لا أحد في
المدينة الساحلية
كان يعرف إن كانتا
أختا وأخت
أم أما وبنت
أم خالة وابنة أخت
أم عمة وابنة أخ
أم جدة وابنة
ابن أو ابنة بنت
لكن رجال الميناء
جميعهم والقوادون
وبغايا منتصف الليل
ودوريات البوليس
يعرفون ان أميلة
وماكال ما كانتا
لتفترقان مهما
اشترط الزبون
وأوغل في الدفع
لذلك ففي تلك
الليلة المشؤومة
ليلة الخامس من
سبتمبر العظيم عام
المد البحري الملعون
في تلك المدينة
الساحلية ابنة الكلب
بكل رضا قناعة
ذهبتا اليه...

كانت ماكال هي
الأكبر ولم تفهم أميلة
بأعوامها العشرين لماذا
يلوح الرجل داخل شقته
بألبوم الذكريات
وينثر الصور الملونة
هنا وهناك
تحت وابل الصرخات
بينما راحت الكبرى
تلملم بقايا المزق
والدموع من عينيها
تبلل الموكيت
السماوي الممدود..

لم يكن الوقت
كافيا أبدا
للثلاثة معا
ذلك الفجر اللعين

لم يكن لهما لتفهما
وهما ملتصقتان ببعض
على المقعد الوثير
لم هذا النصل
بين يديه بارد لامع
ولم يكن له ليفهم
كيف له أن يفصل
رأسيهما عن
الجسدين اللدنين
ببطء قاتل هادئ الأعصاب
إلا بعد فوات الأوان.

مراكش 2005