بين الايمان وتطبيق الشعائر.. او عدمه وبدائله:

"إيلاف" تستطلع اراء اللبنانين حول مفهوم الدين والله

طارق نجار ونسرين عزالدين : بين الإيمان بالله أو عدمه مسافة واسعة .وبين مناقشة وجود الله أو عدمه خطوط عريضة يعتبر البعض إجتيازها من المحرمات ، في الوقت الذي يرى فيه البعض الأخر فرصة لإقناع "الضالين" إلى طريق الإيمان .
للمجتمع اللبناني خصوصية فريدة ، فهو وإضافة إلى تركبيته المتعددة الأديان والطوائف ،مجتمع علماني في حياته العملية اليومية . كما أن هذا المجتمع يضم أيضا ، "مجموعة كبيرة" من غير المؤمنين بالله .
هذه المجموعة والتي باتت تشكل إلى حد ما ، طائفة خاصة بها ، لا تنتمي إلى دين محدد .فمن غير المنطقي حصر الفئة "غير المؤمنة" بالمسلمين أو المسيحين .فهذه القناعات نابعة من "تأثيرات شخصية" جعلت من هذا المسلم أو ذاك المسيحي غير مؤمن بوجود الله .
من هنا كانت فكرة إستطلاع رأي المجتمع اللبناني حول إيمانه بالله أو عدمه . للوهلة الأولى بدت العقبات أكبر من إمكانية المضي بتحقيق الهدف المنشود .وكان التخوف من تقبل الناس لمناقشة موضوع الإيمان بالله أو عدمه ومدى تجاوبهم مع طبيعة الأسئلة المطروحة .إلا ان المفاجأة كانت سهولة تمرير الفكرة والتجاوب والإندفاع للتعبير عن القناعات الشخصية.

*الإيمان بالله أو عدمه .. أسبابه :

يميل البعض إلى إعتبار الدين "فعل مكتسب" يرثه الإنسان عن البيئة التي يترعرع فيها . وإن كانت التجارب "الضئيلة" أثبتت إلى حد ما ، عدم صحة هذه النظرية ،فالإنسان قد يكون "إبن بيئته" لكنهقد يكون أيضا نتاج قناعاته وتجاربه وأبحاثه الخاصة .
وتبين من خلال إستطلاع الرأي الذي قامت به "إيلاف" أن الفئة المؤمنة آمنت بوجود الله عن طريق الأهل ولم يكن للحوادث الشخصية أي أثر يذكر .في الوقت الذي كان للحوادث الشخصية وعدم القدرة على إستيعاب "مفهوم الله" الأثر الكبير على توجهات الفئة غير المؤمنة .وبالتالي فإن الفئة المؤمنة شكلت 63% من العينة التي وزعت الإستمارات عليها مقابل 37% غير مؤمنة .
وجاءت النتائج على الشكل التالي : 59% من الفئة المؤمنة المسلمة آمنت بالله عن طريق الأهل ،و17% منها فقط نتيجة بحث مقابل 19% تماشيا مع المجتمع ،و5% نتيجة حوادث معينة .
أما الفئة المؤمنة المسيحية فقد إختلفت نتائجها الى حد ما ، فـ73% آمنوا عن طريق الأهل مقابل 11% نتيجة بحث ، و8% تماشيا مع المجتمع و8% نتيجة حوادث شخصية.
ومن ناحية أخرى، وحول الأسباب التي دفعت غير المؤمنين إلى تكوين قناعاتهم الخاصة فإن الإجابات تمحورت حول عدم القدرة على "فهم " وجود الله ،وبالتالي عدم الإقتناع بالتعاليم الدينية . .(من الـ 37% غير المؤمنة شكل المسلمون غير المؤمنين 54% مقابل 46% غير مؤمنين مسيحيين). ومن الفئة غير المؤمنة المسلمة 54،4% منهم لم يقنتعوا بالدين ، مقابل 24% لم يتمكنوا من إستيعاب مفهوم الله ،و21،5% نتيجة بحث و تفكير.أما غير المؤمنين المسيحين فإن 66,5% إختاروا عدم الإيمان نتيجة لعدم إقتناعهم بالدين ، مقابل 19% لعدم قدرتهم على إستيعاب مفهوم الله ، و13،5% نتيجة بحث وتفكير .

