يقول علاوي ان هناك حربا طائفية في العراق.
الرئيس الاميركي يقول لا. الرئيس العراقي، ايضا، يقول لا.
لكن ليس السؤال هل هناك حرب طائفية ام لا.. السؤال هو ما الذي فعلته القيادات الدينية في العراق لتحاشي حرب كهذه؟
القيادات السنية في العراق نددت بمحاولات اثارة الفتنة الطائفية. ثم اخذت تحشد رجالها تحسبا لاعتداءات شيعية.
القيادات الشيعية عملت الشيء ذاته، وبالمثل تأهبت لأي اعتداءات سنية.
هو اذا افتراض سوء نية القيادات الدينية تجاه بعضها.
هي اذا مسألة قيادات لا مسألة افراد.
هي القيادات التي تحرك خيوط الحرب الطائفية، لا الزرقاوي والخضراوي.
من اجل ذلك يجب تنحية بعض القيادات الدينية الاثرية في العراق عن اي قرار. وبالمثل تنحية بعض القيادات الدينية الاثرية في العالم الاسلامي، التي تغذي هذا الطرف او ذاك.
عندما اقول قيادات اثرية فلست استهزء بأحد، بل اقول اثرية لأن قياداتنا الدينية اصبحت تشبه بعثات الأثار. تبحث في الرمال عن كسرة من خزف قديم، او قطعة من حجر تاريخي.
هو اهتمام قائم على الماضي، ولا علاقة لها بحاضر او مستقبل.
قياداتنا الدينية ما تزال تستشهد بالموتى. وتنبش القبور لتسألهم: ألسنا على حق؟
الاختلاف بين القيادات الدينية سواء في العراق أو في كل العالم الاسلامي ليس اكثر من اختلاف على تاريخ. على قصص لا نعلم صدق بعضها من عدمه. على روايات عمرها مئآت السنين.
من قتل من؟
ماذا قال ابو بكر لعمر؟
ماذا قال معاوية ليزيد؟
ماذا قال علي لولديه؟
الاسلام معاملة واسلوب حياة. لا نبش قبور واستدعاء التاريخ الى قاعات المحاكم، وساحات التفجير.
اجمل حقيقة عرفتها، كانت لكاتب اميركي لا اذكر اسمه، عندما سألوه: ما معنى الحرب؟ قال: عجائز يختلفون وشباب يموتون!
بالمثل هي قياداتنا الدينية. عجائز يختلفون على تاريخ عمره اكثر من الف عام، وشباب يموتون بالآلاف.
نحن متخمون بالانفعالات التاريخية. والمشكلة انه لا يوجد من يتخذ خطوات عملية للحد من كارثة طائفية بدأت في العراق، ويعلم الله اين ستنتهي.
ويقيني ان العمائم على اختلاف الوانها في العراق تفتقر الى الصدق في دعوتها لتجنب الحرب الطائفية. بل هي تسعى لها.. ولمصالح شخصية في اغلب الاحوال.
ليتني اذكر اسم الكاتب من جديد..
quot;عجائز يختلفون.. وشباب يموتونquot;!

[email protected]