المكان الآخر

مرغماً، أو بمحض اختيارك، تجد نفسك في المكان الآخر.. وجوه غريبة، ولغة لا تفقه منها شيئاً.. وطرقات لم تألفها، وأحاسيس لم تخبرها من قبل، وعالم من الغموض المقلق والآسر.. مكان آخر، وزمان مختلف، وقد اُقتلعت من جذورك ووجدت ذاتك في الفراغ الحر. وإذ تبحث عن فرص للتكيف مع محيطك الجديد يسطو على ذهنك الماضي بقسوة. وفي كل يوم تعود إلى أيامك الأولى.. إلى مدينتك وزقاقك وأصدقائك.. إلى طفولتك ومرتع أحلامك، ونزقك ومغامراتك.. إنها تجربتك التي خلفتها وراءك، والتي ابتكرتك وصيرتك.. تعيشها لحظة بلحظة بينما تخوض تجربتك المغايرة في المكان الآخر ـ منفاك الاختياري أو الاضطراري ـ تمد جذوراً جديدة، وتتهجى مفردات لغة لم تكن تفقه منها شيئاً، وتسير في طرقات تبدأ بالتعرف عليها، وتخبر أحاسيس من نوع آخر. وبعد سنين، وإن لم تفقد صلتك بمكانك الأول، تألفك على صلة أكيدة مع مكانك الجديد/ الآخر.

مكان آخر، وزمان مختلف
يعاند عماد سميسم ( مهندس مدني ) ذاكرته.. يناكدها.. يحاول أن يعتِّم جزءاً منها.. ذلك الجزء المضيء، حيث عبر من زمن بلده القاسي قبل أكثر من عقد من السنين إلى زمن آخر.. من السجن إلى الحرية.. من العطالة إلى العمل وتأسيس الذات.. هناك عاش لحظات حياته بروعتها ومتعها العالية. وحين عاد، مرة أخرى، بعد انتهاء الحرب، وسقوط نظام صدام، أدرك أن عليه أن يُعيد علاقته بعالمه الأول.. أن يتصل بجذره.. بطين أرضه.. بفضائه وهوائه. غير أن ما يحمله في ذاكرته عن اثنتي عشرة سنة في ماليزيا شيء له ثقله المرهق، يقول؛
ـ أريد أن أنسى.. أريد أن أُقطِّع ذاكرتي.. أريد أن أكون ، مرة أخرى في واقعي الذي وجدته مثخناً بالجراح.. ليس ثمة وقت للمكان الآخر الآن.. المطلوب أن نعمل من أجل هذا المكان.. هو مكاننا الوحيد، على أية حال.. هو نحن.. إن ضاع ضعنا.

وطنان وولاءان
إبان حصار التسعينيات غادر كثر من العراقيين بحثاً عن لقمة العيش إلى بقاع شتى من العالم.. ظاهر شوكت وطارق العزاوي مدرِّسان عملا لسنوات في مدارس بلدان عربية عديدة، غير أنهما بقيا على صلة مباشرة ودائمة مع بلدهما.. يقول ظاهر؛ الحنين الجوهري هو لمكانك الأول، أما الحنين للمكان الآخر الذي عشت فيه لفترة ما فهو حنين عرضي سببه رد فعل انفعالي. وأنا أشعر بمثل هذا الحنين المؤقت، ولا سيما حين أواجه ظروفاً قاسية. غير أن العراق يبقى قدري، فجذري فيه، ولا أستطيع الانقطاع عنه. أما طارق فيقول؛ العراق كبير، يحوي الإنسان أينما يكون، في أية بقعة من العالم.. وفي كل مكان ـ خارج العراق ـ عشت فيه، كنت أحس أن حدودي تنتهي هنا في العراق.
