من يتصور هذه الكارثة التي يعيشها المواطن العربي في ظل هذه الأنظمة الاستبدادية الجماهيرية القذافية، التي لا تمتلك الحد الأدنى من الخلق والأخلاق، و الغريب أن هناك مواطنون عرب من خلال تعليقاتهم يدافعون عن هذه الأنظمة وهذا دليل على أنهم إما مواطنون بدون أي ضمير أو عملاء لهذا النظام القاتل الذي أنفق الثروة الليبية على مسرحياته البايخة والتافهة، فإذا بشعب النفط من أفقر الشعوب العربية. هل هذا النظام الديكتاتوري الذي يجثم على قلب الشعب الليبي منذ ثمانية وثلاثين عاما يستحق غير الموت والفناء؟. أشرف الحجوج هذا الشاب الفلسطيني الذي تعب عليه والداه كي يدرس الطب ويكون عونا لهم في المستقبل، يدمر حياته وحياة أسرته طاغية مستبد، كي يستخدم قضيته مع الممرضات البلغاريات من أجل حسابات خاصة ستنقلب في النهاية على رأسه وراس نظامه المستبد، والذي يغيظ أن هذا الشاب الطبيب الفلسطيني لم يقف معه ويسانده سوى الحكومة البلغارية (نصرها الله)، فلولا منحها إياه الجنسية البلغارية لما وصل سالما لأرض بلغاريا المباركة مع الممرضات البلغاريات، فقد سبق للطاغية القذافي أن طرد من جماهيريته المبتلاة به ألاف الفلسطينيين عقب توقيع منظمة التحرير الفلسطينية لاتفاقية أوسلو عام 1993، و كأن هؤلاء ألآلآف مسؤولين عن هذا التوقيع وظلوا قرابة عام كامل في الصحراء على الحدود الليبية المصرية، وسقط منهم العديد من القتلى والمرضى، إلى أن أعادهم النظام القاتل بهمجية متناهية بسبب الضغوط الدولية وليس الفلسطينية والعربية.

هذا ما كتبته شقيقته إيمان الحجوج

تعقيبا على مقالتي السابقة بعنوان (نهاية مسخرة قذافية عمرها ثمانية أعوام فقط)، كتبت لي شقيقته المحامية إيمان الحجوج التي حصلت مع أسرتها كما ذكرت على حق اللجوء في هولندا، ما يوضح مأسآة الأسرة، وسأحذف من رسالتها كلمات الشكر لي ...كتبت إيمان تقول: (السيد أحمد أبو مطر، تحية صادقة وبعد.. أعرفك بنفسي. أنا إيمان الحجوج أخت المناضل البريء أشرف الحجوج، كنت قد قرأت مقالتك تحت عنوان (نهاية مسخرة قذافية عمرها ثمانية أعوام فقط). حياك الله...فما كتبته قد لمس صلب الموضوع، لا بل وضعت يدك على الجرح من خلال كلماتك التي و إن دلت فإنها تدل على.......... يكتب بكلمة حق عن قضية هي في الأساس عبارة عن مسرحية هزلية لرجل مجنون يترأس دولة ويلعب بشعبها كالشطرنج، مسرحية هزلية دفعنا ثمنها من أعمارنا ومستقبلنا وأمانينا، لم يكن زادنا فيها غير إيماننا بالله بأنه سينصر المظلوم ولو بعد حين، ووقفة أبطال.... بجانبنا ودعمنا ولو بكلمة صادقة تمسح الدمعة وترسم البسمة والأمل في غد أفضل، ولن يمحو عنا أي ذكرى أليمة سوى كلمة البراءة التي سننتظرها دون ملل خلال السنوات القادمة، فالحكاية لم تنتهي بعد وإنما ابتدأت حينما خرج أخي من عنق الزجاجة.
....................
أحببت فقط أن أعبر لك عن شكري وشكر أخي وأسرتي المناضلة على كلماتك التي أتت كصرخة حق في زمن كثر فيه اللغو فما عاد البشر فيه يريدون سماع الحقيقة وإنما إلقاء التهم وزج الأبرياء خلف القضبان بدون أن يكون في قلوبهم مخافة من الله عز وجل...... وفي نهاية كلماتي أتمنى من الله أن يحفظك ويرعاك.... عميق احترامي وتقديري.. إيمان الحجوج).

من يدافع عن هولاء المستبدين

بعد كلمات المحامية الفلسطينية إيمان الحجوج عن مأسآة أخيها وأسرتها، من المهم أن نسأل: ما هي نوعية هذا البشر الذين يدافعون عن هكذا طغاة، هل لديهم ذرة من ضمير أو إنسانية؟. ولبيان نوعية هكذا طغاة، سأكتب في الأيام القادمة عن هذا الطاغية معمر القذافي، وكيف يضيع ثروة الشعب الليبي من خلال نموذج واحد، أطلق عليه في مارس الماضي (الملتقى العالمي السادس حول فكر معمر القذافي)، بلغ عدد المدعوين له حوالي 450 شخصا من 61 دولة، وسأنشر تفاصيل هذه المهزلة اعتمادا على وثائق ومصادر ليبية جماهيرية قذافية ليعرف الجميع كيف ينفق هذا الطاغية أموال الشعب الليبي.

الطبيب الفلسطيني أشرف الحجوج...الحمد لله ولحكومة بلغاريا على سلامتك... والتحية والتضامن معك ومع أسرتك التي صبرت على الضيم وتجاهل وصمت الأقربين عربا وفلسطينيين.
[email protected]