اتحاد ديوان الشرق الغرب
يحتفي باربعينية عذراء الثقافة.. الشهيدة اطوار بهجت

محمد اسماعيل: احتفاء بامتدادها في الحياة، ونكاية بالقتلة، اقام اتحاد ديوان الشرق الغرب / المركز الثقافي الالماني في بغداد اربعينية عذراء الثقافة العراقية.. الشهيدة اطوار بهجت.. الشاعرة والاعلامية، التي اغتالها ارهاب الظلاميين الجدد.الاحتفالية اقيمت على قاعة الحمراء في فندق المنصور ميليا في العاشر من صباح الثلاثاء 4 نيسان 2006 بحضور السيد وزير الثقافة نوري الراوي، وجمع من الشخصيات الدينية والسياسية من توجهات متباينة، التقت في الديوان، على توحيد الصف العراقي انسانياً لاستذكار هذه الفاجعة الثقافية الاليمة. كما حضرها مفكرون وادباء وفنانون واعلاميون ورؤساء منظمات المجتمع المدني والاتحادات والنقابات المهنية. القى السيد الوزير، كلمة، جاء في خلاصتها:
-الطروحات الاثنية.. من شيعة وسنة وعرب وكرد و تركمان، مشفوعة بعمليات ارهابية، امر دخيل على المجتمع العراقي، غير نابع من جوهره، انما مقحم على حياته. فالعراقيون لحمة وسداة تتوحد في نزوعها للسلام، ونبذها للعتف، مع ذاتها ومع الآخر. وما حدث لعذراء الثقافة العراقية.. اطوار بهجت، بداية تسييس الجريمة.
وانا كوزير للثقافة، انبه زميلي وزيري الدفاع والداخلية الى ضرورة فرض حماية تحصن المثقفين عموماً والاعلاميين خصوصاً ازاء التصفية الجسدية التي تمارس ضدهم من الارهابيين.
تلته الشاعرة امل الجبوري.. رئيسة مجلس ادارة اتحاد ديوان الشرق الغرب، بكلمة باكية بلوعة وأسى حقيقيين، اشجيا الحضور:
quot;بدأت علاقتي بأطوار، مذ عدت للعراق، بعد 9 نيسان 2003، وحاولت ثوثيق مشاهد السلب والدمار بكامرتي التلفزيونية الشخصية في المكتبة الوطنية والمتحف العراقي. ان قتلة اطوار، هم قتلة الحرية.. اعداء الاسلام.. الذين اختطفوا الاسلام، واستغلوه للارهاب. اطوار قتلت لأنها امرأة، والعقل العربي مازال لا يتحمل تحول المرأة من خصوبة الرحم الى خصوبة العقل. ثم اعلنت السيدة الجبوري، عن تأسيس تجمع، لحماية المثقفين، سيدعى له الراغبون بالانتماء للهيئة التأسيسية لاحقاً.quot; وأكدت الزميلة امل الجبوري لاحقاً، ان محبي الجمال.. من أدباء وفنانين وأعلاميين وعلماء، هم عزل. ان المثقف العراقي بالداخل يعاني ارهابين هما ارهاب الدم وارهاب الكتابة الثاني لا يقل بشاعة ووحشية عن الارهاب الاول. وحيت المنظمات الانسانية التي ترعى الثقافة العراقية، من ايما مصدر تجئ، طالما تعمل بهاجس انساني غير مشروط، في دعم الثقافة. وسنقدم مشروع التجمع للحكومة كي يقر، كبرنامج عمل لحفظ كرامة المثقف.
الشاعر جواد الحطاب.. مدير مكتب بغداد، لقناة العربية، لبى رغبة الراحلة، بقصيدة يكتبها عنها، تمنى.. وتمنينا ان يقرأها في زفافها الذي ازف الموت قبله بثوان عصية على الزمان:
-ما اتفه الرجولة، حيث تنفرد الرشاشات بأمرأة.. تعتقد ان القتلة جاؤها بدورق ماء او حليب بقر ريفي، فهي منذ الصباح الباكر، قبالة قبتي علي الهادي والحسن العسكري.. تناجيهما: سيدي.. ياابن رسول الله.. ستبقى قبابك داخل قلوبنا تلمع.
قناة العراقية الفضائية، شاركت في الاربعينية، بكلمة القاها الزميل اسعد الربيعي.. مراسل القناة:-
نأسف لما يجري.. ولا يكفي الاسف.. بل يجب ان نشخص الخلل ونعين الحكومة على معالجته.. اذ ان كل من يعمل في الاعلام، داخل العراق.. عراقياً كان ام غير عراقي.. يضع روحه على كفه. بالامس فقدنا الزميلة اطوار بهجت وقبلها وبعدها، مازال نزيف الشهادة راعفاً في العراق.