وإن كان للمحيط أو للعائلة تأثير على "الخيارات الدينية التي يقوم بها الفرد ، فإن النتائج أثبتت إلى حد ما عدم صحة تلك النظرية ، فمعظم غير المؤمنين ينتمون إلى عائلات مؤمنة ، الا ان أراء وتوجهات عائلاتهم لم تؤثر على قناعاتهم وتوجهاتهم .فـ90% من غيرالمؤمنيين المسلمين ينتمون إلى عائلة مؤمنة ،5% منهم تأثروا بتوجهات هذه العائلة ، مقابل 88% من غير المؤمنين المسيحين الذين ينتمون إلى عائلة مؤمنة أيضا و0% من هؤلاء تأثروا بتوجهات عائلتهم.
وانطلاقا من هنا ، وبعد "فرز " المؤمن من غير المؤمن ، كانت صراعات التسمية عنصر بارز بين الطرفين . فإن كان غير المؤمن ، يفضل إلى حد ما الا يطلق عليه أي لقب ، فإن الغالبية المؤمنة تجد نفسها ، ملزمة وبفعل الدين ، إلى تحديد تسميات . هذه التسميات التي تترواح بين كافر أو ملحد وأحيانا تتخذ أشكالا من الإتهامات أو حتى التحقير.وكانت النتائج على الشكل التالي 85% من غير المؤمنين المسلمين مقابل 88% من غير المؤمنين المسيحين لا تعتبر نفسها كافرة ، في حين إمتنعت 5% عن الإجابة.

*بين الإيمان وتطبيق الشعائر.. أو عدمه وبدائله:


ما كل "تعلق" بأمر ما أو مفهوم ما أو قناعة ما ، تتراوح نسبة المشاعر والإرتباط بين قوي وعادي و ضعيف . الا أن للدين حالة خاصة ، فالإلتزام الديني يفترض تطبيقا لشعائر محددة لكنها لا تطبق في معظم الحالات لأسباب مختلفة . وبين الإيمان وعدم التطبيق وعدم الإيمان والبدائل أتت النتائج على الشكل التالي :تراوحت نسبة الإيمان بالله بين 61% مطلق ، مقابل 29 % قوي و6% ضعيف ، وإمتنع 4% عن الإجابة إذ أن الإيمان برأيهم لا يمكن تحديده بكلمة أو بنسبة أو بصفة من المخلوق .. فالله وحده قادر على تقييم عبادة الإنسان له .
وإن كان الدين يطرح "وجوب " الإلتزام بشعائر دينية فإن 73% من المؤمنين المسلمين ملتزمين مقابل 48% من المؤمنين المسيحيين . وجاءت المبررات على الشكل التالي 15% التزموا بتنفيذ الشعائر خوفا من العقاب ،1% تماشيا مع العادات و التقاليد ،1% عادة يومية ،23% قناعة ذاتية ، و20،5% طمعا بالجنة ، 27% راحة نفسية و12% أجوبة متفرقة تمحورت حول وجوب تطبيق الشعائر التي أمر الله بها .
أما غير الملتزمين بتنفيذ الشعائر فكانت مبرراتهم أنها ليست جزءا من الإيمان وجاءت نتيجة لظروف معينة ، وأن الله لن يحاسب على هذه الأمور .
وإنطلاقا من الصورة التي يطرحها الدين عن الله ، فإن تصور المؤمنين لعلاقاتهم بالله كانت متوقعة إلى حد ما ، فالمسلمون إعتبروا أن العلاقة هي علاقة مخلوق بخالقه و كان الإستشهاد بآيات قرآنية أما المسيحيون فكانت العلاقة الأبوية هي الطاغية .فـ 35% من المؤمنين المسلمين رأوا في علاقتهم بالله علاقة خالق بمخلوقه ،مقابل 2،5% علاقة ضعف ، و4،5% علاقة خوف ، و34%علاقة روحية ،و6% علاقة تبادلية .

