غزة - علي أبو خطاب: تستمر على خشبة مسرح مركز هولست الثقافي عروض مسرحية quot;اعرف حدودكquot; التي تقدمها فرقة تجريب/ مسرح المشاهد بتمويل من المركز التابع لبلدية غزة. المسرحية هي رؤية جديدة لمسرحية quot;أنت حرquot; للكاتب المصري لينين الرملي، تمثيل: يوسف أبو الخير، علاء القيشاوي، سماح الشيخ، محمد العر، وافي صبح، محمد الحسنات،وسيم الهندي ،ألاء الزعيم،محمد عنتر، فني إضاءة: طارق الشوا، فني صوت: وائل معروف، ديكور: حسام البايض، زياد خضر، كرم شاهين، مخرج مساعد محمد الحسنات، مخرج منفذ إبراهيم سلمان، والمؤثرات من مختارات عالمية. والمسرحية رؤية وإخراج المخرج الشاب عصام شاهين.

سيرة حياة (حرية)
في بداية العمل يخبرنا الممثلون أنهم سيحكون لنا قصة من واقع مجتمعنا quot;لشخص عادي جداً أراد أن يعيش بحريةquot; ويعقبون على قصته قبل أن تبدأ quot;حرية من وجهة نظره هو وحدهquot;، وتبدأ القصة من لحظة ميلاده بلوحات متعاقبة حيث لم تقفل ستارة ولم تقسم المشاهد كما هو معتاد، كما يدمج الممثلون بين الحوار الأصلي في مخاطبتهم لبعضهم البعض، وبين التفاعل مع الجمهور والتخاطب معه وأخذ رأيه. اللوحة الأولى تتناول الميلاد الغريب لبطل القصة الذي كان متمرداً منذ كان جنيناً فيرفض الخروج للدنيا ويبقى في بطن أمه أكثر من عام، وحين أرادوا تصويره وهو جنين لمعرفة جنسه أدار لهم ظهره، وفي المرة التالية انفجر الجهاز التلفزيوني، ولما قرر الخروج نزل بظهره وصفع والده. تتوالى بعد ذلك الصدامات بين الأب وابنه الذي لا يكف عن التساؤل الوجودي الذي لا يعرف الوالدان المختلفان دوماً كيف يجيبان على أسئلته مثل: quot;مين أناquot;، quot;ليش نعيش ما دام حنموتquot;، quot;إيش هي السحاب، وإيش اللي جوّة النجوم، ووين بتروح الشمس كل يوم؟quot;..الخ، وحين يجيبانه على سؤال ينتقل لسؤال آخر في سلسلة لا تنتهي إلا بصراخ الأب أو تهرب الأم.
في اللوحة الثانية نراه مراهقاً في الثانوية العامة يسخر أن الأسلوب التقليدي في التربية والتعليم في المدارس ويتذمر من بعض ما يقرر في المناهج الدراسية، ويتحدى المدرس الذي لا يفقه شيئاً في مادته، ويفرق بين التلاميذ حسب المستوى الاقتصادي لهم ولا يرحم الطلبة، إلى أن يعاقبه المدرس بإذلال وإهانة وضرب، وهذا المدرس نموذج سيء للمدرسين فكما تقول إحدى الطلبة quot;طبعاً مش كل المدرسينquot;، ونلحظ أنه يرفض اسمه الذي يناديه به الجميع (عبد المأمور) وكأنه لا يحب أن يكون مأموراً من أحد، ويختار لنفسه اسماً مختصراً عن الاسم الحقيقي (عبود) يتمسك به حتى نهاية المسرحية. كما يرفض أن يكون quot;مفعولاً بهquot; أي مضروباً من المدرس الذي يطرده من الفصل في نهاية المشهد شر طردة، فيخاطب الطلبة الجمهور بالتساؤل quot;هو لازم ننذل وننهان عشان نتربى؟quot;
اللوحة الثالثة يقف فيها عبود على ما يشبه بلكونة أو شباك توازيه في الناحية المقابلة للمسرح بنت الجيران ويقف كل منهم يكلم نفسه عن حبه للآخر وكيف يحاول أن ينال إعجاب هذا الآخر بسذاجة وبساطة المراهقين في مثل هذه السن، فنجد الفتاة (سوزي) تتساءل: quot;يا ترى أنا حلوة؟quot; ونجد (عبود) يبلغ الجمهور بقراره quot;أنا لازم أربي شنبي عشان ما أبقاش ولد صغير في نظرهاquot;. ويقطع هذا المشهد الرومانسي ذا الإضاءة الخافتة صوت الأب ينادي على ابنه ليعرف إن كان يدرس أم لا، فتهرب بنت الجيران داخل الكواليس خوفاً من صوت الأب، الذي يدخل وتدخل معه الإضاءة ويتحول الديكور لغرفة (عبود). يصرّ والده على الاطلاع على الدفتر بحوزة (عبود) الذي يحاول إخفاءه عن الأب، لكن الأب يجبره على قراءته بصوت عالٍ مبرراً ذلك بقوله quot;أنا لازم أعرف إيش بدور في راسك لأنه من واجبي أحميك من الغلطquot;. ثم يكتشف الأب أسرار ابنه من حب بنت الجيران وتدخين السجائر وأخيراً عدم رغبته في أن يكون مثل والده في أي شيء مستقبلاً، ويدور عراك بسيط يؤكد فيه الوالد أنه quot;لسه شبابquot; وسيعرف كيف يربّي ولده من جديد، رغم تأوهه وآلامه التي تظهر عليه. وبعد انسحاب الأب يقول عبود أن والده يريده أن يكون طبيباً ليعلمه معنى الألم، أو محامياً ليذيقه طعم الظلم، أو ضابطاً لينصاع للأوامر وينهي اللوحة بقوله ساخراً متألماً: quot;تمام يا افندمquot;.
