حرب المناورات أضحت حربا أخرى تنشط خارج الميدان العسكري، فما بين العمليات العسكرية والسياسية هناك تصريحات يتبادلها أطراف الحرب لمحاولة كسب تأييد أو رضا أطراف أخرى، وبيان الحوثيين الأخير الذي يوجه الأنظار بإتجاه جامعة الدول العربية، (بحسب مراقبين) ماهو إلا محاولة لكسب بعض الأصوات من هنا وهناك وتدويل القضية لأخذ حجم أكبر بكثير مما هو واقعهم كجماعة انفصالية خرجت عن شرعية الدولة اليمنية، أو من أجل صرف الانتباه عن الاتهامات المتتالية لإيران المتعلقة بتورطها في تحفيز وتمويل قوى التمرد في الشمال اليمني.
الرياض:وبعد يوم من إعلان السعودية القبض على عناصر مختلفة من جنسيات متعددة (إثيوبية وصومالية وأفغانية) على صلة وثيقة بالحوثيين، وجه زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي، أمس الأحد برسالة وسمها بعبارة quot;هامةquot; إلى أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى اتَّهم فيها الجانبين اليمني والسعودي بـ quot;الاعتداء quot;، مطالباً الجامعةَ العربية بـ laquo;الاضطلاع بمسؤولياتها وتقصِّي الحقائق، والعمل على وقف العدوان الظالم raquo; ومؤكدين أنهم سيتسمرون في القتال كما جاء في نهاية الرسالة الإلكترونية التي وزعها المكتب الإعلامي الحوثي.
فيما لا يزال الحوثيون يغيرون على مواقع حرس الحدود السعوديين داخل الأراضي السعودية، وهو ما يعني أن أرض العمليات ما زالت تشهد تصعيداً.
وبحسب رأي استاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالسلام نوير فإن طلب الحوثيين من الأكيد لا يعتد به .وقال quot;لكي تستجيب الجامعة مثل هذه الطلبات فيجب أن لايخرج الأمر عن ثلاث حالات، وهي إما نظرة من الأمين العام، أو من إحدى الدول المنتسبة للجامعة، أو خلال مؤتمر وزراء خارجية عرب. ومن الأكيد أن الجامعة لن تستقبل طلب الحوثيين بحكم أنهم يصنفون لدى الجامعة بأنهم جماعة متمردة على دولتهاquot;.
ضربة لـذارع الحوثيين الإعلامي
منذ البارحة والقنوات الفضائية والإعلامية لم تسجل أي حضور إعلامي للناطق الرسمي للحوثيين محمد عبدالسلام، ما يؤكد الأنباء الأخيرة التي أشارت إلى مقتل عبدالسلام و3 من معاونيه في غارة جوية شنها الطيران السعودي مستهدفة المركز القيادي والإعلامي للحوثيين والمسمى بـquot;القلعةquot; في جبل رازح.
وكان محمد عبدالسلام قد سجل حضوره الأخير كناطق رسمي قبل ساعات من الضربة السعودية، حين صرح لقناة العالم الإيرانية بعد قصف الحوثيين منطقة عسكرية سعودية بصواريخ الكاتيوشا، لم تعلن الجهات الرسمية في السعودية عن أي خسائر.
وحتى هذه اللحظة لم يصدر الحوثيون بياناً ينفي أو يؤكد صحة التقارير الصحفية التي أشارت إلى مقتلالناطق باسمالجماعة، ما يشير بشكل غير مباشر إلى صحة هذه الأنباء، ما لم يخرج عبدالسلام نفسه ليتحدث من جديد لوسائل الإعلام، أو تصدر الجماعة بياناً إعلامياً.
وبحسب شهود عيان تحدثوا لـ quot;إيلافquot; فإن الإمدادات العسكرية لا تزال تتوافد إلى منطقة الشريط الحدودي، حيث شوهدت عربات مدرعة وجنود ومجنزرات تصل إلى مناطق القتال، فيما الطائرات السعودية لا تزال تواصل طلعاتها الجوية على كامل الشريط الحدودي.
وكان الطيران السعودي قد ركز في طلعاته الجوية على القرى الممتدة على طول الشريط الحدودي، والتي سبق أن تم إخلاؤها خلال اليومين الماضيين، بمساندة المدفعية الأرضية بعدما تبين أن بعضا من المتسللين يستفيدون منها مستغلين تنظيمها العشوائي.
إيران وسياسة المد والجزر
وعلى امتداد الأيام القليلة الماضية منذ بدء المواجهات على الحدود السعودية اليمنية، واصلت إيران الحديث حول الأحداث الأخيرة، فما بين تحذيرات وزير خارجية إيران مونشر متكي من تدخلات سعودية في الشأن اليمني، وإعلانه بعد ساعات من التحذيرات لزيارة سيقوم بها من أجل طمأنة السعوديين بأن إيران لا تزال دولة صديقة تهمها سيادة السعودية.
قبل أن يعود رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، ليعود بالجانبين إلى نقطة البداية حيث وصف الأوضاع في اليمن بـ quot;المزريةquot; والتي ازدادت سوءا خلال الأسبوعين الماضيين.
التعليقات