تشير التقديرات التي ترصدها الهيئة العامة للمواكب الحسينية إلى أن المنامة استقبلت أكثر من 150 ألف نسمة في ليلة العاشر من المحرم، فيما أوضح حسين كاظم العلوي أن ''الهيئة تستعين سنوياً بطلبة من جامعة البحرين يجرون مسحاً ميدانياً عن عدد المشاركين في مراسم العزاء في ليلتي التاسع والعاشر من المحرم''.وأضاف أن ''عدد المشاركين العام الماضي، وصل إلى نحو 165 ألف نسمة، وهذا الرقم كبير جداً، خصوصاً أننا نتحدث عن مساحة جغرافية محدودة تشمل مسار المواكب الحسينية، والأحياء الملاصقة لها''.
ورغم وجود اقتراحات من جهات عدة بتغيير مسار المواكب الحسينية، إلا أن بعض أصحاب المآتم والحسينيات التي تمر عليها المواكب يعارضون ذلك بشدة، ويبررون معارضتهم بأن مسار المواكب الحالي والذي يعود إلى قرابة نصف قرن من الزمان يمثل مساراً تاريخياً، وخصوصية فريدة تمتاز بها المنطقة.
ولا تزال عاشوراء المنامة تحافظ على طابعها، فصورة عاشوراء جزء لا يتجزأ من ذاكرة أهالي المنامة الذين يصرون على الحفاظ على المظاهر ذاتها للعزاء من قبيل جلب الخيول والجمال في مقدمة المواكب، فضلاً عن استخدام الطبول في مواكب عزاء الزنجيل (الصنقل باللغة البحرينية الدارجة).
وتنتشر عشرات المضائف لتوزيع الخدمات للمعزين على طوال مسار المواكب الحسينية الكبير، والذي يبدأ بالمرور على سوق الذهب ومدرسة فاطمة الزهراء، مروراً بمأتم العجم الكبير، فيما يجد بعض أصحاب المحال التجارية في هذه الليالي فرصة سانحة لبيع بعض المعاطف والأشرطة الحسينية.
ويحرص مئات الخليجيين على المشاركة في الشعائر الحسينية، إذ يتوافد على المنامة عدد كبير من العائلات من المنطقة الشرقية في السعودية الذين يستأجرون شققاً مفروشة قريبة من شارع الإمام الحسين(ع)، حيث التمركز الأساسي لآلاف المعزين.
وتستمر مواكب العزاء في ليلة العاشر حتى صلاة الفجر تقريباً، ويؤدي المشاركون الصــلاة في المساجد الرئيسة، فيما يفضل الكثير منهم النوم في المآتم والحسينيات؛ استعداداً لإحياء الشعائر الحسينية في اليوم العاشر من المحرم.