الرياض - مشعل العبدلي

طغيان القبلية في انتخابات مجلس الشورى، والقرارات غير الملزمة، والعلاقة بالسلطة التنفيذية، وعضوية المرأة، واستدعاء الوزراء من دون استئذان، وقضايا أخرى حضرت بإلحاح في laquo;خميسية الجاسرraquo; الماضية، وأثارت نقاشاً بين أعضاء في مجلس الشورى والحضور. شارك في laquo;الخميسيةraquo; خمسة أعضاء سابقين في مجلس الشوري، أصدروا إضافة إلى ثلاثة آخرين، كتاباً بعنوان laquo;مجلس الشورى... قراءة في تجربة تحديثيةraquo;، وثّقوا فيه تجاربهم في مجلس الشوري، بعد أن أمضوا ثلاث دورات فيه. والأعضاء الخمسة هم: عبدالرحمن الشبيلي ومحمد الشريف وعبدالعزيز النعيم وزياد السديري وفالح الفالح. أما الثلاثة الآخرون الذين لم يحضروا فهم: زهير السباعي وصالح الملك وعبدالرحمن الجعفري. وتناول الأعضاء، أبرز جوانب التميّز أو القصور في مسيرة المجلس، معبرين عن وجهات نظرهم، وطارحين مقترحات حول تطويره وتعزيز صلاحياته.
وناقشوا قضايا عدة، وأجابوا على أسئلة طرحها بعض الحضور حول المجلس، تطرقت إلى مواضيع مختلفة، مثل: حسم مسألة الانتخاب في المجلس، وإلزامية قراراته، ومشاركة المرأة فيه، وصلاحية استدعاء الوزراء من دون استئذان، وعدم تعرض المجلس للقضايا اليومية والمعيشية للمواطن، إضافة إلى مداخلات أخرى.
وفي معرض تقديمه للكتاب، قال عبدالرحمن الشبيلي انه laquo;يوجد شيء من التباين في تجارب أعضاء الشورى في الكتاب في ما يخص اختصاص تفسير الأنظمة وعلاقتها بالسلطة التنفيذية، وتفسير المادة (23) منه، والتي تنص على أحقية اقتراح أعضاء في المجلس، تنظيم مشروع نظام جديد، أو تطوير نظام نافذ وكذلك مسألة تدوير عقد الجلسات بين مدن المملكةraquo;.
وفي مداخلة للدكتور عثمان الربيعة، أعقبتها ردود للأعضاء المشاركين، قال إن مسألة عدم كون قرارات المجلس ملزمة، laquo;يجب أن تحسم لأن ذلك قد يدفع الأعضاء الى اللجوء لتبرير التقصير والارتخاء في العملraquo;، وأضاف أن مشاركة السلطة التنفيذية في جلسات المجلس أيضاً laquo;مطلب ضروري كما في تجارب دول كثيرةraquo;. وانتقد عدم وجود دراسات بحثية متخصصة، تساعد الأعضاء في اتخاذ قرارات عملية، بدلاً من طريقة أخذ متوسط الآراء، كما يحدث غالباً، وطالب بوجود باحث لكل عضو أو على الأقل مع لجان المجلس. من جانبه، عقّب زياد السديري بأنه laquo;لا يوجد أحد فوجئ بأن قرارات المجلس غير ملزمةraquo;. ووصف علاقة المجلس بالسلطة التنفيذية بـlaquo;المعقدةraquo;، لافتاً إلى أن هذا السبب laquo;هو التفكير في مجلس ثالث للأعيان يمثل مناطق المملكةraquo;، موضحاً أن ذلك لا جدوى منه. وقال انه laquo;لا يمكن فصل العملية التنفيذية عن المشاركة، وهي التي تقود العملية التشريعيةraquo;. وحول مشاركة المرأة، انتقد السديري laquo;تلميح البعض الى أن دخولها للمجلس، يأتي استجابة لضغوط حقوقية ودوليةraquo;. وقال إنه من الخطأ laquo;أن نذهب في شؤوننا لتحقيق رضا الآخرينraquo;، مضيفاً ان عضوية المرأة laquo;تستجيب لمتطلبات وواقع المجتمع، وهو ما لا يتعارض مع ثقافتنا الإسلامية وحتى قريبة العهدraquo;.
وفي تعليق لعضو مجلس الشورى محمد الحلوة وصف فيه الكتاب بأنه أحدث نقلة نوعية laquo;كونه يتجاوز العرض التاريخي والوصفي إلى النقاش والتحليلraquo;. وتحدث عن تداخل مسميات النظام الأساسي والدستور كإشكالية. وقال إنه laquo;لا توجد دولة في العالم تكون قرارات البرلمان فيها إلزاميةraquo;، مضيفاً ان صفة الإلزامية laquo;تأتي من الحكومة ممثلة في مجلس الوزراء، ودور الشورى هو المشاركة في صنع القرارraquo;. وعقب بعدها السديري على مسألة الدستور والنظام الأساسي، قائلاً: laquo;إن الدستور يصدر من القاعدة وليس الرأس، وهو ما يختلف عن النظام الأساسي وإن كان للأخير صفته الدستوريةraquo;.
وحول مسألة الانتخاب أكد محمد الشريف laquo;تخوّف البعض من مسألة طغيان القبلية على مسألة الانتخابraquo;. وأضاف أنه يتخوف أيضاً من ذلك، لكنه قال إن التوزيع المناطقي والجغرافي، إضافة إلى تعيين النصف الآخر laquo;يلغي هذه المشكلةraquo;.
وقال فالح الفالح، رداً على عدم تعرض المجلس للقضايا اليومية والمعيشية للمواطن، إن المواطنين laquo;لم يقرأوا نظام المجلس، وبالتالي علقوا عليه آمالاً كبيرةraquo;. وأضاف ان من يقرأه laquo;سيعرف بأن دور المجلس لا يتيح له التدخل في القضايا المعيشية، وهو ما دعانا في الكتاب للمطالبة بتطوير المجلس، وتابع أن المجلس أسهم في مناقشة قضايا كثيرة مثل الإرهاب وتداعيات 11/9 والفساد والهيئة وكتب تقارير عنهاraquo;.
ولفت محمد الأسمري إلى أن الكتاب laquo;أخذ صفة التقيةraquo;، مقترحاً، في ما يخص تطوير المجلس، دمج المجالس البلدية معه. وقال: laquo;سيحدث ذلك نقلة تطويرية هائلةraquo;. فيما أرجع بعض الحضور اختلاف وجهات النظر والتجارب في المحاور، التي تعرض لها الكتاب، إلى تعدد المدارس التي جاء منها الأعضاء المشاركين. وانتقد آخرون عدم توافر الكتاب قبل مدة كافية، لكي يناقش في الخميسية. وطالب آخرون بأن تؤخذ تجربة الكتاب laquo;ليستفيد منها المجلس في دورته الخامسة التي ستبدأ هذا العامraquo;.

