نور صبري- باسم عباس وجاسم محمد وحيدر عبد الامير وعلي رحيمة وكرار جاسم ومهدي كريم وقصي منير ونشأت اكرم وهوار محمد ويونس محمود.هؤلاء هم صناع الفرح العراقي الذي غاب وسط لهاث الأطماع والتخندقات والتحزبات والتكفيرات والمحاصصات، قوس قزح عراقي أصيل وزاهي وباهر، يتحدى القذى والعيون المقفلة والأنفاس الغريبة

مسيرة العراق في كأس آسيا تحظى بتعاطف عربي
على الروح العراقية، هؤلاء وبهم يسطع الفرح العراقي ويتألق ويحنو ويعطف ويرهف ويشق عنان السماء حبا وسماحة وألقا صميم، من دون نجاسات ولا تخرصات.
فرح طالع من القلب، يقول بفم ملآن هنا العراق النظيف الجميل، النائي بنفسه عن تقزمات البرتقالة، أو تأوهات قرص العقربة، هذا هو العراقي الذي نعرف( أخو خيته وسبع ورفعة راس). فرح يجمع العراقيين طرا، يلتقي فيه العراق عبر راية تراها ترفرف بكبرياء، لطالما افتقدناه، بعد أن مزقت الأفئدة وصودرت الابتسامات، وتم تفخيخ كل شيء.فرح بصناعة اعجازية، لا يعرف المنطق فيها شيء، إنها حكاية العراقيين التي تختصر مسيرة الملاحم، وهم يتفوقون في ميدان هيأت له أمم آسيا جل إمكاناتها المادية وخبراتها الرياضية، فيما يعاني العراق من توقف الدوري وتعرض أهله وناسه وترابه إلى أبشع مجزرة في تاريخ البشرية.ٍ
حماكم الله يا حراس الفرح العراقي، يا من أغثتمونا بفرحة كنا في أمس الحاجة إليها، فرحة هي بلسم للجراح الناتئة التي لا تعرف هوادة أو توقف. فها أنتم تثبتون للعالم وبيقين راسخ أنكم واحد، في ظل لوثة من التمزيق والتفكيك التي تريد أن تطال وحدتكم، نعم وحدتكم التي يتصارع الجميع على تمزيقها، واللهاث في محاولة تقسيمها وتجزئتها، فيما تظلون واحدا ، جميلا، متألقا، يجمعكم هذا العراق الذي ما انفك أعدائه يوغلون فيه الأذى.
قد يتساءل البعض حول هذه المبالغة في الفرح، وهل توقف العالم على مجرد كرة تتقاذفها الأقدام؟ ونقول لهذا البعض نعم وألف نعم، فبهذه الكرة تم ترسيخ ما عجز عنه آلاف من اللصوص والمنتفعين والحواسم والمنافقين والطبالين والسراق والنهابين في تمزيق العراق، مباركة هذه الكرة التي راحت تؤكد للعالم أن الشعب العراقي، ما زالت فيه روح الخير والحب والتوحد والانطلاق والإبداع والتألق.مباركة هذه الكرة التي راحت ترسم ملامح السعادة على وجه الصبي الذي حمل صورة أخيه الشهيد،محتفيا بنصر عميق لامس شغاف القلب. مباركة هذه الكرة التي جعلت من الأم الثكلى تخرج مزغردة متعالية على نزف جراحاتها وآلامها، مباركة من أفرحت وأثلجت صدور ستة وعشرين مليونا من البشر الموزعين في أقاصي الأرض.
نصر صنعه الفقراء، حمله شباب العراق على رفيف قلوبهم وأهدوه للشعب العراقي، من دون نفاق أو مزايدات. رياضة نقية خالية من الشوائب، زينتها أقدام شباب بات يحترم نفسه ووطنه وشعبه، فكانت درسا حضاريا في الانتماء والتوقد والوطنية. مشهد يوحي بالمحبة والتقدير والرفعة والسمو والتقدير، وملحمة ملؤها التناخي بأهمية أن نكون،فيما اجتمع بغاث الأرض على تمزيق هذا العراق، الذي لم يجن ذنبا سوى أنه ما انفك يؤكد للعالم، عن معدن هذا الشعب المسالم المحب للحياة. الجميع يقول أن العراقيين عشاق حروب واقتتال وانقسامات، فيما يؤكد العراقيون أنهم صناع حياة. وهاكم هذا المثل على التخطي والتجاوز ومقارعة الصعاب.
لك الله ياعراق، أيها النقي البهي الباسق الشامخ، مباركة يادجلة وعامر يا فرات، تغنيا وتمايلا، فقد أبدع أبناءكم لحنا مموسقا في الحب والرجولة والجلد والتحمل، وكانوا المثال الساطع على حمل وزر المسؤولية الثقيلة التي حملها إياهم الشعب الذبيح، الذي راح يثبت للعالم أنه جدير بالفرح.( وفرحنا واليحبنه يفرح ويانه)