يقول الخبر المنشور في إيلاف يوم الخميس 15 – 9 (اتفق لبنانيون وسوريون أخيراً من خلال موقفهم تجاه الممثلة الشابة شانون إليزابيث فضل (32 عاماً) التي تستعرض وسائل إعلام أميركية صورها بمعية شرح أثار جدلاً: "الممثلة الأميركية شانون إليزابيث من أصل سوري/لبناني...". يقول الطبيب اللبناني بلال علي الذي يقيم في كوينز بنيويورك لـ"إيلاف":" انها مثال سيء للممثلة المكافحة، فهي تستعرض جسدها الطري لتتقمص أدوارا في هوليوود. لبنان لاتعتز بفنانة تتعرى في سبيل شهرتها. المؤلم أننا نجد شبانا من بيننا يحرصون على مراسلتها والتسويق لها كممثلة عربية".أما رجل الأعمال السوري باسل عادل الذي يملك معرضا لبيع السيارات في دينفر،كلورادو فيشير إلى انه اكتشفها بالصدفة عندما كان يبحث في محرك البحث (جوجل) عن سوريين في أميركا: "قفزت لي صورتها عارية، اعتقدت انها لقطة مزورة، حتى شاهدتها في فيلم (أميركان باي) بدون ملابس". الفيلم حقق إيرادات قياسية في شباك التذاكر في جزئه الثاني بلغت 287,500,000 دولار في عام2001 مما جعل إليزابيث نجمة شعبية: "جسدها مذهل، وتمثيلها تلقائي .. الخ)
هذا الخبر أو الحدث لم يفاجئني. لم يفاجئني موقف الفنانة لأنها حرة فيما تفعل طالما أن عملها لا يتناقض مع قوانين البلاد التي تعيش فيها، فأهل أمريكا أولى بأجساد نسائهم، لا سيما وأن إليزابث ترى كما يورد الخبر في نهايته (لا أريد أن اعتمد على جسدي تماما لاحقا، بل عقلي وموهبتي). ولم يفاجئني موقف مواطنيها الأمريكان المستنكر سواء أكانوا من بلاد الشام التي تنتسب إليها الفنانة، أم من أية بلد عربي آخر. لم يفاجئني الخبر بل ذكرني بخبر أو (حدث) مشابه وقع في صيف 1979 في باريس مع المطربة اللبنانية المعروفة صباح. وقتها كنت قد وصلت لبنان تواً هارباً من عدالة الشيطان، وكنت أعمل محرراً في مجلة (الهدف) اللبنانية الفلسطينة في بيروت. ما فعلته صباح وقتها هو أنها شاركت في حفل غنائي في باريس يشارك فيه المطرب الفرنسي اليهودي الجزائري الأصل أنريكو ماسياس المؤيد لإسرائيل. وربما يتناقض موقف صباح مع إتفاقية بين الفنانيين العرب على عدم الإتيان بفعلة كهذه. أقول ربما لأنني غير مطلع على تفاصيل كهذه. ولكن ماذا حدث وقتها؟! الذي حدث هو أنه لم تبق جريدة أو مجلة عربية لم تصب جام غضبها على المطربة صباح وكأنها هي من أصدر وعد بلفور وقرار التقسيم، وتم إلغاء حفل لها كان يفترض أن يقام في لندن وأنطبقت عليها قوانين المقاطعة لفترة ملحوظة. هذا النوع من التطير وتحميل الأمور أكثر مما تحتمل ليس جديداً على ذهنية العرب المعاصرين. وهو في الواقع دليل على الإرتباك أكثر مما يدل على القوة أو المبدئية، وأستطيع القول بأنه دليل على العجز والفشل في مواجهة الحقائق الأهم والأعمق وذلك لأنها تحتاج إلى دفع ثمن ومواجهة حقيقية وليس تحقيق مكاسب معنوية مجانية طالما تعلق الأمر بطرف ضعيف لا حول له ولا طول كالمطربة صباح. أما حكاية الممثلة شانون إليزابث فهي أكثر مرارة، لأنها تأتي في وقت ينطوي على مفارقة أو فضيحة عربية، ولا أعرف أن كان من حقي القول بأنها فضيحة قل نظيرها أم أنها تتكرر في حياتنا العربية العجيبة باستمرار. الفضيحة هي أن هذا الأحتجاج على جسد ممثلة لأنه ظهر بدون ثياب يأتي في وقت يبدو فيه الضمير العربي الجمعي في حالة مهينة تماماً بسبب هذا الصمت المريب على هذه الجرائم المدوية بحق الأبرياء الذي يقتلون بالعشرات أو المئات شهرياً في العراق دون أن نسمع أحتجاجاً حقيقياً من الجهات الرسمية الفاعلة أو مثقفين أو رجال أعمال أو ما شابه !! فضيحة الضمير العربي تكمن في كون هؤلاء القتلة المجرمون الذين يفتخرون بذبح البشر بأيديهم يأتون إلى العرق من بلاد الشام ومن سواها، دون أن نسمع أحد يقول كما قال الطبيب اللبناني بلال علي الذي يقيم في كوينز بنيويورك محتجاً على إليزابث:" انها مثال سيء للممثلة المكافحة، فهي تستعرض جسدها الطري لتتقمص أدوارا في هوليوود. لبنان لاتعتز بفنانة تتعرى في سبيل شهرتها، المؤلم أننا نجد شبانا من بيننا يحرصون على مراسلتها والتسويق لها كممثلة) كنا نود أن نسمع أحداً من من سوريا أو لبنان أو البلدان العربية الأخرى التي يأتي منها هؤلاء الحثالات التكفيريون يقول: (أن المواطن العربي الذي يذهب لقتل ألأبرياء في العراق هو مثال سيء للبشر، وأن شعبنا وديننا لا يعتز بهؤلاء القتلة لأنهم نموذج خطير للبشر المشوهين الذين لا يجدون دواء لشعورهم بالعار والمهانة إزاء أعدائهم الحقيقيين داخل بلدانهم وخارجها، إلا بالذهاب إلى بلد منكوب كالعراق وقتل الأبرياء وذبح البشر وأنتهاك حرمتهم وأغتصاب النساء باسم الجهاد، أن الجهاد والدين منهم براء)) لكننا على العكس صرنا أمام ظاهرة غريبة هي أن السياسي والباحث والصحفي صاروا يعلنون (أن الجهاد أصبح فرض عين) على الشعب العراقي أو على طريقة أحد الكتاب الميامين حيث قال بعد جريمة 7-7 في لندن مخاطباً هؤلاء الأرهابيين (ليه تفجر نفسك في لندن روح فجر نفسك في بغداد) !! هذا الأنحدار المريع للضمير العربي الذي يظل صامتاً على هذه الجرائم الرهيبة، أو حين يتكلم يقول باطلاً، هو دليل قاطع على الحالة المريع الذي وصل إليها هذا الضمير المخذول، أنه التعري الفاضح لضمير ميت لم يعد يشعر بالعار من كثرة ما أدمن عليه مع الأسف.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات