مراد النتشة من دبي: يطغى حضور سهير القيسي الإنساني على حضورها الإعلامي والحديث معها متعة كبيرة، تحمل في عقلها و قلبها مسؤوليات كثيرة تبدأ في بلاد الرافدين وتنتهي في البلاد العربية، الموضوع والجوهر عنوانها، ولا تبحث عن إضافة سطحية في مسيرتها الإعلامية الناجحة التي تتطلع من خلالها لمستقبل تزرع من خلاله بذور طيبة يحصدها الأجيال القادمة. إيلاف إلتقت الإعلامية العراقية سهير القيسي تحدثت فيه عن عملها وعن برنامجها الأسبوعي quot;من العراقquot; التي تسعى من خلاله وبمساندت الجهات الإنسانية لنقل الفرح الى الشعب العراقي من بين ألسنة النار التي تشتعل في بلادها:
ما الشيء المختلف الذي تقدميه في برنامجك على قناة العربية quot;من العراقquot;؟
مع وجود هذا الكم الهائل من الفضائيات العراقية التي تتناول الشأن العراقي، عملنا في العربية عبر برنامجي على نقل الخبر والحوار بطريقة متوازنة جدًا ومن دون الميول لجهو ما أو التحيز لطرف معين، لكن عندما تكون الضحية الطفل أو المرأة أو أحد كبار السن فيكون الأمر هنا مختلفًا لأنني أقف معهم بكل المقاييس.
هل ممكن أن يحقق هذا التوجه من الحيادية لو قدمت البرنامج إعلامية أخرى تحمل جنسية أخرى؟
لا يمكن التكهن، فنحن بذلك ندخل في إطار الإحتمالات، ولكنني أعتقد أن الجنسية لا علاقة لها بهذا الامر حيث يمكن أن يقدم البرنامج شخص آخر عراقي ولكنه يميل لطرف من الأطراف.
تقصدين أنك حيادية أكثر من غيرك؟
لا أقيس المسألة هكذا لكنني أنا بطبيعتي متوازنة ولا أنحاز لأي طرف من الاطراف في جميع أمور حياتي.
هل تشاركين في إعداد برنامجك quot;من العراقquot;؟
في برنامج quot;من العراقquot; أنا المسؤولة الأولى عن كل حرف يخرج منه، لهذا أشارك فريق العمل في عملية الإعداد على الرغم من أنهم يجاهدون في عملهم، لكننا نسعى دائمًا من اجل إخراج الحلقات بالصورة التي رسمتها له مع إدارة قناة العربية منذ البداية.
كيف هي ردود الأفعال والإحتكاك مع المواضيع التي تطرح من خلاله؟
تأتيني دائمًا تعقيبات كثيرة من العراق ومن بعض الدول العربية التي تتابع البرنامج الذي أصبح مشاهد من عدد كبير من المشاهدين، وجميعها بحمد الله تصب في مسألة الإشادة، وهذا ما جعل الأمر يتجه لمسؤولية أكبر في عملية الطرح.
أين يمكن أن تصل في مسؤولياتك؟
أنا لا أعتبرها مسؤولية بقدر ما هي رسالة، فتعييني سفيرة للنوايا الحسنة من خلال الهلال الاحمر العراقي أفرحني كثيرًا جعلني أحمل رسالة الطفل العراقي على عاتقي، ومن هنا بدأنا نعمل على زيادة الوعي للتعامل مع الطفل من خلال إطلاق حملة خاصة به على جميع الفضائيات العراقية والعربية للوصول الى تحقيق هذا الهدف.
والطفل الفلسطيني الذي يعاني أين هو من هذه الحملة؟
أنا الآن أعمل مع الهلال الأحمر العراقي وحملتنا موجه للطفل العراقي، ومن هنا سأنظر الى ما ستحققه هذه الحملة من النتائج المرجوه، فسأتوسع بعدها للوصول الى كل أطفال العالم العربي بما فيهم الطفل الفلسطيني الذي لا يقل معاناه عن الطفل العراقي.
ولماذا إخترت معاناة الطفل بالذات عن غيره؟
نحن لا نستطيع أن نتحدث عن مستقبل أفضل إن لم يكن لدينا جيل أفضل، وأنا أعرف معانة الطفل العراقي كوني كنت واحداً منهم عندما عشت الحرب العراقية الإيرانية، مراهقتي كانت أيام الحصار الإقتصادي بعد حرب الخليج، فهو الضحية الأولى في العراق، ولا يملك سوى الضعف والدموع والبراءة.
ما سبب إختيارك من قبل الهلال الاحمر العراقي أنت بالذات سفيرة له للنوايا الحسنة؟
تعتمد هذه المؤسسات الإنسانية على إختيار أعضائها أو سفرائها من بين أشخاص يمثلوا الشعب، مثل الجهات السياسية، وأنا كإعلامية صاحبة رسالة قدمت لهم مشروع خاص أعجبهم فعرضوا علي تمثيل مشاريعهم الكثيرة، وهنا كنت اول شخصية عراقية تحصل على هذا اللقب من الهلال الاحمر العراقي.
ما أكثر ما يؤلمك في وضع العراق الحالي من خلال برنامجك quot;من العراقquot;؟
تؤلمني كثيرًا نسبة الأمية المتزايدة التي وصلت الى نسبة 60% وهو رقم كبير بالنسبة إلى التحضر الحالي، لكنني أتمنى أن أقدم كل المساعدات الممكنة من خلال برنامجي.
