&عاد الفنان العراقي ستار خضير إلى هوايته في اللعب أمام الكاميرا التلفزيونية وانفتحت أمامه بعض الأبواب ليطل على الشاشة مجدداً بعد غيابٍ قسري.
&
بغداد:&بعد فترة غياب طويلة عن الدراما العراقية، عاد الفنان ستار خضير ليؤكد حضوره على الشاشة الفضية. فبعد أن تألق في مسلسل "سفينة سومر"، انفتح أمامه بابين في مسلسل "البنفسج الأحمر" الذي يؤدي فيه شخصية شريرة، ومسلسل "رازقية" الذي شارك فيه كضيف شرف حيث يُجسِّد&شخصية الطبيب "جمولي أبو غايب". وفي حديثه مع "إيلاف"، تمنى "خضير" أن لا تؤدي العلاقات الشخصية دوراً في إخضاع الأعمال للمحسوبيات عند توزيعها، وأن ينتهي عصر مصطلح "الكروبات" حتى يذهب الدور المناسب للممثل المناسب.
وفيما يلي نص حواره مع "إيلاف":
&* ما هو جديدك على صعيد الدراما ؟
&-& إنتهيت أخيرا من دوري في مسلسل يحمل عنوان "البنفسج الأحمر" من تأليف ناصر طه وإخراج فارس طعمة، وأجسد فيه شخصية سلبية لرجلٍ في زمن النظام السابق يُدعى "عبد الرزاق المهنا" و يعمل مع صديقين. فقاموا بتشكيل ثلاثي وسجنوا معاً ثم خرجوا بعد الإحتلال، ويمكن وصفها بالشخصية الشريرة والمتلونة ، وينتهي الحال بها في نهاية مأساوية.&
&* ما الذي لفتك انتباهك أكثر في الشخصية ؟
&- التلوّن الذي تحمله يحيث نشعر أن الرجل يحمل الطيبة فيما حقيقته غير ذلك. فهو يلعب على نبض الحياة ويستفيد من أزمات الآخرين. وما يضمره في قلبه ونفسه لا يظهر على سلوكيات أدائه اليومي. ويجب القول أن هذه الشخصية جديدة عليّ بكل مواصفاتها، والفضل يعود في هذا يعود للمخرج فارس طعمة.&
* هل وجدت صعوبةً معينة في أداء شخصية شريرة لا تشبهك تماماً؟
- لا يمكن لفنانٍ محترف أن يجد صعوبة في أداء أي شخصية تُسنَد له ، لأن عمله هو التمثيل وتقمّص الشخصيات، بل إن شعوره بالمسؤولية يفرض عليه أن يؤديها بكل ما يمتلك من خبرة وتجربة. وإذا ما عاش القلق، فهو القلق المشروع ،لكن يمكن القول أن هذه الشخصية كان فيها جهداً كبيراً كونها تخضع لتغييرٍ في العمر.
&* شاهدناك في مسلسل "سفينة سومر" بشكلٍ آخر، حدثنا عن دورك؟
- جسدت في العمل شخصية "المختار" وهي شخصية رئيسية ومهمة جداً في العمل، فضلاً عن المساحة الواسعة فيها وفي الشغل الأدائي . وأنا أعدّها من الشخصيات المركبة، لأن هذا المختار هو حلقة الوصل ما بين أهل القرية والوفد الذي يقوده العالِم النرويجي"هيدرل" لبناء سفينة "سومر". فأهل القرية يخافون على قريتهم ومواشيهم لذلك يعاني المختار كثيراً كي يعرف حقيقة وجود هذا الوفد أولاً، ويعاني ليجد عملاً لأبناء القرية مع أعضاء الوفد، ومن ثم يعاني لوجود منغصات تمنع بناء السفينة حيث هناك مجموعة من&الأشرار أيضاً. فيتصدى لكل هذه الأشياء وتنتقل معاناته إلى بيته وعائلته المؤلفة من زوجته وإبنتين مع إبن أخته اليتيم "شكوري" الذي يشكل حلقة مهمة في حياته ويجسد دوره الفنان "باسم الطيب"، فيكون بمثابة إبنه، لكنه يدخله في مشاكل ومطبات، لكن هذه&الشخصية هي عملاقة إلى حدٍ ما. وإن شاء الله ستنال النجاح وأنا أتوقع منها شيئاً آخر في بالي إذا ما تم عرض العمل.
