في ظل الظروف التي شهدتها لبنان في الفترة الأخيرة

لبنانيو السعودية ما بين تخوف من المعارضة وأمل بالتغيير

منى عوني محي الدين من جدة: ترقّبت الجاليات اللبنانية في السعودية نتائج الانتخابات التي جرتمؤخراً،آملين في تغير جذري لمجريات الأمور التي ساءت مؤخرا في لبنان، وعلى الرغم من أن لبنانيي الخارج لا يحق لهم المشاركة في الانتخابات إلا أنهم كانوا على اطلاع تام بتسلسل الأحداث، خصوصا يوم إجراء الانتخاب، فالكل يتمنى أن يفوز مرشحه الذي أعلن عنه ضمنيا فقط.

وتمثل الجالية اللبنانية في السعودية نسبة لا بأس بها، إلا أن مدينة جدة تعد من أكثر المدن السعودية استقطابا لهم لما تتمتع به من ظروف ملائمة وطبيعة معيشة اللبنانيين في موطنهم الأم.

حياة حفنة

وعلى الرغم من البعد الجغرافي عن الوطن إلا أن quot; إيلاف quot; استطلعت آراء بعض من سكان جدة والتي تأرجحت فيما بين متخوف من الطعن في نتيجة الانتخابات، وبين أمل يجتاح كثيرا من المشاعر تعبيرا عن الرغبة الجامحة بالتغير فقد أدلت حياة حفنة المحررة في مجلة انفنتي بسعادتها الغامرة بفوز سعد الحريري وهو ما يطلق عليه حزب 14 آذار قائلة:quot; تمنيت أن أشارك في الاقتراع الانتخابي في وطني لبنان، إلا أن ظروف العمل حالت بيني وبين السفر في هذه الفترة الحرجة، إضافة أني تمنيت أن تكون السفارة اللبنانية في جدة ليتسنى لي الذهاب والانتخابquot;.
موضحة أنها تتضامن قلبا وقالبا مع حزب 14 آذار والذي يمثله سعد الحريري لعدة أسباب أتت الديانة على رأسها، حيث يمثل سعد الحريري الحزب السني.
هذا وقد أضافت حياة في حديثها:quot; كنت ممن يتضامن مع الشيعة خصوصا بعد حربهم التي شنوها على العدو الصهيوني، إلا أن الوضع تغير في الآونة الأخيرة حين انقلبت الأوضاع رأسا على عقب جراء الأحداث الأخيرة الذي تعرض لها لبنان، وشعب لبنان من الشيعة، والفتنة التي انتشرت في ما بين الشيعة والسنةquot;.
مشيرة إلى أن التغير اقتصاديا، اجتماعيا، سياسيا، وعلى المستوى السياحي آتٍ لا محالة حتى لو أخذ وقتا إلا أن الأمل في وجود سعد الحريري كبير جدا كما تحدثت حياة وذلك لأنه ينتهج والده الذي حمل الهم اللبناني حتى آخر قطرة في دمه.
هذا وقد أوضحت حياة أن العامل الديني هو ما جعلها تنتخب سعد الحريري كما هي كل الأحزاب الأخرى التي تنتمي إلى مجموعة معينة بسبب العامل الديني بشكل رئيس، ومع ذلك أقرت حفنة التوائم والتفاهم في ما بين السنة والمسيحيين في لبنان لأنهم شعب واحد، وما حدث في الفترة الأخيرة من تفرقة في ما بينهم كان بسبب الفتنة التي شاعت من الشيعة.


جورج سمار

جورج سمار مهندس الديكور في شركة محمد عبد الفتاح للمقاولات لا ينتمي إلى حزب بعينه إلا أنه كان مراقبا جيدا لمجريات الانتخابات حاله حال كل لبناني سواء داخل السعودية، أو في أي مكان كان خارج لبنان مضيفا:quot; تابعت وبشغف الانتخابات اللبنانية على الرغم من عدم انتمائي لأي من الأحزاب خصوصا أني أعمل خارج لبنان، ولكن ما حدث بالفعل كان مشجعا وفيه بصيص أمل لأن الانتخابات هذه المرة انتهت دون أي مشاكل، أو مفاجآت لم تكن في الحسبان. بل وبكل سلاسة ما ينم على تغير واضح في الحياة الانتخابية اللبنانيةquot;.
منوها بأن سهولة الانتخابات تبشر بتغير آت على لبنان على كافة الأصعدة خصوصا السياحية حيث يعد الأشهر القادمة موسما سياحيا مهما للدولة والتي عرفت باستقبالها لكل الزائرين من كافة البلدان والأقطار العربية.
إلا أن جورج وعلى الرغم من التفاؤل الذي يعيشه حاليا إلا أن التخوف لا يزال يلوح بظلاله قائلا:quot; الخوف في الوقت الحالي أن تطعن المعارضة في نتيجة الانتخابات وتتهم الكل بالتزوير، وهذا ما نخشاه حقيقة لأن الأمور في حال آلت للمعارضة سيكون هناك تغير إلا أنه للنتائج السلبية، والسيئة وبالتالي ستزداد المشاكل داخل الأراضي اللبنانيةquot;.
هذا ويرى المهندس جورج أن التغير لن يأتي بين يوم وليلة حيث يأخذ سنة كاملة على اقل تقدير إلا أن ثقته بالقيادات اللبنانية المنتخبة كبيرة جدا في استيعاب متطلبات الشعب والعمل على تغير حالهم إلى الأفضل.

مرفت شتيلا الأكاديمية في أحد الصروح التعليمية في جدة كان لها رأي مخالف حين تحدثت مع quot; إيلاف quot; عن الانتخابات :quot; كل مرة نسمع الكثير من الوعود من المرشحين بالتغير، وما ستؤول له الأمور، والحياة الرغيدة، وتذليل المصاعب، إلا أن الوضع يبقى على حاله دون أي تغير، إلا أني بالطبع تابعت الانتخابات الأخيرة ولا أزال أقر أني مع 14 آذار لا لشيء، ولكن لعدم رغبتي ورغبة كل لبناني بتولي المعارضة زمام الأمور لأن الحال سيكون أسوأ مما هو عليه حالياquot;.
إلا أن مرفت تشاركت مع معظم القاطنين في السعودية من الجالية اللبنانية في طعن المعارضة في نتيجة الانتخابات وإعادتها ما يجعلها تترقب مجريات الأمور بين ساعة وأخرى.