ماذا تريد الدولة من المجلس؟

lt; أكد فالح الفالح إن السؤال الأهم laquo;والذي يحل كثيراً من الإشكالات في ما يتعلق بدور مجلس الشورى، أن نعرف ماذا تريد الدولة من المجلس، وماذا نريد نحن منهraquo;. ووصف العلاقة بين مجلسي الوزراء والشورى بأنها laquo;تتم من طريق واحدraquo;. وعقّب على الربيعة بخصوص الأبحاث laquo;دور البحث لا يزال مهمشاً لديناraquo;، مشيراً إلى laquo;أن الطريقة التقليدية هي السائدة، من ورود معاملة للمجلس وعقد اجتماع لأخذ الآراء وتشكيل لجنه لاتخاذ قرارraquo;.
وشدّد عبدالعزيز النعيم على أن المجلس laquo;يصدر قرارات وليست توصيات واستشارات فقطraquo;. وحول سؤال عن إحصاءات القرارات، التي اتخذها المجلس وتلك التي أقرها منها، أجاب بأنها كثيرة جداً laquo;ولها إحصاءات موثقة وموجودةraquo;، فيما عقّب السديري بأن كل القرارات التي أصدرها المجلس laquo;أخذ بها في ما عدا ما يخص التقارير، التي يصدرها نهاية كل عامraquo;. وأضاف أن ذلك laquo;قلل من وزن وأهمية المجلسraquo;.