من زكية عبد النبي: أحيا الشاعر الفلسطيني سميح القاسم مساء الخميس أمسية شعرية في الرباط بمناسبة يوم الارض الفلسطيني بحضور عدد من المثقفين والمهتمين المغاربة والاجانب. وصعد القاسم شامخا على المنصة في قراءاته الشعرية التي اتخذت كالعادة لحنا وايقاعا كان صوته واحساسه العميق والمرهف بالجرح وبالحب هو الاته الموسيقية وايقاعاته المتميزة. وحملت قصائده رسائل تنديد واستنكار للاحتلال والذل والظلم وانهيار القيم .. كما كانت باقات زهور ربيعية تحمل في حروفها غزلا وحبا وكل معاني الجمال السامية.
وقرأ سميح القاسم قصائد تعبر عن قوة ارتباطه بارض فلسطين قائلا quot;البئر بئري وهذا الماء من مطري/ والشأن شأني قراحي كان ام كدري/ بئري ومائي وطيني صائر جسدا/ وصائرا بلدا بدوا الى حضر/هنا ابتدأت وشبت نطفتي اسرا/اصلابها اسر تمتد في اسر/ انا بلادي بذار الحب حنطتها/ وزيت زيتونها مصباحه وطري/وعشبها لغتي لو كابرت لغة/ ولو خبا قمر ليمونها قمري/وغازلتها شعوب الارض قاطبة/ لكنها اثرت عزفي على وتريquot;.
كما قرأ مقاطع من quot;مرثية سيرة بني سميح quot;لان الفتى اول القادمين الى الارض/من كوكب الحسرات القديمة/ واخر من ابصر المجرمين ووجه القتيل قبيل ارتكاب الجريمة (لان الفتى بذرة اخرجتها العواصف بين رمال الصحارى الى مطر او غمام) سوى ما تبعثر بين quot;الدخولquot; وquot;حوملquot; عصر الكلام..يصيح قطعت صلاتي/ قطعت صلاتي وهذا دخان دمي.quot;
وفي قصائد quot;كولاجquot; بدأ سميح القاسم مجددا وquot;منفتحا على التكنولوجياquot; اذ انتقد هيمنة لغة التكنولوجيا واستحواذها على المشاعر الرومانسية الحالمة.
وقال quot;الحب اليوم يختلف عن زماننا.. اليوم كل واحد ينتظر مكالمة هاتفية على محموله.. زمان كنا نحمل الزهور والرسائل وننتظر تحت الشبابيك على ضوء القمر.quot;
وقرأ quot;هاي لنقالك الحلو اشرح اسباب موتي عليك (هاي لموبايلك الحلو اشرح اسباب موتي عليك) وبالفاكس ارسل قلبي اليك/ باي.quot;
وفي ذكرى الارض الفلسطينية لم يفت الشاعر الفلسطيني استحضار روح الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب ومن خلاله مأساة العراق وقرأ قصيدة (ياعراق quot;بدرك في غياهب الاعماق يصرخ ياعراق) ما اللغة الفجيعة/ ما سنة وشيعة/ وانت ياعراق امانة الاعناق في الاعناق/ وانت انت السر والوديعة/ في محنة السفاح والقرصان والمهرج الافاق/.quot; وختم امسيته التي دامت حوالي الساعة بقصيدة جوانتانامو التي صور فيها مأساة المعتقلين هناك.
- آخر تحديث :
التعليقات