جماليات الإبداع الرحباني
للدكتور مفيد مسوح
يتكون كتاب quot;جماليات الإبداع الرحبانيquot; من جزأين يقع كلٌّ منهما في 432 صفحة من القطع الوسط كتب فيه نص المؤلف باللون الأسود بينما جاءت الشواهد ونصوص الحوار وكلمات الأغاني باللون الأزرق.
يستعرض الكتاب مسرحيات الأخوين عاصي ومنصور الرحباني التي قدماها على خشبات المسارح اللبنانية والسورية والأردنية بين عامي 1960 و 1977 بمشاركة عدد كبير من الفنانين والفنانات من مغنين ومسرحيين وممثلين وعاملين في الإخراج والإضاءة والديكور والأزياء واللوحات الثابتة والمتحركة وغير ذلك وبالاشتراك مع فرق مختلفة للرقص الشعبي كانت (الفرقة الشعبية اللبنانية) على رأسها.
ويسلط الكتاب الضوء على القيم الجمالية الكبيرة في محاور هذه المسرحيات ونصوصها وموسيقاها ورقصاتها ولوحاتها وفي تقنيات الإضاءة والحركة والديكور وغير ذلك محلِّلاً هذه الجماليات ورابطاً إياها بالمغزى الفكري وبالدور الفني ومبرزاً مابين المشاهد أو ماخلفها إظهاراً لما قد لا يكون من مهمة المشهد المسرحي إبرازه كلاماً.
الهدف الرئيس من الكتاب يتلخص بالمساهمة في جهود الأدباء والنقاد والدارسين لإحياء التراث الأدبي والفني للأخوين رحباني ولنقله مشروحاً للأجيال البعيدة عن بيئته وزمانه ولتوسيع رقعة المهتمين به كأدب وطنيٍّ إنسانيٍّ ذي قيمة تربوية عالية إضافة إلى القيمة الفنية الكبيرة.
يصدر الكتاب بمناسبة إحياء ذكرى عاصي الرحباني بتاريخ 21 حزيران 2006، يوم مرور عشرين عاماً على رحيله. قدَّم الكتاب الشاعر الأستاذ هنري زغيب وكتب كلمة غلافه الخلفي الأستاذ منصور الرحباني، والكتاب صادر عن دار بيسان للنشر والتوزيع.
سيقتني الكتاب جميع محبي المسرح الغنائي الرحباني وعشاق الأغنية اللبنانية وملوكها السيدة فيروز والسيدة صباح ووديع الصافي والراحل نصري شمس الدين وغيرهم من عشرات المغنين والفنانين اللبنانيين الذين عملوا في هذا المسرح المتميز والمستمر في جيليه الثاني والثالث مع منصور الرحباني وأولاده وأولاد الأستاذ الياس الرحباني.
وسيلبِّي الكتاب رغبات الفنانين العرب من الممثلين المسرحيين إلى المطربين والمؤلفين والعازفين والفنيين السينمائيين والمسرحيين وكتاب السيناريو والمخرجين بأنواعهم وسيقتنيه أيضاً النقاد والأدباء والكتَّاب والموسيقيون والمثقفون العرب وطلاب الكليات الفنية والأدبية في الجامعات والمعاهد المتخصصة. وسيجد الكتاب مكاناً له فوق رفوف المكتبات العمومية وهيئات حفظ وإحياء التراث الأدبي والفكري والفني. كما سيجد فيه المهتمون بتاريخ منطقتنا وبالمسرح السياسي وبالمسرح الناقد وكذلك العاملون في الصحافة الفكرية والأدبية والفنية مادةً مرجعية معقولة.
لمعلومات أكثر عن الكتاب تفضلوا بزيارة الموقع ( www.jamaliya.com )
مدخل إلى فهم تسوية الصراعات
الحرب والسّلام والنظام الدولي
طارق محمود نفش:يعتبر كتاب مدخل إلى فهم تسوية الصراعات، للأستاذ الدكتور quot;بيتر فالنستينquot;، أحد أبرز الكتب النظرية التي تناولت الصراعات الدولية، متناولاً قضية تسوية الصراعات تحديداً، بعكس الكتب الأخرى التي تركز على فهم أسباب الصراع. ويستند الكتاب، في المقام الأول، على quot;مشروع جامعة أبسالا لبيانات الصراعاتquot;، الذي أعده مركز راسات السلام والصراعات في جامعة أبسالا في السويد، إضافة إلى مشروع quot;الحروب والصراعات المسلحةquot; التابع لجامعة هامبورج في ألمانيا، ومشروع quot;الحروب ومسبباتهاquot; الذي تشرف عليه جامعة ميتشيجان في الولايات المتحدة الأمريكية.
والكتاب الذي صدر عن المركز العلمي للدراسات السياسية/الأردن، هو نسخة مترجمة للدكتور سعد السعد والأستاذ محمد دبور، تحرير الباحثين محمد يعقوب وطارق نفش. ويتناول بعداً محورياً في تعريفه للصراعات، وهو التركيز على وجود quot;قضية خلافيةquot; بين الأطراف المتصارعة، مفرقاً بين ما يُعتبر عنفاً سياسياً وغير سياسي من وجهة نظر القاموس السياسي. وبهذا، فقد قسم الكتاب الصراعات إلى ثلاث فئات: الفئة الأولى وهي quot;الصراعات الدولية على الأرض والحكمquot;، والذي يدمج فيها الصراعات الدولية على الأرض والصراعات الدولية على الحكم في فئة واحدة طبقاً لمعايير القانون الدولي، الثانية هي quot;الصراعات الداخلية على الحكمquot;، والأخيرة هي quot;الصراعات الداخلية على الأرضquot;.
يتناول quot;فالنستينquot; ثلاثة أنماط تحليلية في عملية تسوية الصراعات، ومع أنه يطرحها بشكل مستقل إلا أن فالنستين يؤكد على أنها تتقاطع مع بعضها؛ فهو لا يعتبرها quot;مدارس فكريةquot; بل أدوات ضرورية لأي باحث. فـquot;المنظور الديناميكيquot; يركز على ديناميكيات الصراع ويشير إلى أهمية إرساء الحوار بين الأطراف، وإجراءات بناء الثقة للتوصل إلى اتفاقيات حول القضايا الجوهرية، لكن quot;فالنستينquot; يرى أنه يظل ضعيفاً من حيث قدرته على فهم أسباب اندلاع الصراعات. وعلى الجهة المقابلة، فإن منظور quot;التركيز على الحاجات الأساسيةquot; ضعيف في تناوله إنهاء الصراعات، ويربط quot;فالنستينquot; بين هذا المنظور وبين عملية تحليل الطبقات، الذي اعتمد فيه المنظرون الماركسيون في تحليلهم لأسباب الصراعات على المادة، وعدم تشكيلهم أي فهم لعملية تسوية الصراعات إلا نادراً.
أما المنظور الثالث والذي يركز على quot;الحسابات المنطقيةquot;، يطرح فكرة ليست بالجديدة وهي قيام الحروب استناداً إلى حسابات منطقية، لكن الجديد فيه -بحسب quot;فالنستينquot;- هو الاعتقاد بإمكانية إنهاء الحروب استناداً إلى هذه الحسابات بناءً على النموذج المثالي لهذا المنظور من الأعمال الكثيرة التي قدمها زارتمان quot;Zartmanquot;.
