أقيم مساء أمس حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الخامسة والثلاثين على خشبة دار الاوبرا المصرية، فيما عرض فيلم quot;الشتا اللي فاتquot; عقب حفل الإفتتاح.
القاهرة: بفاعليات بسيطة بسبب الاشتباكات التي تقع بالقرب من مقر حفل الافتتاح، اقيم مساء أمس حفل افتتاح فاعليات الدورة الخامسة والثلاثين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بحضور ضعيف للفنانين المصريين، وبمشاركة وزير الثقافة المصري محمد صابر عرب، ورئيس المهرجان عزت ابو عوف.
قدم حفل الافتتاح كل من حورية فرغلي وعمرو يوسف حيث تبادلا ترجمة الكلمات من العربية للانكليزية والعكس، عدا كلمة وزير الثقافة التي لم تترجم ويبدو أنها سقطت سهوًا من القائمين على الحفل خصوصًا أن غالبية أعضاء لجان التحكيم كانوا من الأجانب.
ولم يشهد الحفل إطلاق أي العاب نارية في الهواء، حيث اقتصر على فقرات الحفل التي لم تستغرق أكثر من ساعة وأذيعت على قناة نايل سينما التي حصلت على حق بث جميع فاعليات المهرجان سواء على الهواء أو مسجلة، بينما شهد الحفل إجراءات أمنية مشددة حول دار الاوبرا واستخدمت قوات الشرطة كلاب الحراسة في تأمين الدار.
ولم يشهد حفل الافتتاح سوى حضور عدد محدود جداً من الفنانين، وبخلاف أعضاء لجنة التحكيم حضر كل من يسرا، ليلى علوي، الهام شاهين، رجاء الجداوي، فيفي عبده، غادة إبراهيم، لوسي، ماجد المصري، صابرين، خالد يوسف، إيناس الدغيدي، منذر رياحنه، مايا دياب وسط غياب كافة نجوم السينما من الشباب والكبار الامر الذي اثار الانتباه خصوصًا وأن عددًا كبيرًا من الفنانين حرصوا على حضور احتفالية السلام التي اقيمت قبل أسابيع قليلة من المهرجان في مقدمتهم نبيلة عبيد ونادية الجندي.
بدأ حفل الافتتاح بعرض مسرحي أخرجه المخرج الشاب خالد جلال تناول فيه ظاهرة الاقطاع منذ ثورة 1952 وحتى الآن والثورات المصرية في عرض بسيط غلب عليه التعبير عن الروح الثورية التي تمر بها مصر، ليبدأ بعدها عمرو يوسف وحورية فرغلي بتقديم حفل الافتتاح.
وطالب عمرو من الحضور الوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء ثورات الربيع العربي، بعدها قال في كلمته القصيرة أن الشباب الموجودين بالقرب من دار الاوبرا ينتفضون من جديد لأجل الحرية التي لم يعرفها هو وأبناء جيله، مشيرًا إلى أنه كان يظن أنهم حصلوا عليها.
وأضاف أنه على الرغم من وجود أصوات كثيرة كانت تطالب بإلغاء دورة المهرجان الجديدة إلا أنهم أصروا على إقامتها من أجل استكمال مسيرة الفن.
أما حورية فرغلي فقالت أن كل شخص يحب نوعية من السينما، البعض يفضل الاكشن والآخر الدراما يبنما تفضل هي الرومانسية مثل الفتيات، ليصعد بعدها الدكتور عزت ابو عوف رئيس المهرجان على خشبة المسرح وسط هتافات من الحضور quot;تحيا مصر، تحيا مصرquot;، الامر الذي جعله يبكي على خشبة المسرح.
وقال رئيس المهرجان أن هذه الدورة مهداة الى روح شهداء ثورة 25 يناير، وأن تنظيمها كان من أصعب الدورات التي مر بها خصوصًا وأنه لم يكن يتوقع الوقوف مجددًا على خشبة المسرح كرئيس للمهرجان، ليبدأ بعد ذلك مقدمو الحفل في تقديم أعضاء لجان تحكيم المهرجان بأقسامه المختلفة.
