محمد الأمينمن لاهاي: علاوة على الدراسات والبحوث النقدية المتمحورة حول شعر المرأة ، يحتوي كتاب شعر النساء الأفغانيات الصادر مؤخرا عن دار نشر "افكار" في طهران على قصائد لثمانين شاعرة افغانية . وقد جاء في المقدمة التي وضعها مسعود مير شاهي لهذا الاصدار: "لم تحظ المرأة الافغانية وعلى مدار قرون بحرية التعبير السبب الذي حال دون تنامي موهبتها الشعرية ، لقد تم تبديد الطاقة الابداعية للمرأة في المجتمعات الناطقة بالفارسية منذ رابعة البلخي ومهستي الرائدتين مرورا بطاهرة قرة العين وفروغ فرّخزاد، ان احتقار المرأة والنظرة الدونية اليها في هذه المجتمعات المحافظة جعلها حبيسة الحُجب والستائر ، ويكفي القاء نظرة سريعة على الألقاب التي حملتها الشاعرات الأفغانيات للتأكد من هذه الحقيقة : (مستورة ، محجوبة ، مخفية و...).يتكوّن الجزء الثاني من الكتاب من فصلين خُصص الأول لنماذج من قصائد "اللاندي" المكتوب بالبشتوية وهي قصائد تعتمد البيت الواحد ومجهولة المؤلف غالبا.وكان من الاجدر الاستعاضة عنها بنماذج شعرية معاصرة لشاعرات يكتبن بالبشتوية .ولايصدر هذا الموقف الحاد من اللاندي بسبب انتسابه للثقافة الشعبية انما لكونه يرّسخ بطريارتيكية الرجل (المساهم الخفي في انتاج هذا الشكل الشعري)الذي يكرس النظرة السائدة عن المرأة ككائن دوني يقتصر على تلبية غرائز ورغائب الرجل.اما الفصل الثاني فتضمن قصائد مكتوبة بالفارسية هي الأنضج والأقرب الى الحداثة الشعرية.
ورغم العزل الذي عانت منه الثقافة الأفغانية عن نظيراتها في شبه القارة الهندية إبان الاستعمار البريطاني لافغانستان؟ إلا أن انفتاحها على المخيال الجمعي للثقافة الايرانية ساهم في تجديد القصيدة الافغانية بعد مرحلة طويلة من الإدمان على الكلاسيكية ، ولم يتسن للشعر الافغاني الانفتاح على آفاق الشعرية العالمية بشكل مباشر إلا في العقدين الأخيرين من القرن الماضي مع الهجرات المتتالية الى البلدان التي لاتشترك بقرابة جغرافية مع افغانستان كاستراليا وكندا واميركا وبلدان اوربية عديدة.
- آخر تحديث :
التعليقات