وينتهي quot;فالنستينquot; بالتوصل إلى نموذج مقترح في عملية تسوية الصراعات يدمج فيه النماذج السابقة، انطلاقاً من تصوره بتكامل تلك النماذج، والذي يفترض فيه توصل أطراف الصراع إلى اتفاق ما. ويبلور المؤلف سبع طرق رئيسية يمكن من للأطراف من خلالها أن تتعايش مع خلافاتها أو أن تحلها. فطريقة quot;تغيير الأولوياتquot; تفترض حدوث تغيير في القضايا التي يوليها أحد الأطراف الأولوية الكبرى والذي من شأنه أن يفتح طرقاً يمكن للطرف الآخر من خلالها تقديم تنازلات. وتعد الطريقتان quot;تقاسم المصادرquot; و quot;المقايضةquot; حلولاً وسطاً، لكن الأولى تقليدية وتتمثل في التقاء الأطراف في منتصف الطريق، بينما الثانية يحقق فيها الأطراف جميع طلباتهم حيال القضية الخلافية دون الحاجة إلى تقسيم المصادر وتقديم التنازلات. أما quot;تقاسم السيطرةquot; فهي طريقة إدارية سواء كان الخلاف اقتصادياً أو سلطوياً أو غيره. وهناك طريقة أخرى يتم فيها الاتفاق على quot;ترك السيطرة لشخص آخرquot;، بينما تتمثل الطريقة السادسة العودة إلى quot;آليات تسوية الصراعاتquot; التي تستند على الإجراءات القانونية أو استفتاء الجمهور. الطريقة الأخيرة هي quot;ترك الأمور إلى فترة لاحقةquot;، ويكون فيها المقصود كسب الوقت.
وفي تناوله لفئات الصراع الثلاث، يحدد نقطة الانطلاق نحو تسوية الصراع، ويطبق الآليات السبعة على كل فئة. إلا أن quot;فالنستينquot; لا يكتفي بذلك؛ بل يقوم ndash;وعلى مستوى النظام الدولي- بتقسيم الفئة الأولى إلى أربع فئات لتسهيل عملية إجراء المقارنة بينها؛ وهي الصراعات الدولية المتعلقة بالجغرافيا السياسية، القوة الواقعية، السياسات الأيديولوجية وأخيراً المتعلقة بالسياسات الاقتصادية. ويخلص إلى أن قضايا الصراعات الدولية المتعلقة بالأرض والقوة تعدّ الأكثر شيوعاً. ومن الناحية الأخرى، فإن الصراعات الاقتصادية هي الأسهل في التوصل إلى تسوية إذا ما عولجت وحدها؛ حيث أن العقبة الأخلاقية في شن حرب من أجل الأموال تسهم في سهولة عملية التسوية، وذلك بعكس الصراعات الأيديولوجية لقدرتها العالية على حشد الأفراد وإشعالهم.
أما بالنسبة إلى الصراعات داخل الدول، والمتمثلة في الفئتين الثانية والثالثة من أشكال الصراعات، فإن quot;فالنستينquot; يتبع نفس النهج في مناقشة الحالات المختلفة سواء في مرحلة الحرب الباردة أو بعدها، مطبقاً الآليات السبعة على كل فئة، وموضحاً العناصر الرئيسية والمساعدة في تهدئة الخلافات والتوصل إلى تسوية مقنعة لجميع الأطراف وفاعلة على المدى الطويل.
في الجزء الأخير من الكتاب، يركز quot;فالنستينquot; على قضايا معقدة في عملية تحليل الصراعات، كالصراعات الإقليمية، ومواقف الدول العظمى وتدخلاتها، ويعتمد استراتيجيتين متناقضتين في عملية تفكيك الصراعات الإقليمية المتداخلة؛ فمبدأ quot;التدرجquot; يعني التعامل مع الصراعات واحداً واحداً، والذي ndash;بحسب quot;فالنستينquot;- تفضله الأطراف الإقليمية القوية، قد يكون من الصعب تطبيق اتفاقيات أحادية في ظل وجود روابط قوية متداخلة بين صراعات المنطقة. وفي الجهة المقابلة، فإن استراتيجية quot;الاستراتيجية الجريئةquot;، والتي تقوم على مبدأ تسوية الصراعات الأكثر صعوبة في البداية، تتميز بصعوبة تنفيذها هي الأخرى؛ إذ أنها يجب، في حالات كثيرة، أن تستند إلى مصالح القوى الإقليمية أو الدولية.
أما بالنسبة إلى الأمم المتحدة، فيفصّل الكتاب دورها في عملية تسوية الصراعات تبعاً للأقاليم العالمية المختلفة، إلا أنه يخلص إلى أن تحرك مجلس الأمن حيال الصراع يكون، عادة، عندما تصبح الحاجة ملحة إلى التوصل إلى تسوية، وعندما تكون الأطراف المعنية مستعدة للسماح بهذا التحرك.
