الوسيط لم يكن سوى (الانترنت)
انتقل نص مسرحي لكاتب سعودي شاب من شرقي السعودية إلى أقصى غرب العالم العربي في المغرب حين عرضته فرقة (الأمل) المسرحية مؤخراً...الانترنت كان الوسيط لهذه الانتقالة التي مكنت هذا النص وعنوانه (المزبلة الفاضلة) من الحياة في مكان آخر وعن طريق شركاء لم يلتق بهم الكاتب بقدر ما كان لقاؤهم به عبر النص وعبر (النت).
حول هذا اللقاء الذي وفرته صدفة (النت) يقول مخرج المسرحية الفنان المغربي عبدالواحد الخلفي: المسرحية عرضت خلال الاقصائيات الوطنية لمسرح الشباب المنظمة بالرباط وقد سبق ذلك عرض تجريبي وما زلنا نبحث في سبيل الرقي بها خصوصاً وأنها قد خلفت آثارا ايجابية عند عرضها.. الخلفي يقول إنه حاول الاعتماد على الكوميديا السوداء البعيدة عن التهريج المجاني وكذلك كوميديا (ديلارتي) وكوميديا المواقف خصوصا وان النص مشحون بالإشارات
أما عن أختيار النص فقد تدخلت الصدفة فيه كما يرى الخلفي..الذي يضيف:عندما كنت ابحث في الانترنت عن بعض النصوص المسرحية اجتذبني عنوان المسرحية وعرضته على باقي أعضاء الفرقة لكي نشتغل عليه ولم تكن أي فكرة لكي أخرجه لكن أصدقائي ومخرج الفرقة "د.صوصي علوي محمد هاشم" اقترحوا علي أن أخرجه وبفضل إصرارهم وتشجيعهم قررت خوض هذه التجربة.
حكاية المزبلة الفاضلة
يقول مؤلف المسرحية الكاتب عباس الحايك تدور حكاية النص في مزبلة اختارها أربعة منبوذين من عالم لا ينتمون إليه وطناً لهم، وطناً يهبهم الحرية بعد أن مُنعوها خارجها، ولكن حتى في هذا الوطن المفترض يواجهون صراعاً مع الزبال الذي يرى أن له الحق في ملكية كل ما تحتويه المزبلة، وقد تكون بأبسط تعبير هي حكاية امتنا التي تعيش على ما يفضل من الآخرين، أمة مستهلكة، لا تملك حق الخيار.
في البداية كانت لي نية أن أخرج العمل بنفسي إلا أن ظروفاً منعت، فأخرجها الفنان ماهر الغانم وشارك بها في مسابقة المسرح المفتوح للعروض القصيرة في دورتها الثانية بالدمام، وحصل العرض على معظم جوائز المسابقة بما فيها جائزة التأليف المسرحي.
وبعد نشرها في موقع (مسرحيون) تبنتها فرقة الأمل المغربية وعرضتها في عدد من المهرجانات المغربية المحلية.
وعما يعنيه ذلك يقول الحايك: أجدها فرصة تفتح لي أبواباً وتوفر علي زمناً وجهداً، فالوصول إلى المغرب وإلى دول عربية أخرى هوطموح تحقق، ويدفعني للعمل أكثر وتجاوز الأخطاء وتطوير أدوات الكتابة عندي، كما أنها دلالة على أننا يمكن أن ننجز حتى ولولم يتوفر المناخ الملائم.
ويشير الحايك إلى أن النص سينفذ في الكويت من إخراج علي المذن وسيشارك به في مهرجان مسرح الشباب.
انطلق مسرحي من المسجد!
الحايك يرى أن علاقته بالمسرح ذات أساس ديني وهويقول:
بدايتي مع المسرح كانت من منطلق ديني، فحين مارسته حولته إلى فعالية لا تختلف عن الخطبة أوممارسة دينية أخرى، كونت فرقة وكتبت نصوصاً وأخرجت مسرحيات، ومن المسجد انطلقت، لأنفتح على عالم مختلف وأوسع، قرأت نصوصاً لكتاب عرب وأجانب، تلمست طريقي إلى نصوص سعد الله ونوس، قرأتها كلها فمررت على مراحل الكتابة عنده، وقرأت لتوفيق الحكيم ويوسف إدريس ويوسف العاني، وغيرهم، وقرأت ليونسكووبيكيت وبريخت وموليير وغيرهم.
