هي أيضًا حرب المفاجآت، إذ واجه الحوثيون على مدى الأيام القليلة الماضية المزيد من الهزائم على جميع المستويات، وبحسب مصادر عسكرية فإنّ مفاجآت الجيش السعودي لعناصر التمرد الحوثي مستمرة، إذ تشير الأنباء التي حصلت عليها quot;إيلافquot; أن فرق الإستطلاع السعودية قد تمكنت من إكتشاف مخازن جديدة للأسلحة ومن ثم توجيه ضربة جوية محكمة. وبحسب المصادر، فإن هذه المخازن على الحدود السعودية اليمنية، يستخدمها المتمردون كمخازن لآليات سابقة للجيش اليمني استولى عليها المتمردون على طول الحروب الست مع الجيش اليمني، كما تشير المصادر إلى أن الضربة الجوية التي نفذتها طائرات سعودية دمرت المخازن بشكل كامل، وذكر شهود عيان أنّ أصوات إنفجارات مدويّة وغير معهودة سمعت عن بعد.
الرياض - وكالات: أشارت تقارير صحفية إلى تمكّن القوات المسلحة السعودية أمس من صد هجوم حاول المتسللون تنفيذه على جبل رميح (غرب جبل دخان) على الشريط الحدودي مع اليمن، مستخدمة أسلحة الطيران والمدفعية ومشاة البحرية.
ورصدت القوات السعودية أعدادًا من المسلحين عبر جبل رميح، إلا أن رجال القوات المسلحة تصدوا لهم باستخدام وحدات من مشاة البحرية وطائرات الأباتشي وسلاح المدفعية، لافتة إلى أن المسلحين تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. وذكرت صحيفة الحياة الى أن فرق القناصة السعودية، التي شاركت في التصدي تمكّنت من تحقيق أهدافها المحددة بنسبة عالية، مشيرة إلى أن الجيش السعودي واصل بعد تصديه للهجوم عمليات التمشيط، مستخدمًا سلاح الطيران بنوعيه الهجومي والاستطلاعي، وأنه تم قصف مواقع في جبل الأحمر ووادي الموقد، فيما شوهدت سحابة كبيرة من الدخان، إثر استهداف الطيران السعودي أحد مواقع أسلحة laquo;المتسللينraquo; المسلحين.
وأشارت المصادر إلى أن التصدي للهجوم الذي تم بحرفية عالية باستخدام صنوف الأسلحة لم تنتج منه أي إصابات في صفوف القوات المسلحة السعودية. وكانت التقنيات العسكرية السعودية قد رصدت مجموعات من المتسللين الحوثيين يؤدون صلاة الجنازة على أنفسهم قبيل عمليات التسلل إلى الأراضي السعودية، ما اعتبر بعضهم ذلك بأنه ينم عن وجود خلل كبير في معتقدهم وعزمهم القيام بعمليات انتحار جماعية في سبيل مبادئ خاطئة تزينها لهم قياداتهم وتدفعهم إلى القيام بها.
ومن جهة أخرى، تلقت القوات الجوية السعودية إشادة أميركية في القضاء على التسلل الحوثي إلى أراضي المملكة عبر حدود اليمن الشمالية، والتي أكدت الأوساط الأميركية أنها ستنعكس سلبًا على الوجود الإيراني الأمني والإرهابي في الدول العربية.
وأفاد المصدر الدفاعي بأن القوات الدولية الأميركية أو قوات الناتو المتواجدة في المنطقة، كانت في طريقها للتدخل في وقت من الأوقات، في حرب اليمن، للقضاء على التمدد الايراني الجديد، ومنعه من الالتفاف حول قواعد تلك القوات من الخلف في قطر والإمارات وسلطنة عمان، لممارسة ضغوط ترهيبية.
وقالت الأوساط العسكرية الأميركية إن quot;سلاح الجو السعودي، أثبت خلال معارك الحدود المستمرة، جدارة لم نكن نتوقعها, إذ تمكن من إنهاء التسلل في أيام معدودة، حيث سقطت المناطق التي احتلها الحوثيون في المرتفعات الجبلية السعودية، بالمفهوم العسكري بصورة حاسمة، ولم يبق هناك إلا فلول عصابات، يجري تطهيرها بصورة مدروسة وكفاءة قتالية عاليةquot;.
وأشارت الأوساط الأميركية إلى أن انخفاض حجم الخسائر السعودية، يؤكد حرفية القادة العسكريين السعوديين في إدارة المعارك، والتحديد الدقيق للمواقع المعادية ولتجمعات المتسللين, كما أن عدم تمكن الحوثيين وخبراء الحرس الثوري الإيراني، من إصابة أي طائرة سعودية, حتى من المروحيات، على الرغم من وجود صواريخ أرض- جو إيرانية، روسية الصنع، بحوزتهم، يؤكد أيضًا التطور الهائل الذي حدث داخل سلاح الجو السعودي، خلال السنوات القليلة الماضية.
ومن الداخل اليمني ذكرت مصادر عسكرية يمنية بأن عناصر الارهاب الحوثي منذ بضعة أيام أسوء هزائمهم على امتداد الحروب الستة، وإن مصادر بالسلطات المحلية بصعدة أكدت في أن الغالبية العظمى من العناصر الحوثية، ممن تم إلقاء القبض عليهم أو تسليم أنفسهم خلال الأيام القليلة الماضية يعانون من هزال شديد جدًا، أبرز عظامهم من شدة الجوع، بجانب أمراض البرد التي يقولون أنها فتكت بعدد كبير من زملائهم.
وقد حاولت قيادة التمرد الزج بعناصرها مؤخرًا في هجمات عدّة استهدفت إعادة فتح طرق الامداد والتموين، وكان آخرها أمس الأول حين شنت هجومًا على مفرق الجوف- صعدة، غير أن جميع محاولاتها باءت بالفشل، وكبدتها خسائر فادحة.