ولم ينس quot;فالنستينquot; التطرق إلى التحرك المبكر والوقاية من الصراعات، مستشهداً بأمثلة عديدة، ومتناولاً عملية التنبؤ بالتصعيد والرصد المبكر، وهو لا يعتبر الإجراءات التي تقوم بها الأطراف نفسها للحد من تصعيد الصراع إجراءات وقائية، بل تأتي التحركات الوقائية من أطراف أخرى. كما ناقش الاتجاهات الحديثة في الصراعات المسلحة وعملية التسوية، حيث يرى quot;فالنستينquot; بأن هناك ميل غير مسبوق للجوء إلى العقوبات الاقتصادية، والتوجه إلى الدبلوماسية وعدم الاقتصار على القوة والإجبار.
يضيف quot;فالنستينquot; إلى النسخة العربية ملحقاً بالتحديات التي تواجه عملية تسوية الصراعات، والتهديدات الجديدة التي لا يسهل ربطها ببعضها، ويقدم أسلوباً نقاشياً مترابطاً بمضمون بقية الكتاب؛ ويرى أن أولى التحديات هي الأعمال الإرهابية، والتي تخلف أعداداً كبيرة في القتلى إضافة إلى الآثار الاقتصادية. التهديدات الأخرى هي غير متعمدة لكنها قد تؤدي إلى معاناة إنسانية؛ كالإيدز وسوء التغذية والكوارث الطبيعية.
ختاماً، فإن الهيكل التحليلي المستخدم في الكتاب، والتمازج الكمي والكيفي في تناول الصراعات وعمليات التسوية، إضافة إلى التمكن النظري والتطبيق العملي على مختلف أنواع الصراعات في العالم، يعكس تحكماً واضحاً في الأداء التأليفي لواضع الكتاب، مما يجعل النسخة العربية لكتاب مدخل إلى فهم تسوية الصراعات أحد أهم الكتب التي تثري المكتبة العربية في موضوع تسوية الصراعات.
quot;الاتجاهات المعاصرة في السياسة المقارنة:
التحول من الدولة إلى المجتمع ومن الثقافة إلى السوقquot;
الباحث محمد يعقوب: أصدر المركز العلمي للدراسات السياسية ndash;حديثاًndash; العدد الثاني من سلسلة دراسات سياسية نظرية بعنوان quot;الاتجاهات المعاصرة في السياسة المقارنة: التحول من الدولة إلى المجتمع ومن الثقافة إلى السوقquot;، وتأتي أهمية هذا الإصدار من افتقاد المكتبة العربية السياسية لمثل هذا النوع من الدراسات النظرية، وخصوصاً أن مؤلف الدراسة الأستاذ الدكتور نصر عارف يعمل أستاذاً للسياسة المقارنة في جامعة زايد / دولة الإمارات العربية المتحدة، وله العديد من الدراسات المتخصصة المنشورة باللغتين العربية والإنجليزية عن التنمية السياسية والنظم العربية. تقوم الدراسة على افتراض أساسي مؤداه: أن حقل السياسة المقارنة يمثل المحرك المركزي لعلم السياسة، فمن هذا الحقل وفيه خرجت وتفاعلت أهم المدارس والنظريات والأطر المعرفية في علم السياسة على مدى النصف الثاني من القرن العشرين، مما جعل الباحثين فيه يشعرون بأنهم في شراك حقل معرفي يشهد تغيراً مستمراً في محاور التركيز النظرية والمنهجية والمفاهيمية.
تتألف الدراسة من خمسة فصول ومقدمة وخاتمة، ويستهل المؤلف في الفصل الأول quot;المحددات المعرفية للتطور في حقل السياسة المقارنةquot; بتحديد الإشكاليات المعرفية المرتبطة بطبيعة فلسفة العلم المسيطرة في أية مرحلة من المراحل، وكذلك يربط الانتقال بين النماذج المعياري والسلوكي وما بعد السلوكي يمتوالية من التحولات على مستوى المنهج والنظرية في دراسة السياسة المقارنة.
