روان الأسمر من بيروت:تصميم العباءة يعتبر من أصعب التصاميم نظراً لمزجه بين الفكرة التقليدية للعباءة والأفكار العصرية، بما فيها من دمج بين التقليدي والعصري.

فقد دخلت العباءة في تراث العديد من الدول العربية والخليجية وصممت العباءة العصرية بفن وتطريز لتشعر المرأة بالأنوثة عندما ترتديها, عباءات موجهة للمرأة الشرقية والوجه العربي، بعضهم وجهها إليها بلمسات عصرية وكأنها جاءت من عصور الإغريق لتكون شرقية.
يسعى كل مصمم أزياء لإبراز جمال العباءة وجمال الذوق وجمال المرأة من خلالها، لأن المصمم العربي ذكي وصاحب ذوق وإحساس في التصميم، هناك في العالم الكثير من مصممين لبنانيين وخليجيين وعرب حاكوا قصصاً بأقمشتهم ووصلت الى القصور والبيوت، ولم تقتصر تصاميمهم للسيدات العربيات بل الأجنبيات أيضاً، لما في تصاميمهم من ذوق واحتراف. وبتنا نرى العباءة حاضرة في العديد من عروض المصممين، تحتل مكانتها بين الألبسة الفاخرة (الهوت كوتور) لتأخذ الأضواء منها.

ومن الذوق الجميل تعتبر عباءات (دار أصيلة) للمصممة نجوى الرفاعي سنو من أكثر التصاميم إنتشاراً في الدول العربية تحديداً وتسمى عباءات الفخامة الشرقية، لما فيها من روح عابقة بالتصاميم الشرقية المحض، فعلى الرغم من التطور والإبتكارات التي تقدمها (أصيلة) لا تزال تصاميمها من عمق التراث اللبناني والعربي من ناحية اختيار الأقمشة والتصميم والتطريز، مع اختلاف بتصميم القصات ونوعية العباءة.
من أصول الأرض والتقاليد اقتسبت (أصيلة) كل خيوط موضتها لتحيكها تصاميم تحاكي فيها العالمية، لما فيها من جذب ملفت للنظر من الوهلة الأولى. فقد اختارت أرقى أنواع الأقمشة من التفتا والحرير والموسلين والستان وتى الكريب، وطرزت التصاميم بخيوط من حرير وقطن فاخر وقصب لمّاع.
لا يخلو تصميم من تصاميم (أصيلة) من تطور في مكان ما، إن كان من ناحية الألوان المتناسقة مع الأقمشة أو المبتكرة لأقمشة جديدة عليها.
مثلاً اكثرت (أصيلة) من اللون الأسود كونه الأكثر شيوعاً ورغبة عند معظم السيدات، وطرزته بخيوط ناصعة البياض مما أضفى تهذيباً للون المنسجم مع القماش الحريري (7) والقماش التفتا (6-8). كما اعتمدت على الألوان التراثية مثل التروكواز وطغى عليه التطريز الزهري والبني بأشكال شرقية، والأزرق زينته بتطريز أحمر متناسق (11) أما الأصفر الفاتح على القماش الحريري (9) فجاءت تشكيلة الألوان كلوحة متناغمة مع اللون كأنها جزء لا ينفص عن القماش. فيما جاء اللون اليليكي (12) برّاقاً مزدان بطبقتين من القماش التحية من الحرير والعليا من الشيفون المطرّز بألوان فاتحة بين الأصفر والبرتقالي والأحمر.
وأخذت عباءات (أصيلة) من الأرض جمالها ومن الأشجار ألوانها الزاهية فكان الأخضر كلون العشب والورق الندي والطري باهراً (14) مزين بتطريز من لون الطبيعة، كأن العباءة لوحة طبيعية.
والليلكي الفاتح (15) من الستان اللمّاع جاء تصميمه ناعماً مزيناً بتطريز فاتح ليزيد من إضاءته الجميلة. أما الأبيض عند (أصيلة) له مساحة مهمة لما فيه من ثراء في القماش والتصميم والتطريز، (1) الأبيض الحريري المنساب كأنه شلال غني يحمل تطريزاً من الذهب يجعل المرأة كأميرة مذهبة. والأبيض التالي يحمل حكايات الورود والطبيعة لتكون المرأة ملكة متوجة في ثوب.
من الصورة يمكن قراءة عباءات (أصيلة) لأن كل تصميم يروي قصة عاشقة للأقمشة والألوان تصيغها تراثاً بالعباءات.