"لم نسمع ولم نشهد" اللقاء بين سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله رحمه الله مع حركة "حماس" في ديسمبر1990 ...هكذا كان رد المحيط القريب من الحكومة الكويتية ابان الغزو العراقي على ادعاء الأخ مبارك الدويلة بشأن اللقاء المزعوم بين الكويت وحركة "حماس"!
توثيقاً لتاريخ الكويت السياسي أبان الغزو العراقي، وعن اللقاء المزعوم بين سمو الشيخ سعد العبدالله وحركة "حماس"، أدعو الكاتب والقيادي في الحركة الدستورية مبارك الدويلة إلى توثيق ما ورد في مقاله في 24 أكتوبر 2023 في صحيفة "القبس" الكويتية بعنوان "لماذا تنتصر الكويت لغزة؟" و"موقف الفلسطينيين من الغزو العراقي للكويت".
حفّزني كلام مبارك الدويلة عن لقاء الشيخ سعد العبدالله مع حركة "حماس" في ديسمبر 1990 إلى معاودة التقصي لما أُثير عن اللقاء المزعوم كما فعلت في أغسطس 2021 بشأن الرسالة المزعومة للمرشد العام السابق للإخوان المسلمين مصطفى مشهور إلى مؤتمر جدة الشعبي.
زعم الكاتب مبارك الدويلة قبل نحو سنتين توجيه مصطفى مشهور، المرشد العام السابق للإخوان المسلمين، رسالة إلى مؤتمر جدة الشعبي في العام 1990، وفندت هذا الادعاء من واقع وثائق مؤتمر جدة الشعبي الذي أكدتها ونقلتها شخصيات ومراجع على قيد الحياة لله الحمد.
ليس هناك ما يبرهن على إطلاع مجلس الوزراء والأمانة العامة لمجلس الوزراء عن اللقاء المزعوم للشيخ سعد العبدالله مع حركة "حماس" خلال الغزو العراقي، فقد كان مجلس الوزراء مطلعًا على كافة الاتصالات والاجتماعات والتقارير السياسية للكويت بشأن الغزو العراقي وعلى كافة المستويات.
كانت اجتماعات الحكومة برئاسة سمو ولي العهد ورئيس الوزراء الشيخ سعد العبدالله رحمه الله أثناء شهور الغزو العراقي تتم مرتين يوميًا في الصباح والمساء، وكان رئيس الوزراء حريصًا على اطلاع الوزراء وفي غاية الدقة في الاستماع والحديث، كما هو الحال في التواصل اليومي مع المقاومة الكويتية.
لم أجد رأيا واحدًا يرجح المعلومات والكلام عن اللقاء المزعوم بين الشيخ سعد العبدالله وحركة "حماس"، بعد التواصل والتأكد من مراجع حكومية وأطراف مقربة من المحيط الكويتي الرسمي في ذلك الوقت العصيب، ولم تثبت صحة ادعاءات الكاتب مبارك الدويلة عن اجتماع كويتي رسمي مع حركة "حماس" في جدة.
أدعو الأخ مبارك الدويلة إلى تقديم أسماء الحضور من قبل ديوان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله رحمه الله مع "حماس"، الأموات منهم والأحياء، حتى نستفيد جميعًا والكويت قبل الكل من هذا التوثيق السياسي، وتحديد الأطراف السعودية التي سهلت دخول واستقبال "حماس" في جدة.
أتمنى أن أكون مخطئًا في ربط علاقة توقيت إثارة مبارك الدويلة، القيادي للإخوان المسلمين في الكويت، عن اللقاء المزعوم بين الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله وحركة "حماس" وبين أحداث "غزة" المأساوية الراهنة، فالغاية لا تبرر الوسيلة تحت أي ظرف من الظروف!
وأتمنى أن ينظر الكاتب مبارك الدويلة لتعليقي على مقاله من ضمير الوجهة التاريخية البحتة انصافًا لتوثيق تاريخ الكويت ابان الغزو العراقي، ويرجح الكويت على انتمائه للإخوان المسلمين ومبالغة التعاطف مع "حماس" حتى لا تدخل الكويت في دائرة التشويه والتشكيك والتزوير للتاريخ.
إن الكلام باسم الأموات سهلٌ جدًا، وتفنيده ليس معقدًا كما يتوهم البعض، حتى لو تم تجريدنا من حق النشر والتوثيق والتعليق على مقال الكاتب مبارك الدويلة، وحجب الرأي الأخر بتصرف غير مهني ومقصود!
*إعلامي كويتي
- آخر تحديث :
التعليقات