صورتها في الشمس وفي القمر،على الحـصير والجدار، في ساعتي وفي طين اللغة،على رمل وقتي وفي محبرتي،على كل صارية لي وبساط، في أكواخ القرى وتحت سؤالي، في قلمي وفي ورقي، في بيتي وفي صحرائي، منها اختبأت ُ وأغلقت ُ النهار، في حضوري المكسور جمعت ُ رمادها، وضعته ُ في قارورة ودفنته ُ، دفنته ُ فأحمرت المرآة في عيني، قرأت ُ كتابها فنعستُ.شربت ُ فحيح حياتها، للأفعى والغراب.. في الحديقة تركت ُ أعشابها، اتكأت ُعلى ارث كوارثها،زيــّفت ُالغصون ولم أهتد لجذروها،أنا ملاكها نعس الكتاب بين طياتي فنمت ُ،اختفيت ُفي أشجارها، في أخطاء قلبها، في خوفها،دخلت ُ كهفها ونمت ُ، يحطيني صمت ُ كلامها، وبجرائمي على الشاشات أحيطـُها، سوّرتـُها بأسلاكي الشائكة،رسمتـُها ومحوتـُها من على سطح الحياة، قيدتـُها بنخيلها وضجة أنهارها،أقفلت ُعيونها الدامعة،وبلهجتها سحت ُ أنا ملاكـُها اعبر ُها قرية ً،قرية ًحاملا كتابها، ملكة الحروب اغتلتـُها،فخخـّـتـُها ومضيت ُ أنتظرُ نعاس كتابها،منها جرفت ُ قريتي، وضعت ُ تحت العجلات أطفالها، هي وجحيمها تلتف ُ حولي، سكبتـُها في ساحة الحرب،وصببت ُ الزيت على نارها، نسختـُها ومسختـُها في قلبي،نسيتـُها تلتهب، أنا ملاكها نعس الكتاب بين طياتي فنمت ُ، أحجارها الكريمة كثيرة فذبحتُ نسر حياتها، سكتّ ُعلى تقطيع أوصالها،تنفست ُ دخان دمها، نثرت ُشظايا لحمها، سررت ُ بإبادتها، حفرت ُ مقابرها،اجتذبت ُ ذئابها، كتبتُ ملخص موتها، قبل إنجازه استبد بي النعاس، ليس أمامي خيار في حياة قفلتـْها مفاتيح ُالخرافة، قفلتْ علي ّ بابها، مصيبة خفيـّـة تحت ثيابها، بلادي اسود كتابها.
فتيـّة كبروا في ساحة الكهف،نكرات شربوا دم النسيان....نسوا الأرامل والأطفال،الرياح والأشجار،الكلمات والكواكب،الشهوروالأحلام، أذعنوا للجنون، ساروا على أطراف السماء، تركوا آثارهم : اللحى،والمحابس، والمسابح، والأقفال، وإشارات أصابعهم في الهواء، دخلوا حفرة في السماء،ناموا سنين ففرّت ْ من قلوبهم الطير، قيل : سبعة هم أوخمسة أو ثلاثة أو الكلب.
عثرت ُ على أوراقهم، لا أحد ٌ كان يتلطف، ولم يمش على جروف الحذر،لم تكن دموعهم نجوما، ولا محابر عندهم للأمل، لبثوا في حفرتهم الى الأبد ولم يكن معهم الكلب أو الطير.
أنا ملاك البلاد أجتزتـُها قرية ً، قرية ً، حتى جاءت عاصفة ٌسوداء على مخبأي، لم تكن أجنحتي مستسلمة، أمطرها بذوري، أمطر ُروحها على بلاد النار، بأمل عنيد أرفرف ُ وأمطر،أرفرف وأمطر فوق أغصان الشك، تتوقف النار و تبرد، فيختفي ولم يفض كتابها الأسود.


القصيدة من كتاب quot;رفيف أجنحة الملاكquot; المكتوب إلى أبي السهر وردي - قصائد نثر. نشرت من هذا الكتاب ثلاث قصائد في موقع quot;عراقيونquot; قبل سنة.