عمّان: (تلفت الصبي فلم يرَ أحداً وراءه، انسرب من سكة لأخرى، أسلمته الأزقة المظلمة للأشد إظلاماً، اقترب من بيت العرس فدار حول نفسه فرحاً بالأصوات والأنوار، التصق بالجدار سائراً على أطراف أصابعه، مبتعداً عن مجلس الرجال المنفصل حيث فاحت روائح القهوة والحلوى الساخنة، اجتاز الممر المترب بين المجلس والحوش، تناهت إلى سمعه أصوات ضحك النساء وغنائهن، فتأكد أنَّ الحفلة تقام في الهواء الطلق، وبدأ في تسلق الجدار.)
هكذا تبدأ قصة صبي على السطح التي عنونت بها القاصة والكاتبة العمانية جوخة الحارثي مجموعتها القصصية الجديدة التي صدرت عن quot;دار أزمنةquot; في الأردن.
تحتوي المجموعة على تسع عشرة قصة قصيرة تقطع معظمها مع مناخ الحياة والمجتمع في سلطنة عمان لتنطلق منهما إلى ما يمس مسارات متعددة في روح الإنسان، بما في ذلك مسارات الفقد والحب والفرح والألم والمرض.
كما تتضمن المجموعة قصصاً قصيرة جداً من بينها هذه القصة:
(وقف الرجل الأسمر النحيل جداً في الشرفة، وحين مدَّ ذراعيه على وسعهما ليقطف النجوم اصطدمت يداه بالزجاج.
الزجاج النظيف لدرجة الشك بوجوده كان يُسوَّر الشرفة.
والرجل الأسمر النحيل جدا نسي ذلك كما يفعل كل مساء.)
مجموعة جوخة الحارثي الجديدة quot;صبي على السطحquot; هي الكتاب الثالث في مسيرتها الإبداعية بعد مجموعتها القصصية الأولى quot;مقاطع من سيرة لبنى إذ آن الرحيلquot; 2001، ورواية quot;مناماتquot; 2004.