إيلاف: اقامت مكتبة الإسكندرية في الفترة من 14 ديسمبر الجاري وحتى 13 يناير 2007 بقاعة المعارض الغربية بمركز المؤتمرات معرض quot;الملتقى الأول ndash; الفنان المقيمquot;. المعرض نتاج المشروع الذي أقامته المكتبة بمبادرة منها لاستضافة الفنانين الواعدين لإعطائهم فرصة للإبداع وإنتاج أعمال فنية مرتبطة بمدينة الإسكندرية.
ويشارك فيه سبعة فنانين ويضم هذا المعرض هذا التنوع الجميل من الأحاسيس والمشاعر والأساليب والتقنيات والأفكار حيث نرى quot;إبراهيم الدسوقيquot; بتشخيصاته التي تجمع بين التكتل النحتي وبين مناقضة الأثيري، حيث تدغدغ مشاعر المشاهد بملامسها الحجرية وبرودتها المحايدة ونبضها المستتر. أعماله تملك الرصانة والوقار وتنبئ بذكاء شديد في اختيار الأوضاع والزوايا. ليضع الموديل في موقف مسرحي دون استعراضية. quot;عماد عبد الوهابquot; حيث تصاويره وملصقاته التي تنتسب لمذهب البدائية الجديدة حيث تغلب سجيته في الرسم والتلوين على المنهجية القاعدية التي تتلمذ عليها في كلية الفنون الجميلة. أوراق التغليف، وكراتين البيض، وأوراق اللف تتآلف جميعاًً مع ألوان مباغتة تعمّد تحريفها لتحقيق قوة التعبير. quot;وئام المصريquot; حيث تجمع في أعمالها الخطية والملونة بين إحساس الفنان وإنسانية الموديل، وبين خبرتها الفوتوغرافية في اختيار الزوايا الغرائبية والصور المتراكمة في شفافيات خطية ومونوكرومية.
quot;محمد فتحي القاضيquot; حيث ألحانه المتزامنة والمتعاقبة، حيث يتجلى لحنا الفاتح والقاتم مع تعدد النفحات وإيقاعاتها من خلال نوافذ يثير كل منها العين والذهن مندمجة في طزاجة الورق اليدوي المضغوط.
quot;وائل عبد الصبورquot; حيث جرا فكياته التي تصور هواء البحر في الصقيع تغمر غيومه وبخاره مراكب الصيادين الخشبية الهائمة في عاصفة متراكمة أو متماهية ويستخدم تقنيات مركبة من الصياغة الجرافيكية المطبوعة. شفافيات موحية بأسلوب البحر وغموضه.
quot;جيهان سليمانquot; حيث الزخم اللوني والزخرفي في تصويرها، حيث تتعامل مع الخطوط والمساحات والنقط في شفرات تجريدية ذات مذاق شرقي وطبيعة معاصرة كلاسيكية، مفروشة على الجدران بألوانها القوية، مع سيطرتها على الهارمونية البصرية في وحدة الشكل واللون والتأثير.
quot;حازم عبد الخالقquot; حيث منحوتاته المنتسبة لأستاذه الفنان طارق زبادي. حيث الكتلة الأفقية وجذورها النباتية المستوحاة من عناصر الطبيعة ndash; العظام المفصلية وكتل الأخشاب التي انتهكتها ضربات الفئوس والأزاميل، بيد أنه يختلف عن أستاذه باستخدام خامة البوليستر التخليقية، بينما يحرص الأستاذ على التوليف بين الخشب الغفل مع رقائق النحاس الأحمر. ولأنه يستخدم خامة صناعية فإنه يحاكي ألوان الخامات الطبيعية وأحيانا صبغات لونية أقرب إلى باتينة البرونز أو لون الإردواز.
هذا وقد صرح المايسترو شريف محيي الدين , مدير مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية , أن المعرض سيقدم مختارات ممتازة لسبعة فنانين شبان يتميزون بالغزارة الإبداعية والتنامي في المعالجة الأسلوبية مصورين جرافيكيين، ونحاتين تتم استضافهم بمركز الفنون للإقامة خلال فترة زمنية تتراوح بين الشهر والشهرين، يعايش زخم النشاط في المكتبة في أوجه الإبداع المختلفة البصرية والسمعية والإيقاعية والحركية ويستشعر إيقاع المدينة الجميلة ويبدعون أعمالاً جديدة من هذه المثيرات الملهمة.
هذا ويعد المعرض شريحة صغيرة من رقعة واسعة ومبشرة لمستقبل التشكيل المصري، فنانين أرسوا مكانتهم، وآخرين على الدرب. كلِِِِِّ بأسلوبه الأصيل المتميز وبمغامرته التشكيلية المتقدمة والمتواصلة. ووراء هذا العمل الناجح شباب موهوبون آخرون، وهم نانسي ممدوح و أميرة العيسوي و هيثم وفيق وهيثم نوار، فقد بذلوا جهوداً عظيمة في الإعداد والتنظيم والتصميم والمتابعة الجرافيكية ليصل المعرض إلى هذا المستوى اللائق بشباب المبدعين المصريين.
يأتي مشروع الفنان المقيم الذي يتبناه مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية ضمن فعاليات الفنون التشكيلية، التي تسعى إلى توثيق بانوراما الفن المصري في القرن العشرين في ميادين التشكيل النحتي والتصويري والجرافيكي والخزفي لوصل الماضي بالحاضر بالمستقبل.