الخوبة (جازان):
كشف مصدر عسكري سعودي لـlaquo;الشرق الأوسطraquo;، عن وصول تعزيزات عسكرية كبيرة جديدة خلال اليومين الماضيين إلى الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي السعودية واليمنية لدعم جهود القوات المسلحة السعودية في منع المتسللين من اجتياز هذا الشريط.

وأشار المصدر في السياق نفسه، إلى وجود توجه جاد لدى السلطات السعودية لإزالة منازل ومبان قديمة تقع في المناطق الحدودية القريبة من المنطقة العسكرية، التي تم إخلاؤها مؤخرا لضمان عدم استغلالها من قبل مجموعات من العناصر المتسللة للراحة نهارا، وشن هجمات غادرة على الجيش السعودي ليلا.

فيما علمت laquo;الشرق الأوسطraquo;، من مصادر موثوقة، أن متسللا يمنيا أطلق النار على موقع عسكري سعودي قريب من المنطقة الحدودية، إلا أن هذا الهجوم لم يسفر عن وقوع أي إصابات في صفوف الجنود الموجودين في الموقع بخلاف ما تردد عن إصابة اثنين منهم، فيما لم يتضح مصير المهاجم.

وبالعودة إلى تصريحات المصدر العسكري، الذي أكد أن فرق المظليين تقدم المساندة للوحدات القتالية الموجودة في الصفوف الأمامية، وتشارك منذ بداية المواجهة في أعمال تمشيط المناطق الحدودية الوعرة جدا، لاستغلال قدرات أفرادها في القتال واجتياز المواقع الصعبة والحصينة، والجاهزية الكبيرة التي يتمتعون بها، والتي تمكنهم من مواجهة أي محاولة تسلل، نافيا في الوقت نفسه ما تردد عن إنزال جوي لهذه القوات في المنطقة الحدودية، لانتفاء الحاجة لتنفيذ مثل هذه العملية.

وأوضحت المصادر العسكرية أن الطيران الحربي السعودي واصل طوال يوم أمس (السبت) قصف مواقع يستخدمها المتسللون في جبال رازح والقلعة وشدا، الواقعة على الشريط الحدودي، كما واصلت قصف تلك المواقع مدفعيا.

كما عززت الوحدات العسكرية السعودية انتشارها في المنطقة الحدودية لرصد حركات المتسللين، بعدما رصدت مجموعة من البؤر الصغيرة الموزعة في عدد من المواقع المنتشرة في القرى الحدودية، ومحاولتها الاستفادة من منازلها الخالية في تنفيذ عمليات قنص ليلية ضد الجنود السعوديين.

وقال المصدر: laquo;إن نتيجة لاستمرار القوات السعودية في تنفيذ عمليات القصف والتمشيط، فقد لوحظ تراجع أعداد المتسللين عبر الشريط الحدودي بشكل ملحوظ، كما أسهمت أعمال التمشيط في رصد مواقع وبؤر ومخازن أسلحة نشرها المتسللون بكثرة في الجبال القريبة من الشريط الحدوديraquo;.

وفي سياق متصل، أكدت مصادر يمنية مطلعة، أن السلطات اليمنية حذرت المواطنين القاطنين في محافظة صعدة من التعامل مع العناصر المتمردة، أو التعامل معهم بالشراء أو البيع، التي يتم من خلالها تداول عملات نقدية ورقية متنوعة، وخصوصا الدولار الأميركي والريال السعودي.

وكشفت تلك المصادر أن العناصر الإرهابية لجأت مؤخرا، وبعد تضييق الخناق عليها من قبل القوات المسلحة والأمن اليمنيين، وقطع خطوط إمداداتها بالأسلحة والمؤن والوقود، ونفاد معظم الكميات المخزونة منها، إلى طبع عملات ورقية مزيفة للدولار الأميركي والريال السعودي، لتمريرها وتبييضها من خلال من يقعون ضحايا للتعامل مع تلك laquo;العناصر الإجراميةraquo;. مضيفة: laquo;إن العناصر الإرهابية تسارع بعد تبيض تلك العملات المزورة إلى شراء أسلحة ومؤن عبر بعض العناصر الموالية لهاraquo;.

وحذرت المصادر المحلية المواطنين من الوقوع في laquo;شرك خداع تلك العناصر الإرهابية التي تعودت على اللجوء إلى كل الطرق والأساليب غير المشروعة والإجرامية لتحقيق مآربها الدنيئةraquo;.

وأكدت تلك المصادر أن خبراء laquo;غير يمنيينraquo; يوجدون مع هذه العناصر في منطقة مطرة، حيث يقع مقر قيادة تلك العناصر، ويبدو أنهم من يتولون طبع العملات المزيفة بطريقة متقنة لا يستطيع اكتشافها إلا ذوو الخبرة، أو من يملكون أجهزة خاصة بكشف العملات المزيفة، وهي عادة لا تتوافر إلا في البنوك أو محلات الصرافة.

