أكدت الفنانة العراقية الكبيرة ابتسام فريد انها لم تعتزل التمثيل ولكنها لم تجد النص الجيد الذي يقنعها ، موضحة ان هذا الغياب عن الاعمال الدرامية يسبب لها بعض الاحباط .

بغداد:الفنانة ابتسام فريد هي ابتسام فاضل مغازجي من مواليد بغداد ، خريجة اكاديمية الفنون الجميلة بدرجة امتياز ، عملت في المسرح والاذاعة والتلفزيون والسينما ، تزوجت الفنان الكبير بدري حسون فريد فحملت اسمه. ومنذ وقت طويل وهي مختفية عن الشااشة الصغيرة ، لكنها توضح ان هذا الاختفاء ليس معناه انها اعتزلت الفن ، بقدر ما ان الخلل في النصوص التي تعرض عليها ،مشيرة الى عدم وجود اهتمام بالفنان من كبار السن ،مشيرة في حوار مع (ايلاف) انها ما زالت تحن الى مايكرفون الاذاعة الذي تعشقه .
*ما زالت مختفية عن الشاشة الصغيرة ، لماذا ؟
- مفردة (الاختفاء) اصبحت اسمعها كثيرا في الاونة الاخيرة لان الجمهور يعتقد انني بعيدة او معتزلة عن العمل الفني ولكن في الحقيقة ان السبب فقط هو انني لم اجد النص الذي يجعلني اتمسك فقط بحب الناس واحترامهم ونظرتهم الجميلة لي ،وعندما اعثر على النص الذي يحتفظ باحترام الناس لي سوف اعود الى العمل ان شاء الله ، على الرغم من ان عدة نصوص قدمت لي في الاونة الاخيرة ، احد النصوص قرأته كاملا ،كما هي عادتي كي اوافق عليه ام لا، فأحسست ان فيه نفسا طائفيا فرفضت وبقوة رغم كل الاغراءات المادية التي قدمت لي ، وهناك نص آخر شعرت فيه انه يبتعد اكثر مما اود ،بعيدا عن مشاكل المجتمع ومعاناته ، وجدت انه لا يضيف لي ولا للمجتمع اي شيء .
*ماذا لو كان المخرج ممتازا ،هل يمكن ان ترفضي نصا لا يعجبك ؟
- حتى لو كان المخرج ممتازا ،فالنص عندي هو الاساس ،الكلمة اساس كل شيء ، عندما لا تقول هذه الكلمة شيئا فماذا سيفعل المخرج؟ مهما وضع الوانا وديكورا الى اخره، لا يمكن ، فالفكرة هي الاهم ، ثم ان المشاهد العراق ذكي ومفسر ومثقف وحتى الناس الذين تتصور انهم غير مثقفين هم ناس اذكياء ويفهمون جدا ما يعرض على الشاشة .
* ما أخر ما عرض لك على الشاشة ؟
-اخر اعمالي كان مسلسل (غربة وطن) مع المخرج جلال كامل قبل ثلاث سنوات .
*هذا الغياب ، هل يشكل لك احباطا ؟
- بالتأكيد ، بالتأكيد.. وهذا الغياب هو في الحقيقة هو اختياري ، فأنا قدمت لي نصوص ولكنني رفضتها .
*اين الخلل برأيك ؟
- المشكلة في النص، المشكلة في عدم تكليف المسؤولين كتابنا المبدعين في ان يكتبوا للفنانين الرواد ، وللفنانين الكبار ، وكأنما هناك مؤامرة واضحة لتغييب الرواد والاساتذة وتغييب المبدعين الحقيقيين ، وهذه مسألة خطرة جدا ،على العكس مما يعمل به العرب في مصر ودول اخرى ، يكتبون للرواد ويعتنون بهم ، ومن خلالهم يكتبون للشباب ،فبالتالي الذي سيحصل ان هؤلاء الشباب سيكتسبون خبرة هؤلاء ومن ثم يبدعون مستقبلا ، ويبقى العمل في رقيه .
* هل تهمك الاجور قبل المشاركة في اي عمل ؟
- ابدا ، ولكن لم يغبنني المخرجين والمنتجين يوما حقي وليس انا فقط بل كل زميلاتي في الوسط الفني، ربما مرت علينا ظروف صعبة عندما كنا في سورية وكنا نسافر ونعود حاول المنتجون استغلالنا ولكنني رفضت وكنت افرض الرقم الذي اعتقد انني استحقه .
*كيف تنظرين الى واقع الدراما العراقية ؟
- الدراما العراقية قد تكفيها كلمة واحدة ، وهي ربما تعجبك او لا ، وهي انها اصبحت تعتمد على العلاقات الشخصية فقط ، ومن خلال هذه العلاقات تغيّب الكثير من المبدعين .
*غيابك لثلاث سنوات كيف قضيت ايامها بعيدا عن الكاميرا ؟
- اعوض الغياب بالقراءة ،انا عاشقة للكتاب بشكل ممتع جدا والحمد لله، قراءاتي مستمرة واحب الكتاب واعتني به دائما وبالتأكيد هو اقرب صديق كما يقال .
*ومايكروفون الاذاعة .. اي حنين لك له ؟
- احن اليه كثيرا جدا ، هذا المايكروفوف كان عشقي بشكل لا اعرف كيف اصفه ، ولا زلت اعشقه ، كنت آخذ حريتي تماما وانا خلف هذه الالة ، اجسد معه كل الشخصيات التي مثلتها مع اصدقاء رائعين ، وكنت أؤدي ضمن العمل الواحد عدة شخصيات ،فكان يمنحني الحرية لاعبر عما في دواخلي
* لو ذهبنا الى بداياتك ، ما الذي تستذكرينه منها؟
- بدايتي كانت على المسرح ، هذه الخشبة المقدسة التي عشقتها وانا في التاسعة من عمري ، وقد كان في مدارسنا آنذاك يوم في الاسبوع لابد ان نقدم فيه فنا ،ففي كل يوم اثنين لابد للطلبة ان يقدموا شيئا فنيا سواء اغنية او تمثيلا او رقصا او موسيقى ، وانا كنت ضمن هذه المجموعة الفنية ،وصادف ان تكون هناك حفلة تخرج للثانوية في مدرسة الشرقية فقدموا عمل باليه وموسيقى وحاولوا ان يقدموا مسرحية (مريم المجدلية) كتبها طالب بشكل جميل وبطلة العمل احدى قريباتي بمثابة خالتي ، ولانني اشبهها اختاروني لاكون مريم المجدلية الصغيرة ، كان ذلك نهاية الخمسينيات ،انا افخر انني اعتليت خشبة المسرح وانا في التاسعة من عمري ، وهكذا كانت البداية وهكذا استمر عشقي للمسرح ووفقني الله لاكمل دراستي وقبل الدراسة عملت مسرحية (الدب) لتيشخوف مع الاستاذ بدري حسون فريد (زوجها)، واذكر ان شكلي حينما وضعوا لي المكياج كان مضحكا جدا ،وكان عمري حينها بين 12-13 عاما ، واخي كان يحضر البروفات يوميا ، ولكن الخبر وصل الى اخوالي ،هم يتذوقون الفن ولكن لا يسمحون لاحد منهم ان يكون فنانا ، هذا مستحيل، فكيف بي انا الفتاة ، ويوم صعدت على المسرح كنت اتوقع ان تأتيني رصاصة في اي لحظة من اخوالي ، وقسم منهم الى حد الان لا يحكي معي ، والغريب ان اغلب نساء العائلة ما زلن يقاطعنني.
.