يحصل نوع من التنافذ الروحي بين الذات والمكان الجديد تحت ضغط الشروط الحافة والفاعلة، وتلعب المصادفات والمعطيات الطبيعية دورها في ذلك، فيتحقق تحوّل في الهوية تبعاّ لذلك.. الهوية التي هي ليست حقيقة صلبة متجاوزة لقوانين الواقع والتاريخ، بأي حال من الأحوال.
وعلى عكس ظاهر وطارق عرف جمال صفر علي ( تقني كومبيوتر ) طعم اغتراب مغاير.. يقول؛ أنه كان منفياً وليس مغترباً.. كان اغتراباً قسرياً، تعيش معه في عذاب يومي ـ كما يؤكد.. خرج، في نهاية السبعينيات من القرن المنصرم من بلاده، مشياً على الأقدام باتجاه الكويت، والسبب سياسي بطبيعة الحال.. كانت مغامرة خطيرة بمعايير ذلك العهد..تخفى في الكويت أكثر من سنة، ومن ثم عبر فيافي وبلداناً، قبل أن يستقر به المقام في السويد.. يقول؛
ـ الماضي أجمل من الحاضر، حتى بالنسبة للذين بقوا في العراق، والحنين يضاعف هذا الإحساس.. تركت بعقوبة قبل أكثر من ربع قرن، وأشعر بأن الزمن قد توقف منذ ذلك الوقت.. لما رجعت أصابتني الصدمة.. ليست هذه هي بعقوبة التي تركتها.. وجدت بدل البيوت والأزقة والبساتين أسواقاً وهياكل كونكريتية كئيبة.. حتى الوجوه تغيرت.. أهالي بعقوبة الأصليين صاروا أقلية. وحين أسير في الشوارع أرى أن المعالم القديمة للمدينة قد اختفت.. كانت بعقوبة أجمل وأنظف.. ربما أنا أراها هكذا.. ربما هو الحنين الذي أزال الشوائب، ولم يبق إلاّ الانطباعات الحلوة.. لكن المدينة فقدت طابعها المديني وتريفت.. هذا واضح.. لا أدري إن كنت سأجيء بعائلتي وأستقر هاهنا.. لا أدري.. القرار قرارهم.. ابني في السادسة عشرة من عمره الآن.. ولد هناك، ولا يعرف عن بعقوبة شيئاً.. هل يستطيع التكيف مع هذا المكان؟. هو الذي عاش في بيئة مختلفة، وله ذكريات طفولته الخاصة وأصدقاءه. وبعد أن استقى ثقافة وقيماً مختلفة قد لا يستطيع التعامل بهما مع أبناء البلد.. أنا شخصياً أُريد الرجوع، ولكن العائلة هي المشكلة.
يضيف جمال؛ هناك تجنست، وصار لي بهذا وطنان وولاءان.. هناك تفتقد إلى الحياة الاجتماعية الحميمة، وإلى دفء الشمس. وعلى الرغم من الجنسية السويدية، وعلى الرغم من البقاء، هذه المدة كلها، في تلك البلاد، فإنني فيها أشعر أن الشوارع ليست لي، والسماء ليست لي.. حتى جنسيتي السويدية لا تحسسني بأن السويد بلدي. ومع ذلك أنا ممتن لها، لأنها احتضنتني وأعانتني.. عديدون، في بلاد الغربة انتحروا، وعديدون أصيبوا بأمراض نفسية.. بانفصام الشخصية أو غيره.. كانت أحلام الطفولة تعينني.. عقلي الباطن كان يحمي نفسه، ويخلق لي نوعاً من التوازن من أجل أن أستمر.
تختلف حكاية علياء عن حكاية جمال، فعلياء ولدت في النرويج، وتبلغ الآن التاسعة عشرة من عمرها، وهي ترى العراق للمرة الأولى.. تقول؛ أنها ترغب في التكيف، لكن هذا الأمر صعب عليها، فهي قد عاشت هناك في بلاد الثلج والتقاليد المفتوحة، وتشربت شكل الحياة الذي لم تخبر غيره، وصارت لها أمكنتها الأليفة.. تقول؛ أن أباها وأمها كانا يذكِّرانها دوماً بوطنها الذي هو أنقى وأحلى. (( هل هو أنقى وأحلى؟ )).. تضحك وتقول؛ هو وطني على أية حال، وإذا كنا جادين حقاً فسنجعلها أنقى وأحلى.

