للدولة العراقية (الحلقة الثالثة والأحيرة)

ذكرنا في الحلقة السابقة عناصر تشابه بين ما طبقته القوى العراقية الدينية السياسية الشيعية منذ سقوط صدام حسين، باتجاه الاستفراد بالشارع العراقي "الشيعي"، وبين السيناريو الذي سار عليه الإمام الخميني، والذي توج بإقامة نظام ولاية الفقيه المعمول به حاليا في إيران.
الآن ، نحاول أن نذكر نقاط الاختلاف بين الظروف العراقية الداخلية، والدولية الحالية، وبين تلك التي أحاطت بقيام الثورة الإيرانية، والتي تعيق القوى العراقية الشيعية من تطبيق نفس السيناريو. وأهم نقاط الاختلاف هي:
أولا / إن نظام صدام حسين أسقطته الولايات المتحدة وحدها، دون مشاركة، مهما كانت، من أي جهة عراقية. الولايات المتحدة وحدها هي التي أسقطت صدام حسين. أميركا هي التي رعت مشروع إسقاط صدام، عندما كان هذا المشروع مجرد نطفة في رحم الغيب. وأميركا وحدها هي التي خططت ورسمت ونفذت المشروع ووصلت قواتها إلى ساحة الفردوس فأطاحت بتمثال صدام. والجميع يتذكر أنه في نفس اللحظة التي عبرت فيها القوات الاميركية الحدود الكويتية، طلب وزير الدفاع الاميركي رونالد رامسفيلد من العراقيين أن لا يتظاهروا، حتى لو كان ذاك التظاهر تأييدا للقوات الاميركية.
لقد كانت الولايات المتحدة تصر إصرارا كاملا أن يتم إسقاط نظام صدام بدون "بطولة" عراقية، مهما كانت. وكلنا نتذكر أن سماحة السيد الشهيد محمد باقر الحكيم، وكان آنذاك رئيسا للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، لم يأت من طهران إلى العراق ويدخل البصرة إلا بتاريخ 11 مايو/ أيار، أي بعد أكثر من شهر على سقوط نظام صدام. ولا نعتقد أن تأخر وصول الحكيم كان برغبته الشخصية، إنما حدث نتيجة لضغط اميركي.
إن إصرار الولايات المتحدة على إسقاط نظام صدام حسين بمفردها، كان يهدف لتحقيق غاية واحدة ووحيدة هي، منع ظهور زعامات عراقية، وخصوصا من الجهات السياسية الدينية الشيعية، قد تحتكر أو تشارك، ولو مجرد مشاركة، في صنع الحدث، أي عملية إسقاط نظام صدام.
بالطبع، كانت الولايات المتحدة تعرف جيدا أن القوى السياسية الدينية الشيعية هي التي ستستأثر بالشارع العراقي، لكن الولايات المتحدة كانت تريد أن يتم ذلك بفضلها هي. ولهذا، فأن امريكا ما كانت راغبة، بأي شكل من الأشكال، في تكرار ظروف انتفاضة أذار. ولهذا، أيضا، أوعزت امريكا لصدام حسين أن يقضي على الانتفاضة. وقد فعلت أمريكا ذلك، ليس لأن القوى السياسية الشيعية ستسيطر على الشارع العراقي، فهي تعرف أن هذه القوى ستعود وتسيطر على الشارع، سواء سقط نظام صدام إثناء الانتفاضة أو بعدها بسنوات. أمريكا كانت تخشى أن يسيطر الإسلاميون الشيعة على الشارع، وعلى الدولة، بجهودهم، هم. أميركا سمحت لصدام بقمع الانتفاضة لأنها كانت تريد تغيير الوضع العراقي بدون "بطولة"، أو زعامة عراقية تجبرها مستقبلا على دفع مستحقات هذه المشاركة.
ويكفي أن يظهر السفير الاميركي في بغداد، خليل زادة، هذه الأيام وهو يتوسط الزعامات العراقية المجتمعة لمناقشة الدستور العراقي الدائم، أي حاضر ومستقبل العراق، لنعرف لماذا كانت تصر الولايات المتحدة على إسقاط صدام ونظامه، بمفردها وبدون مشاركة عراقية.
