الياس توما من براغ: أكدت دراسة المنتدى الاقتصادي العالمي التي تتابع سنويا وضع النساء في 115 دولة في العالم أن السويديات يتصدرن نساء العالم من حيث المساواة مع الرجال فيما احتلت اليمن المرتبة الأخيرة . وقد قيمت الدراسة وضع النساء في المجتمعات اللواتي يعشن فيها وفق 4 معايير أساسية هي مدى مشاركتهن في الحياة السياسية ومدى مشاركتهن الاقتصادية ومدى توفر الفرص لهن للحصول على التعليم والثقافة أما المجال الرابع فهو وضعهن في القطاع الصحي .
ووفق هذه الدراسة فان نساء السويد يتصدرن نساء العالم في المساواة أما النرويجيات فقد حللن في المرتبة الثانية تلاهن النساء الفنلنديات فيما حللن النساء الايرلنديات بالمرتبة الرابعة والألمانيات بالمرتبة الخامسة أما النساء السلوفاكيات فقد حللن بالمرتبة الخمسين في حين حللن التشيكيات بالمرتبة 53 .
وعلى الرغم من أن هذا الرقم بالنسبة للتشيكيات لا يعتبر جيدا إلا انه ليس بالموقع السيئ أوربيا مقارنة بدول هامة متقدمة ففرنسا مثلا جاءت بالمرتبة السبعين على الرغم من السمعة الجيدة للفرنسيين في التعامل النبيل مع النساء في حين جاءت ايطاليا في مجال المساواة بين الرجال والنساء في المرتبة 77 .
و أشارت الدراسة إلى وجود اختلافات في مواقع النساء في المجتمعات اللواتي يعشن فيها في كل مجال من مجالات الدراسة الأربعة ففي المجال الذي يتعلق بوضع النساء في السياسية جاءت السويد في المرتبة الأولى فيما يتراجع موقع تشيكيا إلى المرتبة السبعين أما في مجال الصحة فقد حظيت فنلندة بالمرتبة الأولى في حين أن وضع النساء التنزانيات هو الأفضل عالميا في مجال المشاركة الاقتصادية أما في مجال التعليم فان الأفضل في مجال المساواة هن النساء الاستراليات .
وتؤكد مديرة قسم سياسة العائلات ومساواة النساء في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التشيكية ميخالا ماركسوفا ــ تومينوفا أن نتائج هذه الدراسة بالنسبة لوضع التشيكيات لم تشكل مفاجأة بالنسبة لها فحين يتم النظر إلى وضع النساء في السياسة في تشيكيا لا يتم العثور على الكثير منهن ولا أيضا بين مديري الأعمال .
وحسب رأيها فان المشكلة لا تكمن في الطريقة التي يتعامل بها الرجال مع النساء وإنما أيضا في موقف النساء من مسالة استقلاليتهن فالكثير من السياسيين يقولون بان وجود النساء القليل في السياسة يعود إلى اهتمامهن القليل بهذا المجال أو لعدم مقدرتهن على شغل المناصب العامة وان الكثيرات من التشيكيات يوافقن على هذا الرأي أما عندما يصطدمن في السياسة أو في العمل بمظاهر التمييز من قبل الرجال فيبدأن بالاحتجاج على الوضع القائم .
وتؤكد نائبة رئيس مجلس النواب التشيكي ميروسلافا نييمتسوفا التي فقدت منصبها كنائبة لرئيس الحزب المدني الديمقراطي الحاكم في مؤتمره الأخير بان وضع النساء أصعب ليس فقط أثناء دخول السياسة وإنما ايضا اثناء عملها في السياسة وذلك بسبب النظرة التقليدية القائمة تجاه النساء كأمهات وربات منازل .
وتؤكد السيدة نييمتسوفا أنها ليست من أنصار تحديد نسبة معينة لوجود النساء في مناصب أو قطاعات معينة ولكنها مع تغيير النظرة التي لدى الرجال إلى دور النساء في الحياة العامة . ولا يوافق على دراسة المنتدى الاقتصادي العالمي ممثلو التجمع المدني المسمى quot; اتحاد الرجال التشيكي quot; الذي يكافح ضد ظاهرة تنامي موقع النساء ويعتبر معلومات الدراسة بأنها مضللة .
وحسب نائب رئيس الاتحاد ميروسلاف سالاش فان هنالك بعض المجالات التي لا يتمتع بها الرجال بالمساواة مقارنة بالنساء ورغم ذلك لا احد يعتبر ذلك بأنه حالة من عدم المساواة وكمثال على ذلك أفاد أن النساء يتم إحالتهن على التقاعد قبل الرجال كما أن واجب الخدمة العسكرية الذي ألغي في تشيكيا قبل أكثر من عام كان يقتصر على الرجال دون النساء .
التعليقات