كيف تنظرين للمرأة العراقية والعربية بشكل عام؟
أستطيع التحدث عن المرأة العراقية بالذات التي ما زالت ينظر إليها على أنها عوره، الى جانب أنها مسلوبة الحقوق، وهذا أيضًا شيء مؤلم ويحزنني.
إذن عليكن كإعلاميات شهيرات وتحملن رسائل إنسانية مختلفة أن تنظموا جمعية خاصة لدعم المرأة العراقية والعربية وتوعية هذا الامر في العالم العربي؟
أتمنى إجتماع الإعلاميات ضمن رسالة خاصة إنسانية، فنحن في الوطن العربي نعيش أزمات إنسانية مختلفة، وأصبحت داخلية أكثر مما تكون خارجية، لذا أنشد ذلك.
ما رايك بلقب ملكة جمال الاعلاميات العرب ؟
أنا لا أعرف الجهة أو الهيئة التي أقامت هذه المسابقة، ولم يتم تبليغي باي شيء من هذا القبيل، وأرى أن الموضوع لا يرتقي لمستوى الرسالة الإعلامية خاصة وأنه جاء على حساب المضمون الداخلي، ولو أخذ من هذا الجانب لكانت الإعلامية الراحلة أطوار بهجت هيه التي حصلت على هذا التتويج نظراً لأنها مثلت الرسالة الإعلامية بكل تفاصيلها، وضحت بحياتها وشبابها من أجل هذه الرسالة، لهذا لا تعنني مثل هذه المسابقات.
لكن ألا تعتقدين أن مجتمع الإعلاميات المتخصصات في نقل الأحداث السياسية وأخبار الحروب يجب عليهن أن يخضعن لبعض المسابقات من أجل المرح والفرح وتغيير الأجواء السوداء؟
أؤكد لك أن الأمر لا يحتمل فصل الشكل والمضمون، فهو تزاوج ضروري وشرط أساسي للإعلامية، فنحن عرفنا الإعلامية كريستينا أمركون من cnn كإعلامية ولم نعرفها كملكة جمال، والإعلامية أوبرا وونفري التي تعد من بين أهم 50 شخصية مؤثرة في العالم لم تكن عيونها ملونة أو شعرها أشقر، فالمضمون هو الفاصل في كل الامور. ويمكن نقل الفرح من خلال طرح مواضيع تفرح الناس مثل مسألة إستضافتي لبعض نجوم وإداريي المنتخب العراقي الذي فاز بكأس آسيا العام الماضي، فقد قام 22 لاعبًا بتوحيد 22 مليون عراقي، على الرغم من التفرقة الحاصة والتحزب.
لكن لو أنك لا تملكين جمال الوجه، هل كانت الإدارة في mbc قد إختارتك للإنتقال من الإذاعة الى الشاشة الفضية؟
أكذب عليك لو قلت لا، لكنني أملك شكل ومضمون، والنجاح الذي تحقق معي بتوفيق رب العالمين منذ دخولي وتنقلاتي في هذه المؤسسة الإعلامية التي تعد الأولى في الوطن العربي، الى جانب أن جهدي وجديتي بالعمل وإخلاصي للرسالة الإعلامية هي مصدر ثقتهم بي وتوجيه الدعم الكافي الذي أفتخر به.
ذكرتِ بعض الأسماء اللامعة الغربية، هل علينا نحن العرب أن نتشبه أو نقلد ما يحصل عندهم لتطبيقه عندنا كما يحصل في بعض البرامج المستوردة والموجهه الى الشباب العربي؟
أنا ضد التشبيه المطلق بالغرب، فنحن عمرنا سبعة آلاف سنة في بغداد وأصحاب حضارة كبيرة، من غير المعقول أن أتشبه ببلد عمره 250 سنة مثلاً، لكن تعجبني الشفافية في التغطيات الإخبارية الإيطالية وسقف الحريات العالي بها.
ما سقف الحرية في برنامجك؟
في برنامج quot;من العراقquot; أملك ميزة افتخر بها، وهي أن الخطوط الحمراء معدومة ، ولست مقيده، وأملك حرية التعبير، وقد تحاورت مع مدرائي بالعربية في هذا من بداية البرنامج.
وهل حققت قيسي كل الذي تتمناه حتى الآن في رسالتها الإعلامية؟
بصراحة أنا ما زلت أنتظر الفرصة ولدي الكثير لأقدمه، واتمنى تحقيقه بالأيام القادمة.
ألا تعتقدين أن الإعلامية يجب أن ياتي عليها يوم وتتوقف عن عملها؟
لماذا تتوقف بما أنها قادرة على العطاء وحمل رسالتها للوصول بها الى أبعد نقطة، وأنا ضد توقفها أبداً.
وفي نهاية حديثنا ماذا تعدين من مفاجآت للشعب العراقي الذي يتابعك من خلال برناج quot;من العراقquot;؟
لدي طموحات كثيرة من أجل الإنسان العراقي طفل وإمرأة وشاب وشيخ، وأعمل على زرع الفرح والبهجة على وجوه هؤلاء الذين لا نحس بمعاناتهم وهم في داخل العراق ويعانون الاحداث اليومية الاساسية مثلما نحن الذين خارج العراق.
[email protected]
التعليقات