هذه حقائق قائمة. ولا يغيرها موقفنا، سلبا أو إيجابا، من الولايات المتحدة أو من الحرب التي نفذتها. وهذه الحقائق انعكست ترجمتها العملية كالتالي: لا وجود ل"بطل" أو زعيم عراقي، فردا كان أو جماعة، عربيا أو كرديا، مسلما أو غير مسلم، سنيا أو شيعيا، عسكريا أو مدنيا، يملك حق القول أن نظام صدام حسين سقط، بفضل زعامته.
فنحن نعرف أن القائد، أو الزعيم لا يصبح زعيما عندما يكون دوره "تلقي" الحدث. الزعيم يصبح زعيما عندما "يصنع" الحدث. ولأن الحدث العراقي "إسقاط نظام صدام" صنعته اميركا وحدها، فأن ما من عراقي، فرد أو جهة، يملك حق ادعاء الزعامة. لكن الإمام الخميني كان يملك ذاك الحق.
ثانيا/ النسيج المذهبي الإسلامي/ شيعة، سنة/ الكثير الاختلاف في العراق، لا يشبه النسيج المذهبي /الموحد/ في إيران.
ثالثا/ كثافة وعدد، وبالتالي، نفوذ رجال الدين الشيعة في إيران عشية الثورة الإيرانية/ وليس بعدها فقط/ كان أكثر بما لا يقاس عما هو داخل العراق عشية سقوط نظام صدام.
رابعا/ ميزان القوى السياسية العراقية المشاركة في العملية السياسية في الوضع الجديد فيه كثير من التوازن والمنافسة، بينما لم يكن الوضع كذلك، في إيران.فقد كانت الغلبة للإسلاميين.
خامسا /الشارع العراقي الشيعي تتنافس على قيادته في الوقت الحاضر أكثر من زعامة سياسية واحدة، بينما كانت زعامة الإمام الخميني، وحدها هي الطاغية في الشارع الإيراني.
ألان، لو وحدنا هذه العناصر واعتمدنا عليها للوصول إلى نتيجة، فيما يخص الموضوع الذي نناقشه، فأن هذه النتيجة ستكون كالتالي: صعوبة أو استحالة فرض نظام ولاية الفقيه، على الطريقة الإيرانية، خصوصا إذا أخذنا بنظر الاعتبار موقف المرجع السيستاني حول ولاية الفقيه. ليس هذا فحسب، وإنما صعوبة تفرد حزب سياسي ديني شيعي، أو زعيم سياسي شيعي، بالشارع العراقي عموما، بما في ذلك الشارع الشيعي.
وعلينا أن لا ننسى أن القوى والأحزاب السياسية الشيعية المؤتلفة الآن داخل جبهة الإتلاف، ما كان لها أن تحصل على ما حصلت عليه في الانتخابات الماضية، لو كانت قد خاضت تلك الانتخابات بشكل منفرد، ولو لم تدخل تلك القوى الانتخابات تحت عباءة المرجعية. إنه لأمر مستبعد جدا أن يحصل المجلس الأعلى أو حزب الدعوة أو حزب الفضيلة أو حزب الله أو المؤتمر الوطني، على تلك النسبة العالية في الانتخابات البرلمانية السابقة، لو أعتمد كل طرف من هذه الإطراف على قوته الجماهيرية، منفردا.

من هم العراقيون الشيعة؟
عندما نقول إن أطراف قائمة الإتلاف ما كان لها أن تحصل على النسبة العالية التي حصلت عليها، لو كانت هذه الأطراف قد خاضت الانتخابات بشكل منفرد، فأن كلامنا لا يعني التشكيك أو الإساءة أو تقليل أحجام الآخرين، بقدر ما يعني تقرير حقيقة هي، تنوع مشارب ومواقف العراقيين الشيعة.