كانت بدايتي الحقيقية فوزي بالمركز الأول بجائزة الشارقة للإبداع العربي- الإصدار الأول في 2001م، عن نص (فصول من عذابات الشيخ أحمد) وحكايته تدور إبان الإحتلال البرتغالي للخليج، فهذا الفوز افرز عن كتاب أصدرته دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وعن عرض افتتاح في مهرجان أيام الشارقة 2002م، واعده للمسرح قاسم محمد وأخرجه لمسرح الشارقة الوطني الفنان حسن رجب.
شاركت بالمزبلة الفاضلة في مسابقة المسرح المفتوح للعروض القصيرة بالدمام، ومن ثم بمسرحية (المعلقون) في مهرجان الكويت المسرحي السابع 2004م، وأخرجه خالد المفيدي لجامعة الكويت، كما قدم كمشروع تخرج لدورة إعداد الممثل التي نفذها فرع الجمعية العربية للثقافة والفنون بالدمام 2005م واخرجها المسرحي السوري غسان الدبس.
عباس المنهمك بالمسرح يكتب النص المسرحي والقصة القصيرة، ومنشغل بالنقد المسرحي، وله مشاركات صحفية في عدد من الصحف المحلية والعربية، كما يعمل محرراً متعاوناً في القسم الثقافي لجريدة (اليوم).
وهويضيف:أبحث في كتابتي عن معنىً جديداً للوجود، أتجاوز فيه السائد والنمطي، أستلهم شخوصاً من الحياة ممن يمرون ويعلقون في الذاكرة، فتعودي على مراقبة الناس حولي وتحليل تراكيبهم وتصرفاتهم أعطاني نوعاً من الغنى في البشر الذين أكتبهم، شخوصي أحاول أن أتجرد منها ولا أسلط عليها أحكامي الخاصة المنطلقة من شخصيتي.. أحاول أن أكتب ما لم يكتب إن استطعت.
فرقة الأمل
يذكر أن فرقة الأمل المسرحي هي فرقة هاوية مغربية تتكون من شباب مهووس بالمسرح حتى النخاع (كما يقول المخرج الخلفي) وقد تأسست في مارس سنة 1977 بمدينة تمارة التي تبعد عن العاصمة الرباط بحوالي 12 كيلومتر جنوبا ، وهي فرقة كونت منذ تأسيسها ممثلين وتقنيين ومخرجين إضافة إلى تنظيمها سنويا مهرجانا وطنيا لاغاني وموسيقى وإبداعات الشباب الذي بلغ دورته12هذه السنة
ومن ابرز العروض التي قدمتها الفرقة:
مسرحية: امرؤ القيس في باريس تاليف: الكاتب المغربي عبد الكريم برشيد سينوغرافيا واخراج: صوصي علوي محمد هاشم2001.
مسرحية: لعبة مسرحية: تاليف الكاتب السوري وليد اخلاصي سينوغرافيا واخلراج: صوصي علوي محمد هاشم2003
مسرحية: المخرج لتوفيق الحكيم ، سينوغرافيا واخراج صوصي علوي محمد هاشم2004
مسرحية: المزبلة الفاضلة تاليف الكاتب السعودي عباس احمد الحايك.
سينوغرافيا: محمد توبة. إخراج: عبد الواحد الخلفي.2005
إضافة إلى عدة مشاركات مع فرق أجنبية مقيمة بالمغرب كعرض مسرحي مشترك مع فرقة المانية وآخر مع فرقة أمريكية.
ويرى الخلفي أن المسرح المغربي غني بالإبداعات خصوصا وأن هناك فرق عديدة عبر المغرب منها المحترفة والهاوية والشابة والتي تشتغل على مسرح الطفل.. إلا أن المشكل هو الدعم المادي الغير الكافي إن لم نقل المنعدم !!




التعليقات