كما يوضح المؤلف في الفصل الثاني quot;المحددات الواقعية للتطور في حقل السياسة المقارنةquot; المشكلات الواقعية التي تحدد حركة واتجاه البحث في السياسة المقارنة، وأهمها الصراع الأيديولوجي بين المدرستين الرأسمالية والماركسية، وظهور الدول حديثة الاستقلال، وتغير طبيعة القضايا السياسية موضع الدراسة.
أما الفصل الثالث quot;الاتجاهات المعاصرة في البنية المنهجية لحقل السياسة المقارنةquot; فقد تناول التطورات المعاصرة في هذا الحقل على صعيد البنية المنهجية، إذ بدأت تتبلور الاقترابات التالية: اقتراب الاقتصاد السياسي، اقتراب الكوربراتية، اقتراب علاقات الدولة-المجتمع، وهذا يعكس حالة المراجعة الكاملة لأصول السياسة المقارنة وإنجازاتها.
وكذلك تناول الفصل الرابع quot;الاتجاهات المعاصرة في البنية الموضوعية لحقل السياسة المقارنةquot; التطورات المعاصرة على صعيد البنية الموضوعية، إذ تعددت القضايا التي يهتم بها هذا الحقل والتي يمكن حصرها في الآتي: إعادة طرح الديمقراطية المباشرة في ضوء ثورة المعلومات، سياسات التكيف الهيكلي والتحول إلى القطاع الخاص، الفساد السياسي وفقدان الشرعية، المجتمع المدني والحركات الاجتماعية الجديدة، قضايا البيئة والمرأة والحكم الصالح.
الفصل الخامس الذي جاء بعنوان quot;الأجندة البحثية في حقل السياسة المقارنة عند نهاية القرن العشرينquot; قدم مقاربة واقعية من خلال تحليل الموضوعات التي نشرتها مجلة السياسة المقارنة التي تعد أهم دورية أكاديمية عالمية في هذا المجال، وذلك بهدف الخروج بدراسة تجريبية تفحص عن قرب واقع تلك الاتجاهات المعاصرة وأوزانها النسبية وجوهرها. يفرد المؤلف خاتمة دراسته لمناقشة حالة الحيوية والتجديد التي يعيشها حقل السياسة المقارنة، وذلك رغم ادعاء بعض الباحثين موت هذا الحقل، ولاسيما أمام انتشار موجة التنميط السياسي وفق النموذج الأنجلوسكسوني على دول العالم، إذ إن هذه الموجة مدفوعة بالقوة أكثر من سريانها بالعلم وحقائقه.
كتاب جديد ل هاني نسيره:
quot;محمود عزمي رائد حقوق الإنسان في مصرquot;
تقديم د محمد السيد سعيد
ط1 مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان 2006
quot; كتابجديد يكشف صفحات مطوية من تاريخ حقوق الإنسان والفكرة الليبرالية في مصر والعالم العربي وكذلك يبحث عوائقها.. بين المثقف والسلطة quot; من تأليف الكاتب المصري هاني نسيره وكتب مقدمته الدكتور محمد السيد سعيد نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وصدر مؤخرا عن مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان. اعتنى المؤلف في كتابه quot; محمود عزمي رائد حقوق الإنسان في مصر quot; بمناقشة إشكالية التواصل والانقطاع في الثقافة العربية وبخاصة فيما هو متعلق بفكرتي الديمقراطية والحرية والحق فيه، وذلك من خلال تسليط الضوء على الجوانب المجهولة والمنسية للرائد الدكتور محمود عزمي رائد فكرة حقوق الإنسان في مصر والعالم العربي، سواء بتأسيسه الحزب الديمقراطي المصري سنة 1918 أول حزب عربي يحمل هذا التوجه كما يثبت الكتاب أو إنشائه أول منظمة مصرية وعربية في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان سنة 1930 وهو ما لم يسبق التوثيق له في مختلف الكتابات التاريخية لحقوق الإنسان في العالم العربي. فضلا عن أن محمود عزمي quot; 1889 ndash; 1954
