عمان- ( أصوات العراق): حصد العرض المسرحي العراقي ( العرس الوحشي) على جائزتي أفضل عرض وأفضل نص من الدورة الثالثة عشر لمهرجان ( أيام عمان المسرحية، الذي اختتمت فعالياته وأعلنت جوائزه مساء أمس السبت في عمان. ومسرحية ( العرس الوحشي) من إعداد المسرحي العراقي فلاح شاكر وإخراج أحمد حسن موسى،وبطولة الفنانين شذى سالم ورائد محسن. وقال الفنان رائد محسن لوكالة أنباء ( أصوات العراق) المستقلة اليوم الأحد quot;فزنا بجائزة أفضل نص مسرحي وجائزة أفضل عرض عن مسرحية ( العرس الوحشي) في الدورة العربية الخامسة والثالثة عشر من مهرجان ( أيام عمان المسرحية) الذي أقيم في العاصمة الأردنية.quot; وتنافست في المهرجان،الذي تواصلت فعالياته وعروضه خلال الفترة من ( 14- 25) تشرين ثان نوفمبر الجاري،عروض مسرحية تمثل ( 12) دولة عربية هي: الأردن والعراق وسوريا وفلسطين والكويت وعُمان والسعودية وقطر ومصر وتونس والجزائر والمغرب.
وإلى جانب ( العرس الوحشي)،شارك العراق أيضا بالعرض المسرحي ( المستشرق والبدوي) من تأليف وإخراج الدكتور عقيل مهدي.. لكنها لم تفز بجوائز. ويتأسس عرض ( العرس الوحشي) على فكرة محورية مستلهمة من رواية تحمل الأسم ذاته للكاتب الفرنسي ( يان كفليك)،وتدور حول مأساة إغتصاب صبية فرنسية في الريف من قبل الغزاة.. ومكابدتها وهي تربي طفلا هو ثمرة الإغتصاب الذي قام به طيارون أمريكيون بالقاعدة الأمريكية في فرنسا في ليلة وحشية. ولا تستطيع هذه الأم،المهانة بالإغتصاب،منح إبنها الحب الذي يفترض تكون عليه علاقة أم بإبنها.. وتتصارع لديها رغبتان جامحتان: رغبة التحرر من (عار ) الطفل بقتله.. وهو ابن عدوها الغازي،ورغبة الحنو عليه كأم.. وهو الذي لاشأن له بوحشية العالم السابق لوجوده. ويلفت محسن رائد إلى أن العرض المسرحي quot;يحاول أن يسقط الرؤية العراقية.. ويسحب الأحداث (في المسرحية) إلى الواقع العراقي،من خلال المقارنة بكون العراق يعاني من حالة إحتلال،وما يفرزه هذا الإحتلال من ظواهر شاذة.quot; وأثنى النقاد والمسرحيون الذين تابعوا ( أيام عمان المسرحية) على العرض العراقي، وعلى الحرفية العالية التي أبداها المخرج أحمد حسن موسى في إدارته للعرض.
كما أشاد النقاد بأداء الفنانة شذى سالم في دورها الصعب.. والمعتمد على تصاعد الصراعات النفسية والجسدية بينها وبين إبنها.. وبينها وبين ذكرى (جريمة الإغتصاب) التي دمرت حاضرها ودفعتها في آخر الأمر إلى خيار الموت للخلاص من أشباح عذابها الروحي وآلامها الجسدية التي سببها لها مغتصبها،ورفضها لفكرة إنجاب إبن من هذا المغتصب.
أما عرض ( المستشرق والبدوي) فيتعرض لموضوع الحوار بين الثقافات،وسوء الفهم الحاصل في إدارة العلاقة بين الشرق والغرب عبر حيثيات متوضعة في العقول والاذهان تعيق إنطلاق الحوار الإنساني بين الأطراف المتقابلة. ويحاول العرض إستبطان وإبراز رؤى وأفكار وقيم البدوي الذي يؤمن بإطلاق التعميمات المنبثقة عن قيمه الثابتة ورؤيته المحددة للعالم والإنسانية، بينما يقابله المستشرق الآتي من الغرب حاملا حضارة وثقافة مغايرة.. ويوظف الوسائل كلها لبلوغ غاياته متخطيا الكثير من المفهومات الراكدة والمستقرة في أذهان الشرقيين.