أثارت مقاطع مصورة تم تداولها بشكل واسع تظهر أشخاصاً يقومون بسرقة عدد من المصارف والبنوك في السودان غضباً بين رواد منصات التواصل الاجتماعي.

وتبادل طرفا الصراع - الجيش السوداني وقوات الدعم السريع - الاتهامات بتسهيل وتنفيذ عمليات النهب والسطو على عدد من فروع البنوك في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، وسط مخاوف المودعين من التأثير على أموالهم في تلك البنوك.

وتنتشر حالياً العصابات المنظمة والمتخصصة بعمليات السرقة التي تسمى محلياً بـ"النيقرز" في ظل الانفلات الأمني الذي تعانيه البلاد، في وقت شهدت كثير من السجون السودانية فرار مئات المحكومين منذ بدء الاشتباكات في 15 أبريل /نيسان الماضي.

من هي عصابات "النيقرز"؟

  • ظهرت عصابات "النيقرز" لأول مرة بطريقة منظمة في السودان عام 2003 على أطراف العاصمة الخرطوم.
  • تطورت "النيقرز" مع مرور الوقت، وكانت الاحتجاجات والأزمات السياسية في السودان حاضنة أساسية لانتشارها، وكان أبرزها أحداث سبتمبر/ أيلول 2013 وثورة 2019 التي أطاحت بالرئيس عمر البشير.
  • تعتمد عصابات "النيقرز" على تنظيم إداري ضمن مجموعات متسلسلة، ويرأسها قائد يسمى "البوس".
  • تمتلك "النيقرز" أسلحة متنوعة أغلبها بيضاء كالسكاكين والسواطير والعصي الحديدية والخشبية.
  • ألقت السلطات السودانية خلال الأعوام الماضية القبض على العشرات من هذه العصابات، ونفذت عدداً من أحكام الإعدام بحقهم.

استياء على مواقع التواصل

تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع فيديوهات يتم تناقلها لعمليات سرقة ونهب من فروع بنوك ومحال تجارية في السودان، محملين أطراف النزاع مسؤولية تردي الوضع الأمني في البلاد.

ويتهم نضال عبد الله في تغريدته عناصر من النظام السابق بالقيام بعمليات النهب التي طالت البنوك.

ونشرت نور يوسف فيديو يظهر حريقاً في مبنى بنك السودان المركزي، وقالت: "سارع إعلام البرهان باتهام قوات الدعم بحرق البنك حتى يبعدوا عن أنفسهم حقيقة أن الحريق ناتج عن لهيب الطيران الذي يرمي الشرر ولا يبالي".

ويقول مهدي سليمان إن موجة نهب تجتاح البنوك والمحال التجارية في العاصمة والأقاليم، وأضاف: "لم يتم التعرف على هويات بعض النهابين، هل هم من المقاتلين أم من المدنيين أم من جميع الأطراف".

وأشار عمرو عطية في تغريدته إلى تكرار السيناريو ذاته لسرقة البنوك في مصر عام 2011، والتي كانت في وضَح النهار حينها.

ويتساءل فخر الدين عن وجود وحدات شرطة الاحتياطي المركزي التي قالت إنها انتشرت لتأمين المرافق والممتلكات العامة والخاصة.

واعتبر أحد المغردين أن سرقة البنوك في كثير من المناطق في وقت واحد، عمل ممنهج لتدمير السودان وجزء من مخطط الحرب من الخارج.

وأعادت سالي سامي نشر فيديو يظهر عملية سرقة من بنك الخرطوم فرع سوبا، قائلة: "كان هذا الهدف من الصراع، حتى يصل البلد إلى هذا المستوى".

وقال الطيب أحمد: "سرقة بنك الخرطوم ليست من أخلاق الشعب السوداني، ولكن الحاجة والحوجة هي من أخرجت أسوأ ما في هذا الشعب".

اتهامات متبادلة

اتهم الجيش السوداني في بيان أصدره الأحد قوات الدعم السريع باتباع ما وصفه بـ "سياسة الأرض المحروقة"، وذلك من خلال حرق ونهب المزيد من البنوك والمحلات التجارية واللجوء للتخريب.

وأضاف البيان أن قوات الدعم السريع قامت بسرقة وحرق بنك التضامن فرع السوق الشعبي في أم درمان، ونهب عدد من المحال التجارية المجاورة.

وكان الجيش قد اتهم قوات الدعم قبل يومين بسرقة عدد من فروع البنوك ومحال تجارية في العاصمة الخرطوم.

من جهتها، نفت قوات الدعم السريع اتهامات الجيش السوداني، وأعلنت تنفيذ حملات مكثفة في مناطق سيطرتها لمحاربة عمليات النهب والتخريب للممتلكات العامة والخاصة.

وأضافت في بيان أنها تلقت بلاغات من مواطنين في عدد من الأحياء السكنية جرى التعامل معها بالسرعة المطلوبة، وأسفرت عن ضبط عدد من المتهمين متلبسين بنهب بنك الخرطوم فرع سوبا شرق.

رسائل طمأنة

طمأن بنك السودان المركزي المودعين وأصحاب الحسابات المصرفية أن أموالهم في الجهاز المصرفي بأمان، مؤكداً أن عمليات النهب أو السرقة لبعض فروع البنوك التجارية لا تؤثر على ودائع العملاء في تلك البنوك.

وأعلن البنك، في بيان توضيحي أصدره بعد حريق اندلع في فرع الخرطوم، انتظام العمل بمعظم فروعه بولايات السودان المختلفة منذ يوم أمس، ومباشرة فروع المصارف التجارية فيها تقديم خدماتها المصرفية خاصة خدمات السحب والإيداع النقدي.