم التي تبدأ في جنوب أوكرانيا وتعبر شبه الجزيرة بأكملها.

لكن بعد عملية الضم عام 2014، أغلقت كييف السد. وتسبب ذلك بمشكلات كبيرة لري المزروعات وعانت شبه جزيرة القرم من نقص في المياه.

تأمين المياه

وتقول السلطات الجديدة الموالية لروسيا إن تأمين المياه لشبه جزيرة القرم عبر القناة استؤنف مطلع آذار/مارس والآن يتم إمدادها يوميا بـ1,7 مليون متر مكعب من المياه.

وصرح ليونتييف "هناك كميات كبيرة من المياه تؤمن لشبه جزيرة القرم. في الوقت الحالي لا نطالب بدفع رسوم، إنها مساهمتنا لتعويض الخسائر التي تكبدها الأوكرانيون والروس لمدة ثماني سنوات".

وأشار إلى أن "جميع العاملين" في المحطة ظلوا في الموقع ويعملون دون انقطاع منذ 24 شباط/فبراير. يمكن للمدنيين بعد خضوعهم لتفتيش من قبل الجنود الروس، الاستمرار في استخدام الطريق على السد الذي يعبر نهر الدنيبر.

وتستمر المحطة في إنتاج الكهرباء التي تزود الشبكة الأوكرانية الموحدة والمناطق التي لا تزال تحت سيطرة كييف وتلك التي سيطرت عليها موسكو.

يقول فلاديمير ليونتييف "لا يمكننا وقف إنتاج الطاقة ولا وقف إرسالها إلى الشبكة (الأوكرانية) الموحدة". ويضيف "في الوقت الحالي إنه أمر مستحيل تنفيذه" عمليًا.