بقلم دانيال خارمس

ترجمة: صالح كاظم

1


كان بوشكين شاعرا اعتاد أن يكتب طيلة الوقت. ذات يوم التقى به زيكوفسكي أثناء إنشغاله بالكتابة وقال له بصوت مرتفع: quot;بوشكين أنت لست بكاتب!quot;
منذ تلك اللحظة شعر بوشكين بعاطفة شديدة نحو زيكوفسكي وصار يناديه منذ ذلك الوقت مدلعا إياه: زيكوفيي.

2
من المعروف أن بوشكين كان يعاني من إنعدام اللحية. ووصلت معاناته الى درجة انه أصبح يحسد زاخارين الذي كان على عكسه يمتلك لحية كثة. لذا كان بوشكين يردد بإستمرار: quot;لحيته تنمو ولحيتي لا تنمو.quot;مشيرا بسبابته الى زاخارين. وكان دائما محقا في ذلك.

3
في يوم ما خرب بيتروشيفسكي ساعته فأتصل ببوشكين طالبا منه المساعدة. جاء بوشكين وفحص ساعة بيتروشيفسكي ثم وضعها على الطاولة. سأله بيتروشيفسكي :quot;ما رأيك يا أخ بوشكين؟quot;
قال بوشكين:quot;ماكنة عاطلة!quot;

4
بعد أن أن أصيب بوشكين بكسر في ساقيه أضطر أن يستخدم العجلات للتنقل. وكان بعض الأصدقاء الذين يحبون مشاكسته يعيقون العجلات عن الحركة. غضب بوشكين وكتب قصائد يسخر فيها من أصدقائه سماها: quot;هجاءquot;.

5
قضى بوشكين أغلب وقته في صيف 1829 في الريف. كان يستيقظ مبكرا ويشرب جرة من حليب البقر الدافيء ثم يتجه نحو النهر ليستحم. وبعد أن يستحم في النهر كان بوشكين يستلقي على العشب وينام حتي الظهيرة. وبعد تناول وجبة الغداء كان بوشكبن يستلقي في الأرجوحة ليواصل النوم. وكان بوشكين، إذ يلتقي بفلاحين تفوح رائحتهم يهز رأسه تحية ويغلق أنفه بأصابعه. أما الفلاحون فكانوا ينحنون أمامه حتى تلمس رؤوسهم الأرض ويقولون: quot;لا بأس!quot;

6
كان بوشكين يحب رمي الحجر. وكلما كان يجد أمامه أحجارا كان يبدأ برميها في كافة الإتجاهات. وأحيانا كان يزداد حماسه بحيث كان وجهه يحمر وهو يقذف بالحجارة- أمر مقرف ببساطة.

7
كان لبوشكين أربعة اولاد أغبياء بلا إستثناء. وكان واحد منهم لا يتمكن من البقاء جالسا على الكرسي بل يسقط بإستمرار على الأرض. ولأن بوشكين نفسه يجد صعوبة كبيرة في الجلوس على الكرسي، كان هذا يؤدي أحيانا الى المشهد الطريف التالي: يجلس الجميع على المائدة. من جهة منها يسقط بوشكين بإستمرار على الأرض، من الجهة الأخرى يسقط ابنه
.

للاطلاع على حياة خارمس انقر هنا

واقرأ أيضا:

ذئاب تحت الراية الحمراء (2): النصوص