*كيف وجدت نفسك في هذه الشخصية خاصةً أن الحدث معاصر؟
- الشخصية مكتوبة بشكلٍ جيد ولديها أكثر من مسار وأكثر من خط بياني في حياتها الدرامية، وهذا ما أعطاني مساحةً جيدة كي أعمل بشكلٍ جيد، خاصةً أنني لم أعمل منذ فترةٍ طويلة. لذلك أعتقد أن المشاهد سينتبه فعلاً إلى هذه الشخصية وستشده كثيراً للانفعالات التي تفجرت من روح الشخصية، وإن كانت مُتعِبة، لكنني شعرت بالمتعة في أدائها.
&* ماذا كان شعورك كفنان عند حرق السفينة؟
- لقد واكبت بناء السفينة من أول لحظة، لذلك حزنت كثيراً عند حرقها، وكنت أتمنى أن تبقى ولكن الحدث يُجبر الآخرين على الحرق. ولقد&حاولوا إيجاد معالجة لإنقاذ السفينة من الحرق فلم يجدوا، فالذروة في المسلسل هو الحرق لأن العمل أراد أن يقول أن هذه السفينة لو لم تحترق لوصلت إلى كل العالم في عام 1978 وهي عنوان للحضارة السومرية.
*كان هذا العمل الوحيد لك خلال سنة، هل هذا يرضي طموحك؟
- مستحيل، ولكني بقيت أكثر من سنتين بلا عمل، ولا أريد أن أتحدث عن مسألة "الكروبات" أو الأدوار التي تتوزع بشكلٍ آخر، لكنني مقتنعٌ إلى حدٍ ما بأنني إذا ما قدمت في السنة عملاً واحداً، فمن الممكن أن اقول هذا أنا على الأقل.
* هل شعرت بالغبن للغياب القسري عن الشاشة؟
- أشعر بالغبن طبعاً، ولكنني بدأت أفقد هذا الشعور، لأن الناس صارت تشعر بهذا الغبن أكثر مني. فهم يسألونني: لماذا لا نراك على الشاشة؟ وعلى سبيل المثال، لقد وزعوا من جديد أربعة أعمال نجد أن الممثلين الذين تم اختيارهم - مع إحترامي الكبير لهم- عندما تضعهم إلى جانب ستار خضير أعتقد أن الفرق يظهر واضحاً، وهذا ليس تقييمي الشخصي، بل هو حديث الناس. ولكن، ربما المنتج أو المخرج هو الذي يختارهم.
* برأيك من يتحمل هذه المسؤولية ؟
- تختلف الأمور حسب&موقع كل&عمل. فبعض الأعمال&يوزع أدوارها المنتج، واذا كان المنتج فناناً، فهذه كارثة، لأنه سيجلب الممثلين الذين هم أقل منه مستوى، وهذا أمرٌ معروف في الوسط الفني، لأنه يخشى أن يجلب ممثلاً للعمل معه، حتى لو كان يوازيه. وإذا ما فكر أن يجلب ممثلاً جيداً، فإنه سيعطيه أدواراً ثانوية. ولا أعتقد أن منتجاً سيفكر بأن يعطيني دوراً ثانوياً لأنه يعرف ردي مسبقاً. لذلك أتمنى أن لا تؤدي العلاقات الشخصية دوراً في إخضاع الأعمال للمحسوبيات، وآمل أن ينتهي عصر مصطلح "الكروبات" ليذهب الدور المناسب إلى الممثل المناسب.
* كيف ترى واقع الدراما العراقية مع كثرة الإنتاج خلال هذه المرحلة ؟
&- من الممكن أن نقول أن كثرة الأعمال الدرامية توفر لنا النوع الجيد. لذلك ظهرت أعمال جيدة منها "سفينة سومر" ، "النبي أيوب" و "سامكو"، وأخرى غيرها. ومن هنا أعتقد أن إنتاج الأعمال سيؤدي بالنتيجة إلى ظهور مسلسلات كبيرة.
* هناك الكثير من الأعمال الدرامية&التي تحمل&العنف والدماء، ماذا تقول عنها؟
- أعتقد أن الدراما العراقية ستخطو خطواتها بشكلٍ&صحيح من خلال ابتعادها عن القتل والعنف، لأن المتلقي العراقي يرى العنف والدماء في يومه العادي. لذلك هو ليس مستعداً لرؤية هذا يتكرر&على شاشة التلفزيون. وانطلاقاً من هذه الحقيقة، أدعو القيمين على الدراما العراقية إلى التوجه لإنتاج الأعمال الإجتماعية، الرومانسية والكوميدية من أجل رسم الإبتسامة والسعادة على وجه المتلقي العراقي.
&
&
&











التعليقات