المنفى.. القدر الكئيب
يقول لنا إدوارد سعيد إن "المنفى هو أحد أكثر الأقدار مدعاة للكآبة" بعدما عاش تلك الحالة الوسطية التي تحدث عنها مراراً بين كونك خارج مكانك ولا تستطيع أن تقطع صلتك به، وبين ارتباطك بالمكان الآخر الذي تتحمل العيش فيه مع "الأمور العديدة التي تذكرك بأنك في المنفى، وبأن موطنك بالفعل ليس بعيداً جداً.." وقد رأى سعيد في عيش المثقف في المنفى المثال الذي ينبغي له أن يضعه نصب عينيه عندما تغويه، بل وتغدق عليه وتغمره مكافآت التكيف والأمّعية والركون.. وكما يقول "حتى وإن لم يكن المرء من المهاجرين أو المغتربين الفعليين، يبقى في إمكانه أن يفكر كما يفكر الواحد منهم، وأن يتخيل ويتحقق برغم الحواجز، وأن يبتعد دوماً عن السلطات الممركزة قاصداً الهوامش، حيث ترى أموراً لا تقدِّرها عادة عقول لم تسافر أبداً أبعد من المتعارف والمريح".
هذا الاقتباس من سعيد ينبهنا إلى حقيقة أن المنفى تجربة ثقافية وحضارية خاصة، توفر أرضية من نوع فريد لنشوء مثقفين ( خارج أمكنتهم ).. أدورنو الذي يتكلم عنه سعيد، ورفائيل ألبرتي وبونويل ونيرودا وجبران خليل جبران وحتى عبدالرحمن منيف.. وهؤلاء لا يذكرهم سعيد، على الأقل في هذا المقام، فضلاً عن سعيد نفسه. وقد لخّص خبرة المنفى، وسطـوة الحنين ـ غير الرومانسي ـ في سرد مضاد لتاريخه المغتصب.. سرد، لابد أن يثير حفيظة أولئك الذين ينكرون على أمثال سعيد، الشرقي، أن يمثِّل نفسه، لأنهم يظنونه، عاجزاً عن فعل التمثيل هذا.
إن التواطؤ مع المكان الجديد ليس خيانة للمكان القديم، وقد يكون المكان الجديد مناسبة لإعادة اكتشاف المكان القديم، ومن خلاله الذات في العالم، وفي مواجهة العالم.

مكان ثالث؛
(( أنا جنوب يحن إلى الشمال.. )).
هكذا صرخ مصطفى سعيد بطل رواية الطيب صالح ( موسم الهجرة إلى الشمال ) وهو يكابد من أجل الانسجام مع تجربة الهجنة التي صيرته ومزقته في آن معاً، وأعطته هويته المركبة التي لم يتحمل عبئها.. أن يكون هنا وهناك، رسولاً مزدوجاً يمثل الجهات كلها.
تحدث أمين معلوف في كتابه ( الهويات القاتلة ) عن الهوية المركبة.. عن الانتماء إلى أكثر من حضارة وثقافة ومكان وزمان.. عن الهجنة المثمرة التي تجعل من الإنسان رسولاً للمحبة والسلام بين عالمين وحضارتين، تفاعلا وتصارعا.. التقيا وافترقا، ومازالا، يتوجس أحدهما من الآخر ويرهبه.. يحبه ويحقد عليه، كما كان حال مصطفى سعيد، الذي سيترك تجربته المحبطة في غزو الغرب (( أنني جئتكم غازياً )) ليعود إلى قرية على ضفاف النيل في بلده السودان، ويواجه مصيره القدري.. أن يغرق في فيضان النهر الخالد.
