شعاع القاطي منالكويت: مثلما ان للسلاح دورا مصيريا في الحروب فان للكلمة واللحن والريشة دورا ربما لا يرجح كفة على اخرى ولكن دوره مؤثر في التعبير عن القضايا والماسي الانسانية التي تصاحب الحروب . ولا ادل على تلك الماسي الانسانية اكبر وقع مما يجري في لبنان هذه الايام والذي تتناقله وسائل الاعلام كافة كل بطريقتها وحسب ما يتفق مع اهدافها ولكنها تلتقي كلها عند حقيقة واحدة وهي ان المدنيون هم الضحية الكبرى .
واتفق مثقفون كويتيون في لقاءات مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) على اهمية ان يكون للمثقف دور يتسم بالحيادية وبالسمو على ردود الافعال الانية ليستطيع ايصال رسالته التي تتفق مع دوره في المجتمع وبما يتناسب مع مختلف القضايا السياسية. وقال امين عام رابطة الادباء عبدالله خلف ان quot; دور المثقف يجب ان يكون توجيهي اكثر ومختلفا عن دور السياسي لان الادوار السياسية متلونة تختلف من وقت لاخر ولا تتناسب مع دور المثقفين quot;. واوضح ان القضايا السياسية ومنها القضية الفلسطينية لها ابعاد كثيرة تفوق قضية الصراع العربي الاسرائيلي داخل الارض المحتلة لافتا الى انه على المثقف ان يسلط الاضواء على تلك الابعاد بعيدا عن الانفعالات على ان تكون له رؤية عميقة تختلف عن السياسيين . واكد خلف حرص المثقف الكويتي على المشاركة والتفاعل مع القضايا السياسية العربية مع التركيز على الجانب الانساني كجزء اساسي من مهمته مستذكرا في هذا السياق عدد من المشاركات المحلية التي تتناول القضايا السياسية كالقضية الفلسطينية ومنها كتابه بعنوان (ابعاد القضية الفلسطينية ) وكتاب الدكتور خليفة الوقيان (الشعر الكويتي في القضية العربية) غير انه عبر عن اسفه لابتعاد اطروحات المثقفين الحالية عن العمق والمسببات الحقيقية وراء الازمات وهو امر لا يجب ان تتصف به أي مشاركة للمثقف العربي بشكل خاص والمثقف بشكل عامquot; - وخلصت الاديبة فاطمه العلي من جانبها الى ان دور المثقف في الازمات السياسية هو quot;دور تنويري يستند على القراءات الحقيقية للازمات معتمدا بذلك المعطى الواقعي والتحليلي والموضوعي بعيدا عن القراءات العاطفية للاحداث حتى تنطفيء جذوات العاطفة في التعامل مع الازمات السياسيةquot;.
ورأت ان دور المثقف المحلي في النظر الى الازمات السياسية هو بعدم الانسياق وراء المعطى العاطفي للازمة وان ينظر بنظرة متساوية بين اطراف الازمة بعيدا عن التخندق وراء موقف قومي او عرقي او ديني او مذهبي. وتابعت quot;يجب على المثقف ان ينظر الى الازمة نظرة انسانية شاملة لان المثقف هو من يسمو ويتسامى فوق هذه المفاهيم الضيقة وبذلك يحقق مفهوم المثقف المستنير الفاعل اما التخندق وراء هذه المفاهيم يجعله اسير لثقافة محصورة.
وقال الفنان عبد العزيز الحداد ان quot;رد فعل الفنان لا يجب ان يكون مرتبطا بلحظة حدوث الحدث وانما رد فعله تراكمي يستند على الالمام بتفاصيل الموضوع واحتواء للحدث وعرضه للجمهور بشكل متكامل يصل الى حد الفلسفة quot;. وانتقد الحداد ضعف المتلقي العربي الذي قال ان تفاعله يقتصر على التفاعل الاني مع الاحداث بحيث ينتهي بانتهاء الحدث او بعد مضي وقت من الزمن عليه لافتا الى ان الصراع الموجود بين الحكومات العربية ينعكس سلبا على الفنان.
وبين ان المعطيات الحالية تحد من دور المثقف في التعامل مع الازمات السياسية التي تتطلب منه تفاعلا خاصا يختلف عن تفاعل الاعلاميين الذين يلتزمون وجهات نظر مؤسساتهم الاعلامية او وفق قناعاتهم الشخصية.
وتساءل quot;الى من اتوجه برسالتي في ظل محطات فضائية غير اخبارية بعيدة عن الاوضاع السياسية وما يحدث على الساحة العربية تحديدا فضلا عن تفاعل آني من الجمهور quot;.
اما الفنان التشكيلي فريد العلي فذكر ان quot; الفنان له دور كبير في مثل هذه الازمات خصوصا اذا كان فنان ذا رسالة حقيقية مستشهدا بتفاعل الفنانين التشكيليين مع احداث كوسوفو وجنوب لبنان وبنغلاديش والاعاصير والكوارث الطبيعية quot;. واشار الى ان الفنان يكون دوره من خلال توظيف اعماله للتعبير عن الازمات بالاضافة الى مساهمته المادية عن طريق بيع منتجاته واعماله الى الجمهور وتخصيص ريعها لصالح اطراف القضية الانسانية. وذكر انه بالرغم من اهمية سلاح الثقافة وخطورته اكثر من أي دبابة او قنبلة الا ان دور الثقافة والمثقفين محدود في هذا الجانب معللا ذلك بالاحباطات التي يشعر بها المثقف العربي في الدول العربية. وفسر ذلك بقوله quot;الثقافة لا تحظى بالاهتمام الكافي من قبل المسؤولين العرب لاسباب لا نعرفها مشيرا الى ان هذا الضعف في الاهتمام انعكس سلبا على دور المثقفين الذين لا يزال دورهم وتاثيرهم في المجتمع محدود رغم بعض الانجازات التي يقومون بها quot;.