نسرين عزالدين : لـ14 آذار ديموقرطية خاصة به.
ففي هذه الديموقراطية_والتي هي عنوان 14 اذار العريض ومسعى حربه ضد الديكتاورية والوصاية وهدفه الاول والاخير_لا يحق لك انتقاد بعض تصرفات افراده.
كما لا يحق لك مناقشة اي منهم بجدوى هذا اليوم.فان انتقدتهم فانت تنتمي للاخر لا محال.
في هذه الديموقراطية لا يحق لك ان يكون لك موقفا خاصا لا تنتمي فيه الى اي جهة.
تمنعك هذه الديموقراطية ايضا من امتلاك عقل خاص بك ..فإما ان تكون تابعا لهم او تكون خائنا او او مواليا لسورية.
هم الملائكة والباقون الشياطيين .
لهذا اليوم المقدس هالة لا يسمح لك المساس بها .
فان ناقشت احدهم شتمك وان طلبت منه حوارا عقلانيا تجاهلك وتابع شتمك.
لقوى آذار ديموقراطية لا تستسيغ الاخر..


النائب وليد جنبلاط يطلق شتائمه ضد المقاومة وحين يتم الرد عليه يتحول الى الضحية الذي يتوجب على الاخر الاعتذار منه.
شباب لبناني يعتصم ضد الوصاية الاميركية.الاعتراض الاول لـقوى 14 آذار، ليست وصاية هي شرعية دولية.
الشباب نفسه يتعرض للضرب من قوات الامن اللبنانية.الاعتراض الثاني ..الشباب المعتصم هو الذي هاجم قوات الامن المدججة بالاسلحة والهروات .
معركة تدور بين المعتصمين وعناصر مكافحة الشغب.اعلام 14 آذار لا يعنيه الموضوع..عليك ان تفتش على محطة اخرى تدعم هؤلاء كي تعرف ماذا يحصل.
تلفزيون المنار التابع لحزب الله في حالة استنفار..ينقل كل ما يجري يفتح الخطوط امام المشاهدين لاستنكار الحادثة..اعلام 14 آذار ينتظر نشرة الاخبار كي quot;يمنتجquot; التظاهرة ويعرضها وفق بنود ديموقراطيته.
لا بأس كان لا بد لك من مشاهدة المنار التي استنفذت الحدث حتى اخر قطرة فيه لمصلحتها..حتى تتمكن من الحصول على الحد الادنى من الحياد .
تطرف الاولquot;استنكاراquot; وتطرف الثاني quot;تسخيفاquot; سيضعك على الحياد.
الشباب الرافض للوصاية الاميركية يدعو الى تظاهرة باتجاه عوكر.الاعتراض الثالث..استنكار وشجب ورفض لنقل الصراع الى الشارع.
فخيمة الحرية التابعة في ساحة الشهداء في مكان ما في السماء على ما يبدو.
انباء عن مظاهرة اعتراضية..اتصالات لمنع التحرك..تجيش ضدهم ..تهديد بـ14 آذار جديد.
ففي ديموقراطية 14 اذار ممنوع عليك التعبير عن رايك المخالف لهم.

مرت التظاهرة على خير ولم يقع الصدام..المنار تعرض صورا لمتظاهرين يقدمون الورود لقوى الامن والمؤسسة اللبنانية للارسال تتحدث عن مهاجمة المعتصمين لرجال الامن .
المعتصمون هناك ارادوا رفض الوصاية الاميركية فهتفوا لسورية وايران..الطرف الاخر يرفض الوصاية السورية فيهلل لاميركا وفرنسا.
وفي نهاية النهار ..ينبرى كلا منهما ليبشرك بلبنان جديد ووطن افضل.
بين quot;عروبةquot; هذا الطرف ودعم quot;الشرعية الدوليةquot; لذاك ممنوع عليك الحياد.
اما الفرق بينهما فهو انه يمكنك انتقاد الطرف الاول وممنوع من انتقاد الثاني.

لذلك ..وتعقيبا على الكم الهائل من الشتائم والاهانات والمس بشخصي ومهنيتي والتجريح والاتهامات بالخيانة والمحاضرات الفجة في الديموقراطية من انصار 14 اذار و انصارالنائب جنبلاط ردا على مقال قانون السير في المختارةفانني اتخلى عن حقي في الرد.وسأكتفي بتنوير quot;المتحمسينquot; للدفاع عن مبادئهم بكل الاساليب المتاحة عدا الحوار البعيد عن الشتم والتجريح بعدد من التعريفات الاميركية للديموقراطية في حال لم يستسيغ هؤلاء تعريفاتها العربية ..
الديموقراطية هي شكل من اشكال الحكم التي يمتلك الشعب القوة وكلمة الفصل فيها..فالقوة هي للشعب التي تنتخب السلطة.
الديموقراطية هي نظام سياسي يتخذ عدة اشكال وتشعبات وتنوعات على الرغم من سوء توظيف هذا النظام لمصلحة الرأسمالية ،الا ان مفهومها الاساسي هو حكومة من ومن خلال ومن اجل الشعب.
الديموقراطية هي مبدأ التساوي في الحقوق والفرص والمعاملة .من اهم مقوماتها تقبل واحترام كل الاراء والممارسات التي لا تخالف القانون.
الديموقراطية التي لا تقوم على التعددية الحزبية وتنوع الاراء هي شكل من اشكال الديكتاتورية.
الديموقراطية تقوم على :1_ الحرية: الحرية للمجتمع كي كالصحة الجيدة للفرد.
2-المشاركة:ان المقياس الاساسي للديموقراطية لا يقوم على quot;حجم الحريةquot; او quot;المساواةquot; بل يقوم وبشكل اساسي على حجم المشاركة والتنوع.
3-الانتخابات
4-المؤسسات البرلمانية
5-العدل:قدرة المرء على تطبيق العدل تخلق الديموقراطية لكن الفشل في ذلك تجعل وجود الديموقراطية امرا اسياسيا.
6-الفصل بين السلطات:الفصل بين السلطات ضروري لان الحقيقة الازلية الوحيدة هي ان كل شخص يمتلك السلطة يميل الى سوء استخدامها الى اقصى الحدود.
الديكتاتورية هي طرقات باتجاه واحد..الديموقراطية زحمة اتجاهين.
الديموقراطية تعني امتلاك الخيار اما الديكتاتورية فهي انتظار احدهم لمنحنا هذا الخيار.
تعتاش الديموقراطية على الجدال والنقاش التي تمثل الطريق الصحيح للتقدم .لهذا السبب يعتبر احترام رأي الاخر من الدعائم الاساسية للديموقراطية.