وتبادل مقدمو الحفل حورية فرغلي وعمرو يوسف ترجمة أسماء الضيوف من الانكليزية الى العربية والعكس، لكي يظهروا على خشبة المسرح، حيث انضم لهم لاحقًا رئيس المهرجان ومديرته سهير عبد القادر التي دمعت عنيها عندما طبع الفنان عزت ابوعوف قبلة على رأسها تقديرا لدورها في خروج الدورة الى النور.
وخلال كلمة وزير الثقافة وقعت العديد من المواقف الطريفة حيث نسي الوزير إكمال كلمته، كما نسي أيضاً إعلان إطلاق فاعليات المهرجان وهو ما جعل الحضور ينادون عليه لتذكيره.
وقال الوزير أنه كان يتمنى أن يعقد المهرجان في وقت تكون مصر فيه استقرت سياسيًا مؤكدًا أن المهرجان أقيم على الرغم من كل الصعوبات ليكون جزءًا من مشهد التحول الذي يشهده المجتمع المصري.
وأكد محمد صابر عرب على أنه لا يتصور أن تقف الثورة عائقًا بين الفن والإبداع لأن الثورات لطالما كانت ملهمة للإبداع، مشددًا على أن القاهرة كانت ولاتزال من المدن الكبيرة التي اثرت في العالم بفضل مبدعيها وفنانيها وكانت دائمًا مدينة عصية على الانكسار، وستظل العاصمة الفنية والثقافية لكل بلاد الشرق.
بعد ذلك أعلن عمرو يوسف انتهاء فاعليات حفل الافتتاح على أن يعرض بعد الاستراحة فيلم quot;الشتا اللي فاتquot; يعقبه عشاء لضيوف المهرجان داخل دار الاوبرا.
وأرجأت إدارة المهرجان تكريم الفنانين في الدورة الجديدة لحفل الختام أملاً في أن تكون الاوضاع قد استقرت ويمكن إقامة أجواء احتفالية تصاحب الحفل المقرر في السابع من ديسمبر المقبل.
وأكدت الفنانة يسرا لـquot;إيلافquot; أن كلام وزير الثقافة أمر جيد للغاية وجاء كرسالة للعالم أجمع وليس للفنانين المصريين فحسب، لافتة إلى أن مصر ستظل هوليوود الشرق مهما كانت الصعوبات التي تواجهها أو الانظمة الحاكمة والتيارات السياسية الموجودة في المجتمع.
وأشادت بموقف إدارة المهرجان من تنظيمه في هذه الظروف الصعبة والاوضاع الامنية مؤكدة أن المهرجان سيظل أحد العلامات السينمائية المضيئة في مصر.
من جهتها، أكدت الفنانة ليلى علوي حرصها على حفل الافتتاح ولم تشعر بأي قلق مما يحدث في التحرير خصوصًا أنها توجهت له في اليوم السابق وتؤمن بما ينادي به الشباب المتظاهر والمعتصم، لافتة إلى ان إقامة المهرجان تقدم رسالة مهمة للعالم وهي أن الحياة تسير في مصر بشكل طبيعي.
وأوضحت أنها ستحرص على المشاركة في فاعليات المهرجان خلال الايام المقبلة، على أن تحضر حفل الختام، لافتة إلى أن مساندة ودعم المهرجان واجب على جميع الفنانين المصريين لما تمثله هذه الدورة من اهتمام خاص لكونها الاولى بعد ثورة يناير وتقام في ظل ظروف غير عادية.
وأشارت الفنانة سوسن بدر أن شعورها بالحزن على ما يحدث في مصر، جعلها ترتدي فستانّا اسود ومن دون أن تضع ماكياج على وجهها، مؤكدة أن إقامة المهرجان تشير إلى أن مسيرة السينما في مصر لن تتوقف وستسير في طريقها الصحيح.
التعليقات