هل حنَّ مصطفى سعيد فعلاً إلى الغرب بعد مغادرته له؟ هل راودته فكرة العودة ثانية إلى العاصمة المتروبولية؟ هل كان يبحث عن تفاهم مستحيل بين عالمين لا يشبه أحدهما الآخر في أشياء كثيرة؟.
ربما عليّ أن ابحث عن مكان ثالث.. تقول فاتن ـ عاشت في لندن ثمانية عشر عاماً ـ تضحك وتضيف؛ نكتة، أليس كذلك؟! لم أتخلص قط، وعلى الرغم من مرور، هذه المدة كلها، من شعور الغربة.. حتى وإن لم يكن هناك من يحسسك بأنك غريب.. حتى وإن كان القانون يحميك ويكفل لك مستوى لائقاً من العيش.. تنخرط في لجة الحياة، ولكن في لحظة اختلاء مع النفس.. يضغط عليك الشعور بأنك لست من هنا، وإن لك بلداً آخر بعيداً، لا تستطيع الوصول إليه، لكنه بلدك.. رحل صدام وجئنا، لكننا فوجئنا بالخراب الحاصل.. خراب في العمران، وخراب في نفوس بعض الناس. وبصراحة، أشعر أنني غريبة هاهنا أيضاً.. النكهة القديمة لم أجدها، والصورة التي في الذاكرة لم أعثر عليها.. أنا مرتبكة وحزينة وغاضبة وحائرة.. هل عليّ أن أبقى أم أعود إلى حيث كنت، أم أبحث لشيخوختي عن مكان ثالث؟. إذن لم أكن أمزح.

بين برد القطب وحر العراق
أنا أحب بلدي، لا شك.. أحبه جداً، ولكني لا أستطيع أن أخاطر بحياة عائلتي ومستقبلها وأجيء بهم، الآن، إلى العراق.
هذا ما تقوله سهيلة. ع بتأكيد مفعم بالأسف، وتضيف؛
ـ هناك نعيش بمستوى لائق.. نمتلك شقة فاخرة، وضماناً صحياً، وفرصة ممتازة لتعليم الأولاد، ودخلاً يجعلنا إلى حد كبير في بحبوحة. وإذا ما قررنا العودة إلى العراق، فماذا نفعل فيه، بلا بيت.. بلا عمل مضمون.. بلا دخل جيد.. بلا أمن أو أمان.
هناك، في السويد، تفضل سهيلة برد القطب القارص الذي يمكن التكيف معه تقنياً، على حر العراق وغباره اللذان يصعب التعامل معهما في غياب الكهرباء.
وعلى عكس سهيلة بدأ عماد. م إجراءات عودته منذ اليوم الثاني لسقوط النظام، ووصل البلاد بعد أسابيع قليلة.. جاء عماد على الرغم من أنه لا يدري، على وجه التحديد، ما الذي ينبغي عليه أن يفعله.. قام بتأجير دار متواضعة، وراح يبحث عن فرصة عمل ( هو الطبيب المختص بأمراض الأطفال )، وزج نفسه كلياً في تأسيس قواعد المجتمع المدني في مدينته من خلال جمعية تقول يافطتها أنها لحقوق الإنسان، وجمع حوله لفيفاً من المثقفين، وأصدر نشرة متواضعة في إخراجها، هدفه منها تعميم وترسيخ مفاهيم جديدة لعراق جديد.. وعلى الرغم من صعوبة العيش، حيث لم يعثر على فرصة عمل مناسبة بعد، وعلى الرغم من التهديدات التي تلقاها من مجهولين، يصفهم بالفاشست وأعداء الديمقراطية، وعلى الرغم من عبوة ناسفة وضعوها أمام منزله، وأبطل مفعولها رجال الدفاع المدني، إلاّ أنه يبقى يعمل على ملفات المنتهكة حقوقهم حتى ساعات متأخرة من الليل، أو يجلس أمام جهاز الكومبيوتر ليكتب ويصمم نشرته عن حقوق الإنسان، هو الذي يبحث عن حقوقه الضائعة منذ أكثر من ربع قرن.

