تريس سانتوس (إسبانيا): افتتحت منصة البث التدفقي "نتفليكس" الثلاثاء استوديوهات تصوير جديدة في إسبانيا تتيح لها مضاعفة قدرتها الإنتاجية في هذه الدولة التي أصبحت في سنوات قليلة أحد المراكز الرئيسية للإنتاج السمعي البصري في أوروبا.

وتقع هذه الاستوديوهات الجديدة في "مدينة التلفزيون" (Ciudad de la Tele)، وهي عبارة عن مجمع سمعي بصري ضخم في تريس كانتوس بضاحية مدريد الشمالية. ويضم مركز "نتفليكس" الإنتاجي خمسة استديوهات للتصوير ونحو 30 غرفة للتوليف.

وأوضحت المجموعة في بيان أن منشآتها الجديدة تمكّنها من مضاعفة طاقتها الإنتاجية في إسبانيا إذ ترفع العدد الإجمالي لاستوديوهاتها إلى عشر تتوزع على مساحة 22 ألف متر مربع، شاملة "مكاتب للإنتاج، وأقساماً للماكياج وتصفيف الشعر وتبديل الملابس".

وكانت الشركة الأميركية العملاقة دشّنت الدفعة الأولى من استوديوهاتها في تريس كانتوس، وهي الأولى لها خارج الولايات المتحدة، في نيسان/أبريل 2019، بعد مدة قصيرة من تحقيقها أول نجاح عالمي بلغة أخرى غير الإنكليزية من خلال المسلسل الإسباني "لا كاسا دي بابيل".

واستخدمت المنصة من مركزها الإسباني موقعاً رئيسياً لإنتاجاتها في الاتحاد الأوروبي، إذ صورت فيه سنة 2022 أكثر من 30 فيلماً ومسلسلًا، من بينها "بيينفينيدوس آ إيدن" (Bienvenidos a Eden) و"إيليت"، أحد أبرز أعمالها الناجحة الناطقة بالإسبانية.

موقع استراتيجي

وقالت المسؤولة في "نتفليكس" ماريا فيريرا في نهاية جولة لوسائل الإعلام في المنشآت الجديدة إن إسبانيا باتت "موقعاً استراتيجياً" بالنسبة إلى المجموعة نظراً إلى دورها الأساسي "في الإنتاج السمعي البصري في أوروبا والعالم".

أما وزير الثقافة الإسباني ميكيل إيسيتا فأكد عزم حكومة مدريد على "تعزيز وجود المنصات وشركات الإنتاج الكبرى" على أراضيها.

وباتت إسبانيا التي اجتذبت مناظرها الطبيعية الشبيهة بالغرب الأميركي الإنتاجات الهوليوودية منذ ستينات القرن العشرين، مرغوبة أكثر فأكثر من منصات إنتاج المسلسلات، وهو ما يوفر نحو عشرة آلاف وظيفة، بحسب الحكومة.

وأظهرت الحكومة قبل عام رغبتها في "جعل إسبانيا المحور السمعي البصري لأوروبا" وزيادة الإنتاج على أراضيها بنسبة 30 في المئة بحلول عام 2025 بالاعتماد على الأموال الأوروبية من خطة التعافي الضخمة لما بعد الجائحة.