اللوحة الرابعة هي موعد العشاق المراهقين في حديقة الجندي المجهول الذي يؤدي دوره أحد الممثلين، والذي يركز المخرج على رمزيته العالية ومكانته في القلوب فيقول على لسان ممثلين يؤدون دور أشجار المكان: quot;الجندي مش صنم أو حجر، الجندي ذكرى عايشة في صدور البشرquot;. يعيش العاشقان لحظات جميلة يعد فيها (عبود) بحماية (سوزي) والتضحية من أجلها وذلك وسط تعليقات ساخرة من الممثلين المؤدين دور الديكور من أشجار وجندي مجهول، حتى يدخل فجأة أخ سوزي الضخم والذي يحاول عبود التفاهم معه دون جدوى، فتهرب الفتاة وينال عبود علقة ساخنة. وعلى إثر هذا تتزوج سوزي ويدور حوار أخير بينها وبين عبود تعترف فيه أن الظروف أقوى منها لكنه لا يقبل تبريرها ويقول أنه لن يسامحها أبداً وفجأة يدخل والده ليخبره أنه رسب في الثانوية العامة وكان سيضربه لولا وجودهم في الجندي، فييأس عبود من كل شيء ويقرر الانتحار، إلا أنهم يسعفوه في آخر لحظة. بعد ذلك يكمل تعليمه ويتخرج من الجامعة ويقرر الزواج.
اللوحة الخامسة تكون في بيت والد العروس ويدور نقاش حاد بين عبود وquot;الحما المنتظرquot; حيث يريد هذا الأب الذي يشبه والد عبود شكلاً ومضموناً أن يكسر حريته ويفرض عليه شروطاً عسيرة، حتى أنه يريد أن quot;يسمع الست (فيروز) ويحبها كمانquot; وهنا تثور ثائرة عبود وينفذ صبره ويطلب منه الحسم إن كان سيزوجه أم لا وهنا نكتشف المفاجأة فحماه لا يملك رأياً فكل الرأي للحماة.
اللوحة السادسة نرى فيها مشهد عرس عبود و(عزيزة) وحين يخلوان لبعضهما في غرفة النوم يظن أنهما أصبحا أحراراً لكنه يفاجأ بأشخاص يقتحمون خلوته وحين يذهبون ينخرط في نقاش مع زوجته محاولاً فيه أن يجعلها حرة تنال حقوقها كاملة بخلاف ما يحدث للمرأة في المجتمع، إلا أنها quot;فهم الحرية خطأquot;حسب رأيه ونراه هو نفسه يريد فرض رأيه باسم الحرية، وتبدأ الخلافات بينهما منذ اليوم الأول ويتبادلان الشتائم وتمضي السنوات وهم هكذا رغم حبهما لبعضهما حتى يأتي اليوم الذي يضربها فيه وتضربه هي أيضاً بدورها فيطلقها وتطلقه.