في المقابل كانت إجابات المؤمنين المسيحيين على الشكل التالي :25%علاقة المخلوق بخالقه ، مقابل 8%علاقة ضعف و4%علاقة خوف، و46%علاقة روحية، و17%علاقة تبادلية .
من جهتها إعتبرت الفئة غير المؤمنة أن هناك بدائل لوجود الله تمحورت حول المادة والطبيعة والإنسان ، إضافة إلى إجماع تام على وجود أخلاقيات بديلة عن الأخلاقيات السماوية .75% من غير المؤمنين المسلمين أقرت بوجود قوة بديلة عن الله ، مقابل 53% من غير المؤمنين المسيحين .
في حين إعتبرت الفئة التي لا تؤمن بوجود قوة بديلة أن السبب وببساطة عدم الحاجة إلى وجود هذه القوة .وجاءت التفسيرات حول وجود الكون على الشكل التالي:57،5% من غير المؤمنين المسلمين إعتبروا أن الإنفجار الكوني هو سبب وجود الحياة ، مقابل 27،5% إعتبرت أن الكون موجود منذ الأزل ، في حين رأت 7،5% أن السبب هو التفاعلات الكيماوية ، و7،5% إختارت الا تفكر بالموضوع .أما غير المؤمين المسيحين فإن 23% منهم يوافقون على فكرة الإنفجار الكوني ، مقابل 41% ان الكون موجود منذ الأزل ، 35،5%تفاعلات كيماوية ، و0% لا يفكرون بالموضوع .

*الآخر .. التقبل أو عدمه :

لعل الإختلاف أمر نسبي إلى حد ما ،ولعل النقاش هو السبيل الوحيد للوصول إلى حل وسط .الا ان البعض يعتبرون الدين والإيمان من المسلمات الغير قابلة للمناقشة ،ويرون في كل من "تجرأ" وتخطى هذه الثوابت شخص لا يجب التعاطي معه .ومن خلال إستطلاع الرأي تبين أن 70% من المسلمين المؤمنين بوجود الله يتقبلون المناقشة مقابل 55% فقط من المسيحين المؤمنين .ومن الـ70 % المسلمة 45% منهم على إستعداد لتقبل فكرة عدم وجود الله إذا تم إثبات ذلك بأدلة قطعية .أما من الـ55% المسيحية 73% منهم غير مستعدون لتقبل عدم وجود الله ولو تم إثبات ذلك بالأدلة القطعية ,نتيجة مناقضة بين المجموعتين المسلمة والمسيحية المؤمنة بوجود الله والمستعدة لتقبل المناقشة .أما غير المؤمنين بوجود الله ، مسيحين ومسلمين ، 90% منهم أبدوا إستعدادا لتقبل وجود الله في حال تم إثبات ذلك بالأدلة القطيعة .

وحول تقبل الأخر ، المؤمن و غير المؤمن فـ71% من المؤمنين المسلمين إعتبروا أن إيمان الآخرأو عدم إيمانه لا يؤثر على علاقتهم به ، و12،5% لا يهتمون لأمره ، مقابل 12،5% ينبذونه و حتقرونه و4% فقط يحاولون إقناعه .أما المسيحيون فـ50% منهم لا يتاثرون بعدم إيمان الآخر ،6% لا يهتمون لأمره ، و6% ينبذونه ويحتقرونه ،و38% يحاولون إقناعه .

أما الفئة غير المؤمنة مسيحية ومسلمة أكدت أن إيمان الأخر لا يشكل عائقا وقلة قليلة أبدت إستعدادا لمحاولة إقناع الآخر المؤمن بالعدول عن قناعاته فـ85% من غير المؤمنين المسلمين لا يعتبرون إيمان الآخر عائقا ، و15% مستعدة لإقناعه ، مقابل 88% من المؤمنين المسيحين لا يتاثرون بإيمان الآخر و12% مستعدة لإقناعه .


أظهرت الإستمارة أن غالبية المجتمع اللبناني مؤمن بوجود الله ، مع إمكانية واسعة لتقبل الآخر غير المؤمن ، وإن كانت مع بعض التحفظات .إلا ان هذه الإستمارة قد لا تكون أساسا لإطلاق أحكام وخلاصات ، فهي عمل محصور بعينة محددة ، عينة قد أو قد لا تمثل المجتمع اللبناني بشكل عام .لكنها وعلى الرغم من ذلك ، تمثل آراء شريحة من هذا المجتمع المتعدد الأديان .


