إذا كان الشاعر والروائي عبد اللطيف اللعبي انشغل لفترة بالشعر وترجمته على السواء، إلى هاجس الرواية، فإنه في إصداراته الحالية أولى القيمة لفن المسرح أساسا، وذلك بالتركيز على القيم السائدة والمتداولة في الراهن.. ومن هذه نجد: التسامح والتعدد الثقافي والفكري..إذا ما ألمحنا إلى كون ترسيخ مجتمع مدني قوي وفاعل يشترط في نفس الآن النهضة بمثل هذه القيم، كي تتحقق الصورة المطلوبة في ظل تحولات علمية ومعرفية كما ديمقراطية.. في هذا السياق جاءت المسرحيتان: تمارين في التسامح وقاضي الظل.. وهما معا من ترجمة القاصة quot;الزهرة رميج quot;..

يقول الناقد والباحث quot; عثماني الميلود quot; عن التجربة الأولى:
مسرحية تمارين في التسامح هي تمارين للتعايش والقبول بالآخر أيا كان هذا الآخر، ومهما كانت إسناداته الثقافية والنفسية.. تمارين تمارس وفق روح سقراطية تتعرف فيها الذوات وسياقاتها على ما يجمعها بدل أن تبلغ في الذي يشتتها..فرامبو تتعرف على حكايات شهرزاد، وشهرزاد تتعرف على صورها في مغامرات رامبو وأهوائه وصبواته..
وأما عن المسرحية الثانية قاضي الطل، فنقرأ:
يرسم الشاعر المتميز عبد اللطيف اللعبي في هذه المسرحية عوالم يحتاج قارؤها إلى مدونة ذهنية ليمر من الحلم إلى الحقيقة ومن المجرد إلى المحسوس، ومن المعقل إلى اللامعقول، ومن الواقع إلى الخيال، ومن المقدس إلى الدنيوي..
إن التجربتين معا بمثابة إضافة إلى حركة المسرح العربي ككل.. ولقد صدرتا عن المركز الثقافي العربي: الدار البيضاء / بيروت..