قد يحيلك السؤال إلى مربع الارتباك
ويقضى على التماسك الهش
دون أن يحظى بأدنى جواب،
السؤال الذي لا يتنازل عن دوره
في تعويم الأشياء، واصطحاب ما تبقى
لديك من فطنة طارئة،
سيظل يضرب في الجدوى ويشتعل بالمقاصد
ويستعين دائما بالضمور الحاصل في حوزة النوايا
والترهل المنتمى لخريف طائش.
السؤال الذي ينتاب أيامنا
لم يعد قادرا على فرض أجوبته العارية
فيسقط حاملا شظاياه كزجاج متكسر
يؤجل بريقه لحجر مسمى
ويتكاسل في الفراغ
دون أن يستدعى الأماكن الأكثر عرضة لاهتماماتنا
فيقترح الارتباك على شفاهنا
والضجيج على أسماعنا
والثمالة على كؤوسنا
والتقوى على تطرفنا.
السؤال من أين له كل هذا المزاج؟
الذي ينزلق أمامنا كقشرة موز تضحك
من ثباتنا الهش ومن جواب
نقيمه على فساد محتمل.


السؤال هو الأخر
الأخر الذي سيظل أكثر دهشة
من سفح معلق في الهواء
وجرار تصطحب الصحراء إلى شفا قطرة من نار
ورماد سيظفر باحتراقاتنا كلما يعترينا الذبول
وكلما يدق الارتباك إسفينه
في جدار الانتماء.