يعد أبرز النشطاء العرب في مجال حقوق الإنسان دوليا، حيث شارك في وضع الميثاق الدولي للشرف الصحافي كما شارك في إعداد مسودة نهائية للعهدين الدوليين للحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية أو غيرها من أنشطة في أروقة الأمم المتحدة حيث رأس لجنة حقوق الإنسان حتى وفاته في مارس سنة 1954. ورغم أن الكتاب ينطلق من محمود عزمي ونسيان جهوده ونسيان كثير من الجهود في مختلف المجالات في الثقافة العربية، وهو ما يسميه هاني نسيره quot; فجوات الذاكرة العربية quot; فهناك انقطاعات رأسية تقوم فيها فجوات تاريخية وكذلك فجوات في مسار النهضة تعيدنا لنقطة البدء وهو ما يرده المؤلف لإشكاليتين هما quot; التاريخ المعوق quot; بفعل الساسة و quot; الوعي المعوق quot; بفعل المثقفين وصناع الوعي إن خطابا وتنظيرا يقبل إزاحة الفكرة الديمقراطية لصالح أفكار وشعارات أخرى، أو ممارسة تبريرا والتحافا بالسلطة السياسية أو الثقافية السائدة بعيدا عن الهم الحقوقي والديمقراطي الإنساني، وقد مثل هاني نسيره بعدد من النماذج العديدة على كلا الإشكاليتين سواء من وحي مسار محمود عزمي أو مسار التاريخ الثقافي المصري والعربي عموما وفي مختلف مجالاته، وكذلك من وحي أزمة المثقف المستقل والاستقامة المبدئية الأخلاقية كما وضح الدكتور محمد السيد سعيد في مقدمته.
ضم الكتاب ثلاثة فصول كان أولها بعنوان quot; فجوات الذاكرة: التواصل والانقطاع quot; وثانيها بعنوان quot; محمود عزمي الحياة.. الكتابة.. المرجعية quot; والفصل الثالث بعنوان quot; محمود عزمي محطات في حياته quot; ركز فيها الكاتب على دوره الدولي والقومي في نشر الوعي الحقوقي وخدمة مهنة الصحافة التي انشغل بها. كما ضم الكتاب إفادة للقارئ قسما للملاحق من كتابات الراحل وكذلك جدولا زمنيا بحياته.
الكتاب يبدأ من محمود عزمي ولا يقف عنده، ويبدأ من ماض انقطع مرآة لواقع مزر وأملا في مستقبل مختلف... إنه كتاب في سؤال الثقافة والإنسان كما كتاب في دور المثقف ونهايته أو رسالته حيث يحتوي الكثير من النقود لأوضاع الثقافة والصحافة العربية المعاصرة
نورالدين محقق ينشر ألواحه البيضاء
صدرت حديثا مجموعة قصصية للكاتب المغربي المعروف نورالدين محقق، سعى فيها إلى تأسيس كتابة جديدة تجمع في عوالمها بين البعد السوريالي المنفتح على الواقع في عدديته المطلقة والنسبية وبين التخييل المضاعف الذي يربط بين ما هو واقعي في تخيله من جهة وبين المتخيل في واقعيته المفترضة من جهة أخرى.أما على مستوى البناء الكتابي الكلي فالمجموعة تعتمد على الصياغة التجريبية المنفتحة على التعددية الأصواتية للسرد بحيث يتوحد صوت السارد فيها مع صوت الشخصيات الأخرى مع محافظة كل صوت منها على فرادته ورؤيته للعالم المحيط به.كما تعتمد المجموعة أيضا على التشكيل التأطيري للقصص على نمط ألف ليلية وليلة، بحيث تتوالد القصص بشكل انسيابي محكم الصنع، عن طريق لعبتي الاسترجاع والاستشراف المعتمدتين في صياغتها وفي عملية توليدها قصة وراء أخرى.
