عبداللطيف الدعيج

مع تقديرنا لتهنئة السيدة معصومة المبارك والسيد القلاف لنا برأس السنة الجديدة إلا اننا لا نملك الا النظر بعرفان اكثر الى تصريح النائبة رولا دشتي التي تضمن الى جانب التهنئة انتصارا جريئا ومطلوبا لحرية الناس ولحقوقهم الشخصية التي تتفنن المؤسسات والادارات التشريعية قبل التنفيذية في حرمانهم منها او سلبها بهذه المناسبة بالذات. تصريح او تحذير النائبة رولا دشتي يثلج الصدر ويرد بعض روح سلبتها دعوات التحالف الوطني والمنبر الديموقراطي التي اعلنت في الايام الماضية والتي طالبت الحكومة واداراتها الرقابية بممارسة الرقابة المسبقة والتعطيل laquo;الاداريraquo; للمؤسسات الاعلامية او قنوات وصحف الفساد حسب التعبير laquo;الشوارعيraquo; للمعارضة الجديدة. هذه الدعوات التي نرى انها المسؤول حاليا عن هذا الاستسباع الرجعي والتزمت الذي ابداه المتشددون والمتطرفون من نواب مجلس الامة.
كل من يعارض المعارضة المتوحشة في الرأي هو اما فاسد او انبطاحي او بصّام. ممنوع تأييد الحكومة، حرام انتقاد ضمائر الامة ورموزها laquo;الوطنيةraquo;، وليس من حق احد ان يخرج عن الاطار الذي رسمه المعارضون الجدد وإلا فان تهمة الفساد والعمالة جاهزة. لدينا اعلام يفتقد المسؤولية وتتبرأ منه الوطنية وبينه وبين المصلحة العامة ما بين الشام وعمان، لكن مع كل هذا... واكثر، يبقى - شئنا أم أبينا - تعبيرا عن رأي لمواطن او مواطنين يتمتعون مثل كل الضمائر والرموز بحقوق المواطنة وضمانات الحرية التي كفلها الدستور.
يبقى اننا مع العام الجديد نتمنى مخلصين ان يوفق الله المعارضين والموالين في تحقيق المصلحة العامة وفي انجاز اهدافهم المشروعة والمعلنة. ونتمنى اكثر ان تسود ثقافة ومواقف التسامح والتكافؤ بين الناس وان تكون هي المسيطرة بدلا من ثقافة وهوس الاقصاء والنبذ والتفرقة التي تجيدها مع الاسف هنا كل الاطراف.
شكرا للنائبة رولا دشتي وشكرا لكل من ينتصر لحرية الرأي المطلقة والحرية الشخصية المضمونة، وامنيتنا واملنا لهذا العام ان تكون laquo;الحريةraquo; هاجس الجميع وان يتكاتف المخلصون للوطن والمعنيون بالمصلحة العامة للدفاع عنها والتصدي للمحاولات الرجعية او الحكومية لتقييدها. وكل عام وكل كويتي يتمتع بحريته الشخصية وحق الرأي وحق وامكانية التعبير عنه.. ولو كان الثمن خسارة خمسة ملايين دينار ndash; قصدي بلايين بالباء - من المال العام.

عبداللطيف الدعيج