في حين كشفت معلومات مؤكدة أن العناصر الإرهابية ستنشر مقاطع فيديو laquo;مفبركةraquo; لجثث قتلى يرتدون ملابس عسكرية يمنية وسعودية، وبثها على شبكة الإنترنت laquo;في إطار نشاطها الدعائي التضليلي الذي تكشف زيفه في الكثير من الصور ومقاطع الفيديو التي خضعت لـ(دبلجتها) باستخدام برامج (دبلجة) وتحرير الفيديو، إلى جانب برنامج (الفوتوشوب) لفبركة الصور وإنتاج مقاطع فيديو يتم بثها في بعض الأحيان عبر موقع (اليوتيوب) لتضليل الرأي العام بادعاء تحقيق (انتصارات وهمية)، لرفع الروح المعنوية للمغرر بهم من العناصر التي تقاتل في صفوفهم، خاصة في ظل حالة الانهيار التي تعيشها تلك العناصر في ضوء الضربات الموجعة التي تتلقاها من الجيشraquo;.

من جهة أخرى، انقرض نبات laquo;القاتraquo; للمرة الأولى في تاريخ منطقة جازان التي يتعاطاه بعض السكان في المنطقة، والذي تشدد السلطات السعودية على منعه وتعتبره من المواد المخدرة، وتأتي ندرة هذا النبات بسبب إحكام القوات السعودية سيطرتها على الشريط الحدودي بالكامل، التي شملت أيضا الجهات الواقعة في نطاق محافظة الطوال البعيدة نسبيا عن خط المواجهات الدائرة مع المتسللين، بعد أن كان نشاط تهريبه من جهة محافظة الحُرّث قد انقطع منذ اندلاع المواجهات وانتشار الجيش السعودي على الحدود.

ودفع انقطاع نشاط تهريب laquo;القاتraquo; المحظور تعاطيه رسميا من قبل الحكومة السعودية، بعض مدمنيه إلى التوجه لمدينة حرض اليمنية التي تبعد نحو 180 كيلومترا من مدينة صعدة، حيث تدور الاشتباكات بين السلطات اليمنية والمتمردين الحوثيين.

ويذكر أن تهريب القات يعد أحد أكبر مصادر الدخل التي يستفيد منها كثير من أهالي محافظة صعدة اليمنية، ومن ضمنهم المتمردين الذين اعتمدوا على عائداته في تمويل جزء كبير من احتياجاتهم العسكرية والتموينية.

من جهة أخرى، أحبطت دوريات حرس الحدود في محافظة شرورة، بمنطقة نجران محاولة تهريب كمية كبيرة من الحشيش من الأراضي اليمنية إلى الأراضي السعودية.

وأوضح اللواء محمد عبد الرحمن الزهراني، قائد حرس الحدود في منطقة نجران، أن إحدى الدوريات التابعة لمجمع الوديعة في شرورة رصدت أثناء أدائها مهماتها المعتادة ناقة تجاوزت مسار الدوريات الحدودية إلى داخل الأراضي السعودية، وبتفتيشها وجدت محملة بكمية من الحشيش المخدر بلغ وزنها 82 كيلوغراما، وتم التحفظ على الكمية المضبوطة.

وبالعودة إلى الأحداث الدائرة في منطقة جازان، أوضح العميد هاشم بن داود صيقل، قائد قوات الدفاع المدني في منطقة جازان، أن جهود الدفاع المدني مستمر في موقع الإيواء ومحافظات المنطقة لاستقبال النازحين وتسجيلهم وإيوائهم في مخيم الإيواء الواقعة في محافظة أحد المسارحة، حيث تم إيواء نحو 1400 أسرة تضم 8569 شخصا داخل مخيمات الإيواء والشقق المفروشة، حتى مساء أمس.

وأعلن العميد صيقل أن عدد الخيام التي تم نصبها بلغ 500 خيمة مجهزة بكامل التجهيزات الضرورية، إلى جانب تأمين الآليات والمعدات الضرورية لدعم الموقف في موقع الإيواء بمحافظة أحد المسارحة، لتنفيذ أعمال التسجيل والإشراف على موقع الإسناد والآليات، وتسيير دوريات راكبة وأخرى راجلة لمتابعة سلامة المخيمات، مشيرا إلى أنه تم إعداد أنشطة ترفيهية ودورات رياضية للساكنين في المخيم، وتنظيم دورة رياضية بين طلاب المدارس بجميع المراحل، كما يجري حاليا تجهيز مسرح ترفيهي في المخيم.

وأشار قائد قوات الدفاع المدني في منطقة جازان إلى أن دوريات السلامة تعمل على توزيع مطويات توعوية على سكان المخيم، تتضمن بعض الإرشادات الضرورية حول كيفية استخدام طفايات الحريق، ومنع استخدام الغاز وغيرها، حفاظا على سلامتهم.