اللوحة السابعة هي في عمل (عبود) حيث نرى الموظفين على مكاتبهم دون عمل سوى حل الكلمات المتقاطعة رغم حضورهم المتأخر، ويدخل عبود مثلهم يريد طلب إجازة من المراقبة بعدة حيل إلا أنها تصده، فيقرر الشكوى للمدير من وضعه دون عمل فيوافقه زملاؤه ويحرضوه على ذلك، وعند المدير نجده يعطيه درساً أخلاقياً في عدم الفساد والنزاهة والشفافية المالية وعدم التعالي على الموظفين لأنهم زملاء له، وهذا طبعاً يملأ المدير حقداً عليه فيتآمر عليه بتقارير كاذبة من أنه يخطئ في حق زملائه وحين تحدث المواجهة معهم يشهدون ضده زوراً، فيشتمهم فعلاً، ويشتم المدير أيضاً الذي كتب ضده تقريراً كاذباً ادعى فيه تهجم عبود عليه، وهذا الموقف الظالم يستفز عبود ويجعله في حالة هيستيرية تقوده لمستشفى المجانين ظلماً.
اللوحة الأخيرة الثامنة تدور في مستشفى المجانين الذي يسبقه لوحة استعراضية سوداوية تنقسم لمرحلتين، الأولى تصور مأزقه بين ممثلين يلعبان به ثم المرحلة الثانية وهي هجوم المجانين الذين يحاول كل منهم نهشه شيئاً فشيئاً. ثم يدخل مع المجانين في حوار شائك يثبتون له بالمنطق أن الحر الحقيقي هو المجنون ويقولون له وللجمهور عبارة ذات مغزى quot;اعقل يا صاحبي وخيك مجنونquot; بل إن مبدؤهم هو quot;أنا أفكر إذن أنا مجنونquot; ويرون أنهم هم العقلاء في حين أن من هم خارج المستشفى هم من يحيون في عالم مجنون حيث الكذب والنفاق والفضول ومن يموتون بسبب مشاكل تافهة، وحيث الضعيف لا حول له ولا قوة، ويأكله القوي، يقول أحدهم quot;هذا ابن عيلة بنحط على الراس، هذا مالوش عيلة تحت الرجل بنداسquot;. ومما يزيد جمالية هذه اللوحة استعراض خفيف مع أغنية تصور العالم الغابة، وهي للكاتب المعروف أحمد فؤاد نجم تقول:
هَـم هَـم هَـم هَـم هَـم هَـم
غابة كلابها ديابة نازلين في الناس هَـم
واللي ينام في الغابةراح يتـّاكل هَـم
واللي يديّر وجهه في غمضة عين يتهـَم
هَـم هَـم هَـم هَـم هَـم هَـم
واللي يغيب عن جحره لأجل القوت والمـم
ينخان من ورا ظهرهأو يتاخد خـــَم
غابة بتاكل ميتةغابة بتشرب دم
هَـم هَـم هَـم هَـم هَـم هَـم
غابة كلابها ديابةنازلين في الناس هـَم
غابة وناسها غلابةخيخة لا ناب ولا فم
متّكلين على السلطةمتاكلين بالهـَم
هَـم هَـم هَـم هَـم هَـم هَـم
واحنا يا ملح الغابةهم يحرّك هم
واقفين وسط ديابةمش فاضين نهتم
فاهمين وبنتغابى يا عيني مش راضيين نلتم
هَـم هَـم هَـم هَـم هَـم هَـم
ثم يحاول المجانين إقناعه أنه هنا بإمكانه ممارسة حريته كما يشاء فتروق المسألة له ويقول لا ويصرخ بأعلى صوته، ثم يشكل المجانين ما يشبه مؤتمراً لاعتماده مجنوناً، نرى فيه رئيسهم يصرخ بأنه quot;لن نستنكر كما يستنكرون.. بل نستنكر بشدةquot; وفي هذا إدانة واضحة للصمت العربي، وحين يسأله أحدهم عن الاستنفار يرفضه الزعيم بشدة، بل يرفضه الجميع أيضاً. وفي ختام الجلسة يُعتمد عبود مجنوناً quot;بدرجة مقبولquot; فيفرح ويصعد المنصة ليقول كلمته الأخيرة للممثلين وللجمهور أيضاً quot;الحر هو اللي بيؤمن جوات أعماقه إنه حر حقيقيquot; وتتوالى آراء الممثلين/ المجانين في الحرية quot;الحر هو اللي بستغل حريته لإسعاد الآخرينquot;، quot;الحر هو اللي بتحرر من شهوته إنه يستعبد غيرهquot;.. ويختم الممثلون جميعاً المسرحية بصوت جماعي واحد quot;كلنا لازم نكون أحرار وكل واحد فينا بنقدر نقول له إنت حر، بس بشرط.. اعرف حدودكquot;.