إن العراقيين الشيعة ليسوا مجموعة من الأفراد، قلوا أو كثروا، منغلقون على أنفسهم داخل "نحلة SECTE "، يوحدهم نظام سري لا يعرف تفاصيله أحد غيرهم، ويؤدون ممارسات غرائبية، ولا هم لهم سوى مواصلة الليل بالنهار في قراءة الأدعية والتراتيل وضرب الصدور وشق الرؤوس.
والعراقيون الشيعة ليسوا، كما يقول أعدائهم، مجموعة من العملاء لإيران، أو مجموعة من الأيتام التاريخيين يبيعون أنفسهم لكل أجنبي يصادفونه، ليحصلوا على أبوة وحماية يفتقدونهما.
وما يقوله البعض، هذه الأيام، عن "عمالة" زعماء الأحزاب العراقية الشيعية الحاكمة، لإيران، ما هو إلا هذيان لا يستحق حتى الرد عليه. وهو هذيان سياسي، أولا وأخيرا. هولاء الزعماء أصلهم في تربة العراق وفرعهم في السماء العراقية.
ولأن هذه الاتهامات هي مجرد هذيان ليس أكثر، فنحن لن نرد عليها. وما يهمنا هنا هو، معرفة هل أن الشيعة العراقيين هم كتلة واحدة متجانسة، تستطيع جهة عراقية واحدة أن تحتكر الحديث باسمهم وأن تقرر مصيرهم، أم أنهم شيع وأحزاب مختلفة، بل ومتضاربة المصالح؟ هل أن العراقيين الشيعة يعادون الديمقراطية، كفلسفة للحياة ومنهج للحكم، هكذا بسبب جينات تجري في دمائهم، وأن النظام الوحيد الذي يصلح لهم هو، نظام حكومة إسلامية؟
إن الشيعة العراقيين هم كتلة بشرية ضخمة تضم ملايين الناس. وضمن هذه الملايين يوجد الأصولي المتعصب، والمتدين المتشدد، والمتدين المعتدل، والعلماني، والديمقراطي، والليبرالي، والماركسي، والقومي العروبوي، والعشائري الذي يقدم عاداته العشائرية على القيم الإسلامية، والمتحضر الذي يتعالى على أشقائه الشيعة من سكان الأهواز والأرياف. وفي الشيعة من هو فقير معدم، مثلما فيهم فاحش الثراء. وفيهم المتحمس لحرية المراة، مثلما فيهم من ينكرها، وفيهم من يلتزم بفتاوى المرجعية، مثلما فيهم من لا يتقيد بها. وعند العراقيين الشيعة تجد، مثلما في كل مجموعة من البشر، الشيء ونقيضه.
العراقيون الشيعة هم إبراهيم الجعفري وعبد العزيز الحكيم وحميد مجيد موسى واحمد الجلبي ومقتدى الصدر وجواد الخالصي وفؤاد الركابي وناجي طالب وسعدون حمادي وجعفر أبو التمن وحسين الصدر وإياد علاوي وأحمد الحبوبي وناظم كزار ومحمد حمزة الزبيدي وفاضل الجمالي وصالح جبر ومحسن الشيخ راضي وهاني الفكيكي وحميد خلخال وهديب الحاج حمود...

فأي خيط يجمع هولاء وكلهم شيعة؟
والعراقيون الشيعة هم محمد الجواهري ومحمد سعيد الحبوبي ومصطفى جمال الدين وعلي الشرقي ومحمد خضير وعبد الأمير معلة وعلي الحلي وأل الخليلي وعبد الأمير الحصري وشمران الياسري وحسب الشيخ جعفر وموسى كريدي...
فهل دافع هولاء، وكلهم من الشيعة، عن قيم واحدة وموحدة ؟
والعراقيون الشيعة هم حضيري أبو عزيز وداخل حسن وناصر حكيم وعبد الأمير الطويرجاوي وسعدي الحلي...
