( 1 )
الدستور العراقي الجديد

نزار الرياني: أعتقد أن كل إنسان حر ويدعي الديمقراطية أصيب بنوبة فرح كبيرة بعد أن أعلن عن موافقة الشعب العراقي بأكثرية واضحة على الدستور العراقي الجديد ، لأن هذا الدستور يؤسس لمرحلة جديدة يتوسم فيها العراقيون وجيرانهم الخير والتقدم والسلام.ولكن كنت أتمنى لو أن التصـويت جاء بناء على انتماءات حزبية لا طائفية ، ولو أن ( النعم ) أو ( اللا ) سقطت في الصناديق لاعتبارات غير مؤسسة على انتماءات قومية ، لأن الحزب كما يعلم الجميع ينضوي تحت جناحيه حزبيون من مختلف الطوائف ومن قوميات متعددة ، أما الطائفة فهي مؤسسة مغلقة على عناصرها ، وفي هذا تبديد للمعنى الحقيقي للممارسة الديمقراطية ، وإعادة لسيناريو مرحلة سابقة قادت العراق إلى ما هو عليه اليوم ، وفي هذا أيضا ً خلط للشأن السياسي بالشأن الديني ، في نموذج ديمقراطي عربي فريد .

( 2 )
صناعة أزمة - نصب أفخاخ

كل محب لمصر ولشعبها الطيب ، حزن جدا ً للأحداث المؤسفة التي وقعت في الاسكندرية على خلفية نزاع ديني مزعوم بين الأقباط والمصريين ، تلك الأزمة التي طفت على السطح في الآونة الأخيرة دون مبرر ودونما سابق إنذار ، والتي لا يفسرها سوى وجود أياد ٍ خبيثة تنصب الأفخاخ في الشارع المصري لاثارة بلبلة تكون مبررا ً لتدخل دولي جديد في الشأن المصري .

( 3 )
نزيف الأمة

المشهد العربي المحزن يظهر نزيفا ً حادا ً في جسد الأمة على كافة المستويات ، سياسيا ً ترى خسارة الموقف تلو الموقف ، واقتصاديا ً ترى القروض المتراكمة والعجز في الموازين التجارية والتراجعات في الدخول القومية للدول العربية وترى نموا ً ( إن حصل ) فهو نمو تابع لاقتصاديات مهيمنة ، وثقافيا ً ترى الاختراق المتنامي لموروثنا وفننا وأدبنا ، واجتماعيا ً ترى الاختراق الصارخ لعاداتنا الجميلة وقيمنا السامية ، هذا النزيف مرده أننا لسنا على قدر المسؤولية ، ولسنا أوفياء لأمة عريقة .