حوارات مع فريق العمل
في حوارنا مع مخرج العمل عصام شاهين قال لنا: quot;أركز في عملي على فلسفة العمل الجماعي بروح الأسرة، وعلى الارتقاء بعقل المشاهد واحترامه وعدم خدش حيائه، ما فعلته في المسرحية هو محاولة للخروج بالمواطن من حالة الكبت لأنه من حقنا أن نحيا، نحن شعب يناضل -وليس جيش يحارب- بكل فئاته من طلبة وفنانين..الخ، والعمل هو مساهمة لتعزيز الحوار والديمقراطيةquot;.
المخرج المنفذ إبراهيم سلمان أخبرنا quot;أن العمل خرج بمستوى جيد وأحببته لأنني أحب العمل مع مخرج مجنون في عروضه المسرحية، وقد استفدت كمخرج منفذ من البساطة والتلقائية والصبر وروح العمل الجماعي والتواصل واستمرارية العطاء وغيره من أمور تعلمتها من المخرج وفريق العملquot;.
الممثل يوسف أبو الخير يقول: quot;تعبت كثيراً في المسرحية وقد بذل المخرج مجهوداً جباراً معي ومع الجميع عموماً، ومن يزرع يحصد، وقد كانت فرصة لشاب صاعد مثلي أن يمثل دوراً شبيهاً بالبطولة، فقد عوّدنا المخرج أننا كلنا أبطال العمل، نتمنى أن يحوز العرض إعجاب الجميع وأن تكون فكرتنا ورسالتنا قد وصلت كما أتمنى اهتمام الجهات الرسمية وغير الرسمية بشكل أكبر بالمسرحيين الشباب وذلك ليستمروا، فالدعم المسرحي ضعيف عموماًquot;.
الممثل علاء القيشاوي يرى أن المسرحية صرخة في حياته وفي المسرح الفلسطيني ويقول: quot;إن المسرحية تحوي جملة من الأحداث الواقعية والاجتماعية قد تكون مألوفة لكن المخرج يقدمها بشكل أعتبره طفرة مسرحية شكلاً ومضموناً، والحضور الكثيف كان أكبر شاهد على النجاح، إن هدفنا هو المشاهد فلا نستخف به ولكن نجعله يعيش معنا الحالة كأنه جزءاً منها، لكن دون أن ينسى أنه يشاهد مسرحية، مسرح المشاهد يستقطب حضوراً أكثر ونتمنى له المزيد من المعجبينquot;.
الممثلة سماح الشيخ قالت: quot;عملت مع هذا الفريق في أكثر من عمل ولمست تميزه وتميز مخرج العمل الذي أضاف إلى النص الأصلي الكثير، وأعترف بالمجهود الضخم الذي بذله الجميع كل حسب استطاعته حتى أن التعديلات كانت تُجرى لآخر لحظة قبل العرض، وذلك كله تقديراً للمشاهد الذي هو محور العمل الأساسي، ورغم أن موضوع المسرحية وهو الحرية موضوع شائك ونسبي إلا أني أعتقد أننا قدمنا بشكل مناسب على أٌقل تقدير والنقد لا يزيد العمل إلا رونقا، وكم لمست تحمس الجمهور وتفاعله معناً، لكن جهد الجميع لم يوازي التمويل الضعيف جداً ولا لوجستيات العمل كانت كافيةquot;.
الممثل وافي صبح يؤكد أن كل إنسان من ولادته حتى مماته يسعى للحرية ويضيف: quot;من الجميل أن يجد الإنسان حريته ويمارسها دون تعدٍ على حقوق الآخرين، وقد شعرت بجمال الحرية حين بدأت العمل بها فعلاً على خشبة المسرح حيث كنتُ في تعاملي مع المخرج وفريق العمل أتصرف بحرية، وقد أضاف لي هذا العمل الكثير لأنه يختلف عن أي عمل سابق وطبعاً كل عمل ناجح يضيف للممثل شيء، أنا سعيد بهذا الفريق وأعتبر المخرج أبي وصديقي وأخيquot;.
الممثل محمد العر يرى أن العمل كان جديداً بالنسبة له خاصة أنه كوميدي ويقول: quot;لقد وجدتُ المسرحية تخاطب جميع شرائح المجتمع وتناقش قضايا اجتماعية واقتصادية وسياسية وغيره، لذا رغم بروفاتنا الطويلة لم نحسّ بالملل، وقد عملتُ مع أكثر من مخرج لكن أرى أن مخرج هذا العمل كان الأكثر تميزاً وذلك لأنه كان يدربنا على الإخراج أيضاً وليس التمثيل، كما أنه يتعامل معنا بطريقة أخوية أو أبوية حتى، كما كان يدع لنا الحرية في الارتجال وهذا له علاقة بموضوع المسرحية ذاته، وشخصياً كنتُ أرتجل دائماً، وغالباً ما كان يعتمد المخرج ما أرتجله، وأنا أعتبر أن العرض كان جريئاً في قضيته وشكله التجريبي أيضاًquot;.