*الإستمارة التي تم توزيعها على العينة المسلمة و المسحية اللبنانية :
الموضوع " إستمارة حول الايمان بالله "
الجنس : ذكر انثى
العمر :
المهنة :
المستوى العلمي : جامعي مهني ثانوي
متوسط ابتدائي اقل من ذلك

الطائفة :

1) هل انت مؤمن بوجود الله ؟ نعم لا
إذا كان الجواب نعم إنتقل الى المجموعة رقم 2
إذا كان الجواب لا ، إنتقل الى المجموعة رقم 3

2) أسئلة موجهة الى المؤمنين بالله :

1) كيف امنت الله ؟
عن طرق الاهل نتيجة بحث
نتيجة تعامل مع المجتمع نتيجة حادثة معينة

2)كيف تقيم إيمانك بالله ؟
ضعيف قوي مطلق

3) كيف تفسر علاقتك بالله ؟
علاقة مخلوق بخالقه علاقة ضعف علاقة خوف
علاقة روحية علاقة تبادلية ( مثلا إذا أكثر الله من نعمه عليك ، التزمت أكثر بما امرك به )

4)كيف تتصور نظرة الله للانسان ؟ (سؤال مفتوح)

5)هل ايمانك بالله يؤدي الى التزامك بالشعائر الدينية ؟
نعم لا

6) اذا كان الجواب نعم ، لماذا ؟
خوفا من العقاب قناعة ذاتية تماشيا مع التقاليد
طمعا بالجنة عادة يومية راحة نفسية
غير ذلك ( حدد ) :

7) اذا كان الجواب لا ، كيف تبرر عدم تنفيذ ما امرك به الله ؟
الشعائر ليست جزءا من الايمان الشعائر جاءت نتيجة ظروف معينة
الوقت لا يسمح بممارسة هذه الشعائر غير ذلك ( حدد):

8) هل تتقبل موضوع وجود الله أو عدمه ؟
نعم لا

9) إذا كان الجواب نعم ، هل انت على استعداد لقبول فكرة عدم وجود الله إذا تم إثبات ذلك بالادلة القطعية ؟
نعم لا

10) كيف تفسر وجود الله ؟
عبر الدين عبر الفطرة عبر الغريزة
عبر التفكير بنظام الكون عبر دليل خاص
غير ذلك حدد:

11) كيف تتعامل مع من يشك بوجود الله ؟
لا اهتم لامره احاول اقناعه
انبذه/ احتقره عد ايمانه لا يؤثر على علاقتي به
غير ذلك حدد :

2) اسئلة موجهة الى غير المؤمنين بالله :
1) هل تعتبر نفسك ملحدا او كافرا ؟
نعم لا

2)هل تنتمي الى عائلة غير مؤمنة ؟
نعم لا

3)هل تتأثر بالاراء والتوجهات الدينية لعائلتك او محيطك ؟
نعم لا

3) هل هناك أخلاقيات بديلة عن أخلاقيات التشريعات السماوية ؟
نعم لا

4)ما الذي دفعك الى عدم الايمان بالله ؟
عدم اقتناعي بالدين تجربة شخصية
الرغبة في التشبة بجماعات ملحدة التفكير و البحث
محاولة للخروج عن المألوف عدم القدرة على استيعاب مفهوم وجود الله

6)هل تؤمن بوجود قوة بديلة عن الله ؟
نعم لا

7)إذا كان الجواب نعم حدد ما هي؟

8) ما هي الاسباب التي دفعتك الى الايمان بها ؟

9) اذا كان الجواب لا ، لماذا ؟

10) كيف تنظر الى الملتزم دينيا ؟
لا اهتم لامره احاول اقناعه
انبذه/ احتقره عد ايمانه لا يؤثر على علاقتي به
غير ذلك حدد :

11) هل تتأثر بما يطلق عليك من القاب ؟
نعم لا

12) هل تتقبل مناقشة موضوع وجود الله او عدمه ؟
نعم لا

13) اذا كان الجواب نعم ، هل انت على استعداد لقبول فكرة وجود الله اذا برهن ذلك بالادلة القطعية ؟
نعم لا

14) كيف تفسر وجود الكون ؟
انفجار كوني تفاعلات كيميائية
الكون موجود منذ الازل لا أفكر بالموضوع
غير ذلك حدد :