فإذا لعنا هولاء ودمرنا المحلات التي تبيع أشرطتهم الموسيقية، كما يحدث الآن، فهل بمقدورنا أن ننزعهم من شيعيتهم؟
والعراقيون الشيعة هم أفراد العشائر التي تقطع الطريق وتسلب الناس هذه الأيام على طريق بغداد بصرة، لكن العراقيين الشيعة هم، أيضا، أفراد العشائر الذين حللوا دم كل من يشارك منهم في تلك العمليات.
والعراقيون الشيعة هم اولاءك الذين ضمتهم المقابر الجماعية، مثلما هم اولاءك الذين شاركوا في حفر تلك المقابر، وكانوا قياديين في حزب البعث.
والشيعة هن نائبات قائمة الإتلاف اللواتي يحرمن مصافحة الرجال، مثلما الشيعة هن فلاحات الجنوب اللواتي لم يعرفن الحجاب، حتى لا نقول النقاب، في حياتهن قط، وهن الفتيات اللواتي يجلسن جنبا إلى جنب على مقاعد الدراسة الجامعية.
والعراقيون الشيعة هم حضر النجف وكربلاء الذين ينظرون بدونية لأشقائهم الشيعة من سكنة الاهوار والمعدان.
والعراقيون الشيعة هم ساكنو مدينة الثورة الذين قضى بعضهم نحبه دهسا بالسيارات، وهم يكنسون وينظفون شوارع أشقائهم الشيعة من ساكني قصور المنصور والجادرية وتجار جميلة والشورجة.
والعراقيون الشيعة هم حسين الصدر الذي شتم "شقيقه" الشيعي الشهرستاني بسبب أصله "الأعجمي".
والشيعة هم حازم الشعلان الذي أصر على قتال "أشقائه" الشيعة عندما تحدوا حكومته وتحصنوا داخل الروضة الحيدرية...
والشيعة هم الذين صوتوا لقائمة الإتلاف، تمسكا منهم بما اعتبروه فتوى من المرجعية، مثلما الشيعة هم اولاءك الذين "عصوا" تعليمات المرجعية ومنحوا قائمة الدكتور إياد علاوي أكثر من مليون صوت، والآلاف الذين صوتوا لقوائم انتخابية أخرى.
وحتى
اولاءك الذين صوتوا لصالح قائمة الإتلاف، فأن الكثير منهم فعل ذلك لقناعات سياسية، وليس لقناعات دينية خالصة، أي ليس من أجل إقامة حكومة دينية. وإذا راجعنا نتائج الانتخابات المحلية البلدية، ونتائج الانتخابات البرلمانية، لوجدنا أن بعض القوائم التي لم تحصل على نسب عالية في الانتخابات البرلمانية، عادت وحصلت، وفي نفس المدينة ومن قبل نفس الناخبين الشيعة، على أصوات أعلى بكثير من تلك التي حصلت عليها في الانتخابات البرلمانية. وهذا يعني أن الناخبين الشيعة أنفسهم صوتوا لقائمة الإتلاف في الانتخابات البرلمانية حتى يثبتوا تفوقهم العددي، الذي يرفع عنهم "مظلوميتهم". لكنهم حالما أدوا هذا "الواجب" الانتخابي، عادوا ليصوتوا بطريقة مغايرة، لأنهم يدركون أن "مظلوميتهم" كشيعة، لا تحل وفقا لاستراتيجية قائمة الإتلاف، فقط، وإنما هناك أكثر من جهة سياسية يعتقدون أنها قادرة، أيضا، على رد تلك المظلومية.
إن هذه الملايين من البشر لا يمكن لأي حزب أو جهة سياسية، دينية كانت أو علمانية، قويت أو ضعفت، أن تدعي أنها وحدها تملك حق التحدث باسمهم، أو تفرض عليهم قناعاها، أو تقرر مصيرهم بالنيابة عنهم، أو تمسك بتلابيب لحظة تاريخية معينة، أي الواقع الراهن في العراق، لتجعل منها أساسا لتقرير مصائر ومستقبل الملايين.