الممثل ومساعد المخرج محمد الحسنات كان سعيداً بمشاركته ويتفق مع زميله الممثل علاء القيشاوي بأن الجمهور هو الحكم وأضاف: quot;فريقنا كان متعاوناً بشكل ممتاز وقد شدني منذ البداية موضوع المسرحية وبالنسبة لدوري استطعتُ من خلاله قول ما أريد وقد كانت هذه أول مرة أكون فيها مخرجاً مساعداً مما مكنني من التدرب على التمثيل والإخراج معاً، أتمنى أن أكون نجحت في ذلك وأن أصل إلى مستوى يضاهي مستوى مخرجي كما أتمنى أن يتعاون المسرحيين جميعاً في غزة من أجل أعمال تصل إلى مستوى عالميquot;.
الممثل وسيم الهندي يقول بحماس:quot;اعرف حدودك هي احدى الاعمال التى شاركت بها مع المخرج الشاب عصام شاهين برفقه طاقم مسرح هولست، ومع أنى لدى خبرة طويلة في العمل في التمثيل في المسرح ولدى عدد من الأعمال مع عدد من المخرجين في قطاع غزة مثل الجرة ورحلة إلى الملك مع المخرج على أبو ياسين ،ومحاولات إخراجية بسيطة على مستوى المدارس إلا أنى لم اشعر بمتعة العمل المسرحى إلا بمشاركه الفريق الحالي المتعاون لدرجه الأسرية بقياده المخرج عصام شاهين المبدع في المجال الإخراجى والفني ،وقد كان العمل كما تبين في أعين الجمهور وعلى خلاف اعتقاداتنا بطولة جماعية حيث أعطى المخرج مساحات رائعة لإرتجالات بعض الممثلين الذين لم يحالفهم الحظ بنص كبير يعطيه مساحه اكبر للظهور ،وقد تميز في العمل عدد من الممثلين مثل زميلى محمد الحسنات الذي فاجأني بإرتجالاته الرائعة والمميزة أثناء العرض والتي لم تظهر في البروفات والتي تتميز بروح الخفة والكوميدية الرائعة، وفى النهاية أتمنى أن أتوفق في مشواري الفني واظهر للجمهور في كل عمل بشخصية مميزة تنال إعجابه وان يزيد رصيدي الفنيquot;.

الحضــور
حضر المسرحية جمهور غزي كبير، تفاعل مع المسرحية وأعجب بها كثيراً، وكان من بينهم السيد غازي مشتهى مدير المراكز الثقافية ببلدية غزة، والسيد هاشم رستم مدير مركز هولست الثقافي، كما حضر جمع من الكُتاب والمسرحيين والنقاد منهم المسرحي والشاعر محمد حسيب القاضي، والكاتب حسين حجازي والشاعر علاء كاتبة والشاعر أحمد الحاج أحمد والقاصة أسماء الغول، والفنان التشكيلي محمد أحمد جبر والروائي الشاعر عبد الفتاح شحادة، والشاعر محمود ماضي، والكاتب محمد محمود جبر، ولا ننسى طبعاً مخرج أيام المسرح يان وليامز الذي وجه له مخرج العمل تحية خاصة لدوره المعروف من خلال مؤسسته عبر أكثر من عشر سنوات في تطوير الحالة المسرحية الفلسطينية، حيث درّب معظم ممثلي ومخرجي غزة من الجيل الحالي، وحضر معه أيضاً بعض مخرجي وممثلي أيام المسرح أمثال المخرج رأفت العايدي والممثلين محمد الهسي وإسلام الخطيب وغيرهم. وقد أجمع معظمهم على جمالية المسرحية وموضوعها القيم وطريقتها غير التقليدية في التناول المسرحي، إلا أن بعضهم حذر المخرج من أن يكرر نفسه في أعماله حيث تشابهت نوعاً ما هذه المسرحية في شكلها مع مسرحيته السابقة quot;كأنها لعبةquot; رغم اختلاف الموضوع، وكما قال الراحل المسرحي والشاعر التجريبي حسين البرغوثي في أحد حواراته quot;كم مرعب أن يشبه الكاتب ذاتهquot;.