إضافة إلى كل هدا فالمجموعة القصصية هاته تخلق انسجاما داخليا بين القصص التي تحتويها، وهو ما يجعل منها كتابا قصصيا متكامل البنى والعناصر يتوفر على رؤية واضحة وبعيدة المدى، لكنها تلك الرؤية الممتزجة بالرؤيا الأخرى المصاحبة لها على الدوام على النمط البورخيسي غير المتناهي، كما يجعل منها كذلك كتابا يعتمد في كتابته على كتابة الحلم وحلم الكتابة، على كتابة البياض وبياض الكتابة، بحيث تكتب القصة لتمحى وتمحى لتكتب من جديد وهو ما يجعل منها تنتمي إلى الكتاب الكوني الذي تحدث عنه خورخي بورخيس في كل متاهاته ومراياه القصصية.
إن هذه المجموعة القصصية تعتبر إضافة نوعية في مسار القصة العربية الحداثية، سواء على مستوى التيمات أو التقنيات، خصوصا وأنها قد سبق أن نشرت في بعض كبريات الصحف العربية مثل صحيفتي النهار اللبنانية والزمان اللندنية وبعض أشهر المواقع الثقافية العربية الالكترونية مثل كيكا وإيلاف ودروب والقصة العربية وغيرها مما حقق لها انتشارا كبيرا إن على مستوى القراءة أو التعاليق المصاحبة لها، هذا إلى ترجمة البعض منها إلى اللغات الأوروبية الحية كالإنجليزية والفرنسية والألمانية والبقية تأتي.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المجموعة القصصية التي جمعت بين دفتيها ثماني قصص هي كالتالي: تأويل الأحلام وبنت الأرض و مدينة الخيال والألواح البيضاء و لبن العصفورة ولا بأس يا حبيبتي والحب في زمن الإنترنت والغصن الذهبي، قد صدرت ضمن منشورات مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب.
رواية كردية جديدة: خوف بلا اسنان لحليم يوسف
عن دار افستا للنشر في استانبول صدرت رواية جديدة للكاتب حليم يوسف بالكردية تحمل عنوان / خوف بلا اسنان. تتطرق الرواية الى الاحداث التي عصفت بالمجتمع الكردي في لسنوات الاخيرة وخاصة اكراد سوريا حيث يسرد موسى القامشلوكي سيرة حياته الصاخبة خلال تلك الفترة الممتدة من بداية السبعينات الى يومنا هذا فيقضي موسى سنوات الطفولة والشباب في ظلال يباس اجتماعي ونفسي تخلفه سياسات استخباراتية ودكتاتورية فتنفجر انتفاضة الثاني عشر من اذار لتجهز على اخر امل لمدرس التاريخ موسى في التغيير نحو الافضل ويفر بعضهم هربا من الرعب نحو اوربا الا ان موسى يتتبع اثار الانكليزي سايكس - شريك بيكو الفرنسي- ذاهبا الى انكلترا حيث يتم القاء القبض عليه وارجاعه الى المانيا مكان لجوئه الاول. لابد من القول ان الرواية تتمحور حول الخوف: الخوف الابيض الذي تزرعه ايادي المخابرات في كل مكان هو نفسه الخوف الذي يحمر لونه مع قدوم اذار - خوف يلاحق موسى من خلال رجل ملثم اصفر العينين لا ينكشف النقاب عن وجهه الا في الصفحات الاخيرة من الرواية. يحاصر الرعب الشخوص محولا الوطن الى سجن كبير وعندما يفرون بجلودهم يجدون انفسهم في سجن اكبر اسمه العالم. تقع الرواية في 182 صفحة من القطع الوسط وهي الرواية الثانية لحليم يوسف.
من اعماله المطبوعة حتى الان
1- الرجل الحامل قصص 1991 دمشق
2- نساء الطوابق العليل قصص 1995 بيروت
3- موتى لا ينامون قصص 1996 بالكردية \ استانبول
4- سوبارتو رواية 1999 بيروت
5- مم بلا زين قصص 2003 بالكردية \ استانبول
6 - خوف بلا اسنان رواية 2006 بالكردية \ استانبول
وقد صدرت اعماله بالاضافة الى العربية والكردية بالتركية والالمانية
التعليقات