بعد ست سنوات من تاريخ صدور مجموعتها الشعرية الثانية "خجل الياقوت " وقرابة تسع سنوات من تاريخ صدور مجموعتها الشهيرة الأولى "أنثى الماء"، صدر منذ أيام قليلة للشاعرة التونسية آمال موسى عملها الثالث بعنوان " يؤنثني مرتين" غلاف هذه المجموعة مستوحى من إحدى لوحات سلفادور دالي، في حين أن حجمها من النوع المتوسط ( 33 صفحة ) .وقد بوبت الشاعرة قصائدها على جزئيين اثنين:
-الجزء الأول عنوانه : "روح أوركسترالية" ويتضمن القصائد التالية :
وفي نفسي وقعت / بياض يزهو بالملائكة / توحد / العيش بثلاثة عناصر / سكارى الصحو / الرب يملأني بذرة حب / أنثى يخبئ فيها الماء / نشيد الرغبة / لا فارس يليق بصلواتك غير الله / كائنات في منطقة الداخل / قدر مؤنث / آدم الصغير/ لغة النفس / مفتوحة على مصارعي / الأنوثة الكبرى في حالة سكر/ مريده تعدت كل اللذات /
-الجزء الثاني بعنوان : "الجسد نص اللذة" ويتضمن هذه القصائد :
خدعة / يؤنثني مرتين / النوم على حافة الركح / غرفة في شكل تفاحة / ذراع تثير الشتاء/ قلال تملأ السراب / هيئة الماء / الشجن / ياليتني كنت زجاجا/ المعنى / الحب / تطاول الأمكنة / المكان في الحقيقة / بيت الاستحمام المفضل / الحجب / مرايا الغياب/الماضي المستعمل/ الحياة الأولى / الطعام المتداول .
وقد جاء في هذه المجموعة الشعرية التي تتضمن 35 قصيدة والصادرة عن دار سراس للنشر بتونس فقرتين طويلتين لكل من الراحل محمود المسعدي، وأيضا الشاعر الإيطالي جوزيبي دي كونتي.
ويقول الإيطالي في فقرة مقتطفة من مقدمة طويلة وردت في ترجمة المجموعة الشعرية الأولى " أنثى الماء" إلى اللغة الايطالية :
"عندما أقرا قصائد آمال موسى ينتابني إحساس مربك . أجدني أمام غناء خالص وراق تسمه سهولة متمنعة . وهو يقوم على مادية العالم التي تذوب أو تلتبس بما هو روحي. في قصائد آمال موسى ندرك علاقة الواقعي بالروحي، وتداخلها في نسيج يتقدم بوصفه تعاليم رفيعة يلقنها الشرق لمجتمعاتنا التي لا زالت ديكارتية. كما تشع الرغبة في صور الصوف العتيقة ويشغل النزوع الايروتيكي في القصائد بوصفه فتقا فجائيا مثيرا يغذي دوما مسالك قصيرة إنها مسالك محجوبة ومسجورة حد الانهمار عشقا.
وبين تماس الجسدين يقوم " برزخ" في منحى ايروتيكي تحكمه موجهات روحية كما في كل الشعريات الممتدة من الغرب العربي إلى الهند، يتأسس بسرعة خاطفة يحتفظ بغموض متمنع عن الإخفاء، ويتغيا ما وراء الأجساد لملامسة المطلق الحافل بالصور الحسية التي يبلغ فيها الجسد مداه."

هذا مع العلم أنه تم تناول تجربة آمال موسى في كثير من المقالات النقدية، والأطروحات الجامعية وركزت معظم الكتابات على الطابع الأنثوي لقصائدها وتعمقها في عالم الذات و لغة الجسد، إضافة إلى البعد الصوفي الذي تقوم عليه قصائد كثرة من مجموعاتها الثلاث.
ولقد شاركت الشاعرة في عدة ملتقيات شعرية أوربية وعربية شملت كل من إسبانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمغرب ومصر وسوريا ولبنان وقطر وسلطنة عمان....