ثم تحدث الصحفي الكبير امير الحلو.. قائلا:
-في اول مرة اتعرف الى اطوار بهجت.. جاءتني شابة غضة.. مثلما رحلت شابة غضة.. قدمت لي تحقيقاً، قرأته، فسحرني.. لأقدمه للاستاذ حسن العاني، الذي اجابني: اما نحن مجانين او هذه البنت عبقرية، وكان الخيار الثاني هو الصحيح، اذ اكدته مسيرتها التي لم تمتد اكثر من عشرة سنوات في الصحافة، حيث اختطفها الموت على يد الارهابيين. ومن قصيدة ذات اربعة وعشرين بيتاً، اقتطعنا للشاعر سبتي الهيتي، مما قرأ في الاربعينية:
-ياوجه اطوار.. ياحزناً يذكرني.. وما نسيت باخرى لن اسميها. اخاف من جرحها المدفون في خلدي.. اذا ذكرت اسمها.. رسماً.. سابكيها.

الكاظمية المقدسة مدينة شيعية، بكت اطوار بهجت دون ان تعنى بكونها سنية.. قتلت في المدينة التي ينحدر اصلها منها.. سامراء، حيث جاء في كلمة اهالي الكاظمية التي القاها الزميل باسل مجيد رشيد: اطوار جملَ اسمَكِ حروف الابجدية فهو مشكاة تحرس المعنى.. وهج يضئ ذلك القلب المفعم بحب الوطن.
تتجولين في مدينتي الكاظمية المقدسة.. تحاورين الناس برقة وعذوبة ولكن.. وياللأسى فقد تسمرت في سامراء حتى اشتهى من روحك القطاف ثم دنى اليك هادم اللذات. اطوار وأسفاً فقد تشضيتي بينَ اهلكِ.. وعندها فقد تشضتْ معكِ لحظةَ صعود روحكِ الى عليين كتباً بابلية واشورية.
اطوار ليس هكذا كنا ننتظر قطفَ المواسم يهوي على بُرعُمكِ.
اليوم وكل هذا الحضور الكريم يسكب رياحين وماء الورد في شذى بركة دمائُكِ الطاهرة.
أه.. لقد سكبتِ في حناجرنا استغاثتُكِ.
اطوار ياصاحبة المودة العارمة واللياقة العالية والكلمات الدافئة فقد امتلكتِ الكثير من التواضع وكان لك الكثيرُ من الاحترام لمهنِيتكِ الملتزمة رغم ما يحفها مِنَ المهالك والمخاطرْ، لكنك في الوقت ذاته كنت تدركين اِنَ مهنة الاعلام ورسالتها مدرسةٌ لا تنتهي كما الحياة الا بالشكل الذي قُدستْ فيهِ روحك النقية.
السيد رجاء الخليلي.. المدير المفوض لجريدة العدالة، بعثَ ببرقية، جاء فيها:
الزملاء الاعزاء في اتحاد ديوان الشرق الغرب
يشرفني ان اشارككم هذه المناسبة واحيي الروح الطاهرة التي بذلت الغالي والنفيس في سبيل رسالة الصحافة وخدمة الوطن ndash; الصوت المجلجل بالحق والقلم الشريف الذي اختالته يد الارهاب العدو لكل جوانب الحياة ونحن على ثقة بان الشعب العراقي سينتصر مادام فيه رجال ونساء مثل الشهيدة اطوار بهجت التي ستظل ذكراها بيننا حية ترشدنا الى الطريق السوي وتعطينا المثل الافضل لمعاني التضحية والكلمة الصادقة والوفاء لكل الخيرين.
وبعثت الجمعية العراقية للتصوير ببرقية اخرى..
حملها ممثلوها الفنانان: عبد الخالق شكر ورسول علوان.. جاء في نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم.. الاخوة القائمون على هذه المناسبة الاليمة.. اربعينية الشهيدة اطوار بهجت.. بوركت جهودكم.. نشاطركم العزاء.. انا لله وانا اليه راجعون.
وتكلم الزميل احمد الثائر عن طفولة وجوار اصيل في محل السكنى.. جمعهما.. هو والشهيدة.. تكلل بالعمل الثقافي والمهني الذي زاملته فيه، مثلما زاملت اخرين وفاضت روحها الى بارئها، تشكو جور الانسان على اخيه الانسان.. بعد ان عاشت.. مثل ليرة ذهب نقاء صفاء كعين الديك.. عيناها الخضراوان براءة.
ثم قدمت الشاعرة امل الجبوري وسام الديوان لذوي الشهيدة اطوار بهجت، تسلمه الشاعر جواد الحطاب وقدم الزميل باسل مجيد رشيدلوحة حملت صورة اطوار وما يكرفون قناة العربية الفضائية بيدها.. مهداة من اهالي الكاظمية المقدسة.
واستذكر المحتفلون عددا من الاعلاميين والادباء المختطفين.. سائلين الافراج عنهم والكف عن ادارة دولاب الدم في بغداد.