اللغة المشتركة.. القدر المشترك
قد يمزقك المنفى، أو يوحدك مع العالم، ويوحِّد العالم فيك.. لم يتحمل باسترناك منفاه في البرازيل، فانتحر، وكان قد تقدم برجاء صادق إلى خروشوف.
ـ أرجوك، لا تتخذ هذا القرار..
ولكن باسترناك وجد نفسه على الرغم من إرادته بعيداً عن روسياه، ولم يستطع قط أن يتواءم مع اشتراطات المنفى، على عكس سولجنستين مثلاً أو كونديرا.. وفي حالة كونديرا نلمس ذلك التجسير الخفي بين مكانين يشتبكان بحدودهما داخل إبداعه الروائي ( التشيك وفرنسا )، وقطعاً، داخل نفسه وعقله وروحه أيضاً.
معقدة، لا شك، تلك الخريطة التي يخلّفها المنفى في النفس والعقل والروح.. خطوط تمتد وتتداخل00 عوالم تتشابك.. قوى تتجاذب وتتنافر.. رؤى وأفكار وتخيلات تلتم وتتوزع في كل اتجاه00 وتلبث ثمة فجوة تشطر الروح، تتصادى عبرها أنين الوحشة وفحيح الكابوس. لكن المنفي الحقيقي هو الذي يعود والعالم طي إهابه أرحب وأنقى00 قد يفقد أشياء، وتتكسر في دخيلته أشياء، بيد أنه يكون قد عثر على أشياء ما كان بإمكانه العثور عليها لو لم يخض تجربة المنفى، وتلك هي جائزته. ومن تلك الأشياء تعرّفه على الأرض المشتركة، واللغة المشتركة، والقدر المشترك بين هؤلاء وأولئك.. بين الأنا والآخر.. بين القاطنين هنا، والقاطنين هناك.
بعد الحادي عشر من أيلول/ 2001 لم يعد هذا العالم مكاناً طيباً للعيش.. هذا ما قاله الروائي نيبول ـ الحائز على جائزة نوبل للآداب ـ وقبل ذلك كان هنتنغتون قد نشر كتابه ( صراع الحضارات ) ليشكك ويطيح بممكنات التفاهم البشري من أجل سلام العالم وازدهاره، لأن تأكيد أن الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا كما أقر شبنغلر قبل عقود بقي افتراضاً تعززه الوقائع بدلاً من أن تفنده.
واليوم، والكرة الأرضية تتململ على قرني ثور هائج يثيره سوء الفهم واللاتسامح واللاعدالة والإرهاب والحروب يخيم الإحباط على العقول والنفوس والأرواح، فهل سيكون المنفيون جسور تواصل وتفاهم ورسل سلام ومحبة بين الأمكنة والأزمنة والثقافات والبشر.. بين أعباء التاريخ وملابسات الحاضر وتحديات المستقبل.. بين المختلفة لغاتهم ومعتقداتهم وقيمهم وألوانهم؟. هل سينجح المنفيون العائدون الذين يحملون، فضلاً عن اعتزازهم بأوطانهم، في ذواتهم، الامتنان والشعور بالجميل للأمكنة التي احتضنتهم، وحمتهم من الأذى والضياع.. هل سينجحون حيث فشل الساسة والعسكر والتجار، وحيث لم ينجح الإعلاميون، والعاملون في المنظمات الإنسانية الدولية والسفراء، والمغامرون والمبعوثون ودعاة السلام؟.

(التحقيق الثقافي هذا فاز في مسابقات الملتقى الثقافي العراقي الأول الذي عقد في بغداد نهاية سبتمبر)