فلماذا يصر زعماء قائمة الإتلاف على أن يفرضوا على هولاء الملايين حكومة إسلامية ؟
لماذا وكيف واستنادا على أي معايير استنتج هولاء الزعماء أن النظام الديمقراطي والعراقيين الشيعة، برزخان لا يلتقيان ؟
ثم، أليس العراقيون الشيعة هم الأكثرية، وبالتالي فأنهم سيفوزون، كتحصيل حاصل، في أي انتخابات قادمة، وسيكون من حقهم أن يختاروا من يريدونهم ؟
هل تخشى قائمة الإتلاف أن يفلت زمام الأمور من يدها، وأن تكون غير قادرة على الفوز ثانية بنفس النسبة الكبيرة التي حصدتها في الانتخابات السابقة ؟
نحن نعتقد أن التساؤل الأخير هو الذي يثير، استراتيجيا، قلق ومخاوف زعماء قائمة الإتلاف، خصوصا إذا أخذنا بنظر الاعتبار حدوث الاحتمالات التالية:
- انهيار تحالف قائمة الإتلاف العراقي الشيعية التي تحظى ألان بأكثرية في البرلمان العراقي، ويقودها المجلس الأعلى للثورة الإسلامية.
- ظهور تحالف علماني شيعي/ سني/ كردي، يحظى بتأييد ودعم الولايات المتحدة، من شأنه أن يحقق "ثغرة دفرسوار" على الجبهة الشيعية، ويفوز بالانتخابات القادمة ويحصد الأكثرية داخل البرلمان، ويسيطر على الشارع الشيعي، خصوصا وأن حكومة الجعفري عجزت حتى الآن، رغم جهودها الكبيرة، عن حل الأزمات الكبرى، كقضية الكهرباء، والبطالة، وتفشي الفساد المالي والإداري.
- دخول التيار الصدري، ككتلة واحدة مستقلة، في الانتخابات القادمة، وما يترتب على ذلك من تشتت الشارع العراقي الشيعي.
في حال تحققت هذه الاحتمالات، وهو أمر ليس مستبعد أبدا، فأن القوى السياسية الشيعية التي تحتل حاليا أكثرية المقاعد البرلمانية، ومعها من يؤيدها من رجال الدين، سيجدون أنفسهم أمام وضع لا يبعث على الفرح. سيجدون أنفسهم كالأسماك، لكن بدون ماء: زعامات دينية سياسية شيعية، لكن بدون سلطة وبدون جماهير شيعية. وهذا يعني انتفاء مبرر وجود هذه الزعامات الشيعية. فهذه الزعامات هي زعامات شيعية، أولا وأخيرا، والمبرر الوحيد لوجودها هو، الدفاع عن مصالح العراقيين الشيعة. فإذا انفض الشارع الشيعي من حولها، فأنها ستتحول إلى هياكل عظمية.
وحتى لا يتحقق هذا الوضع الكارثي، فأن الأحزاب السياسية الشيعية الحاكمة تريد، من الآن، أن تستبق الأمور، وأن تسد الطريق أمام تحقيق هذا السيناريو المفترض. وليس أمامها إلا أن تحافظ على مبررات وجودها. أي أن تصر على إيلاء أهمية كبرى ل"أسلمة" الدولة، والتأكيد على "استقلال المرجعية"، وتثبيت ذلك في الدستور، رغم أن المرجعية نفسها لم تطالب بذلك.
فقد أعلنت المرجعية أن دورها هو "مباركة الدستور العراقي والدعوة على الإطلاع على فقراته والحفاظ على كيان العراق الواحد وعدم التفريق بين أبنائه في الشمال أو الوسط أو الجنوب وبين مذاهبه المختلفة. أما الفقرات الأخرى فسيكون فيها الشعب صاحب القرار في قبولها أو رفضها".
فهل ستسير الأحزاب السياسية الشيعية الحاكمة على هدى هذه الموعظة الديمقراطية الفذة، أم ستتنصل عنها ؟

انتهى.

الحلقة الأولى

الحلقة الثانية