بيروت: تشهد الدراما المصرية منذ 5 أعوام بروز نجمات كن قد إختفين عن الشاشة لسنوات طويلة وعدن وهن في خريف العمر الى الواجهة بأدوار قوية جددت شعبيتهن وكانت الفائدة متبادل فهذه الفئة العمرية كانت تشهد شحاً في الإختيارات لأن الدراما لم تركز عليها وكانت تركز على أدوار الشباب بحكايات نمطية وخلطة نمطية، تتكرر بأشكال مختلفة وتتكرر معها الوجوه في نفس نوعية الأدوار تقريباً.
الفنانة شيرين رضا من بين هذه الأسماء التي جددت دماءها وشكلت حالة وحضوراً فرض نفسه على الجمهور مؤخراً بأدوار هامة حتى وإن كانت مساحتها محدودة.
رضا التي تنتمي لواحدة من أكثر العائلات الفنية شهرة في مصر، فوالدها (محمود رضا) أحد مؤسسي فرقة رضا للفنون الشعبية، هذه الفتاة الجميلة ذات الملامح الأوروبية بدأت منذ أن كانت في الحادية عشر من عمرها بالعمل في الإعلانات التجارية، ثم غادرت بعد ان انهت الثانوية العامة الى أميركا لدراسة تصميم الأزياء.
وعند عودتها الى مصر لفتت الأنظار اليها في العام 1989 عندما قامت ببطولة (فوازير فنون)، وهو عرض تلفزيوني استعراضي ضمن سلسلة شهيرة اعتاد تقديمها المخرج الراحل (فهمي عبد الحميد) خلال شهر رمضان، وكانت تُعد من أكثر الأعمال التلفزيونية ضخامة في وقتها. لكن تقديم شيرين لهذا العمل بعد نيللي وشيريهان ظلمها حيث لم يتقبلها الجمهور في حينها. 
تزوجت بعدها من الفنان عمرو دياب الذي سبق وتعرفت عليه عندما كانت تصور معه إعلاناً تلفزيونياً قبل سفرها الى الخارج للدراسة، ثم جمعتها به الصدف مجدداً وتقدم لخطبتها وتزوجا بعد إنتهائها من تقديم الفوازير بأشهر قليلة.
وظهرت معه في أغنيته المصورة متخافيش التي تم تصويرها في منزلهما، ثم ظهرت في أغنية مصورة أخرى مع الفنانة وردة الجزائرية لأغنية فين أيامك، ثم أبعدها إنجاب إبنتها نور عن الوسط الفني لسنوات حتى عادت الى الوسط الفني بعد طلاقها من عمرو دياب، بفيلمين متتاليين أمام النجم الراحل (أحمد زكي)، فقدمت دور الزوجة الراقية المخدوعة في نزوة (1996)، ثم الابنة البريئة للثري الفاسد في فيلم حسن اللول (1997). لم تكن شيرين في وقتها تنظر الى التمثيل بجدية، لذا رفضت الكثير من العروض من بعدها وفضلت ان تبقى بجانب طفلتها حتى كبرت ودخلت الى الجامعة، عندها قررت العودة الى الأضواء مرة ثالثة.
البداية كانت خجولة في مسلسلي لحظات حرجة، و راجل وست ستات والصفعة، لكن العلامة الفارقة بالنسبة لها كان ظهورها في مسلسل بدون ذكر أسماء عام 2013. قدمت بعده مسلسل المرافعة. 
وعادت الى السينما بقوة بدور فنانة الوشم ديجا بفيلم الفيل الأزرق الذي يعد من أنجح أفلام العام 2014، ثم قامت بدور أكثر قوة وعمقاً في فيلم (خارج الخدمة) (2015)، كأرملة منعزلة تقضي حياتها في الفرجة على العالم الذي يشتعل من حولها، وتدخل في علاقة غريبة مع شاب يعيش حياة أقرب للمتشردين، ومعه تنزلق ببطء في عالم إدمان المخدرات.
في العام 2015 شاركت في مسلسل العهد (احد أنجح الأعمال في الموسم الرمضاني) قدمت خلاله شخصية جومر الشريرة، لم تعد شيرين تتعامل مع التمثيل كوافدة من عالم الإعلانات لا تمتلك سوى الشكل الجميل والحضور المحبب، حيث تحدت نفسها وقدراتها وبدأت تتعامل مع التمثيل كمحترفة، فظهر النضج على أدائها الذي تلقفه النقاد بالثناء والمديح.
شيرين رضا في 2016 وقفت نداً ليسرا في مسلسل فوق مستوى الشبهات، وقدمت شخصية إنجي الزوجة الأرستقراطية التي لم تنجب، وتعاني من الفراغ ومن إهمال زوجها، فتلجأ لطبيب نفسي للشكوى والفضفضة، وتعيش في مجمع سكني راقي تتلهى بمراقبة سكانه وتستمتع بالنميمة، حتى تقع ضحية لصديقتها رحمة حيث تحاول الأخيرة الصاق جريمتها بها أولاً، وعندما تفشل في إثبات التهمة عليها تسعى لخطفها وقتلها لإلصاق التهمة بضرتها ولكن إنجي تنجو من الموت وتثور على زوجها وتقف لتواجهه وتحاسبه على خيانته لها وتستعيد زمام حياتها. 
دور إنجي لم يكن سهلاً، لأنها مرت بتحولات نفسيه عديدة، فبدأت شخصية باردة وضجرة، ثم تحولت لشخصية مذهولة وهي تراقب عالمها ينهار من حولها، ثم دخلت مرحلة ضياع وصدمة عندما إكتشفت أن زوجها متزوج عليها وإستغل وجودها في السجن ليأتي بزوجته الثانية لتعيش في منزلها وتحتل مكانها.
إنتهاءً بلحظة المواجه عندما تنتفض عليه وتواجهه بعجزه عن الإنجاب وهو السر الذي كتمته عنه والصقته بنفسها كي لا تجرح كرامته كزوج وضحت بأمومتها لأجله.
وبجانب دورها في فوق مستوى الشبهات، ظهرت رضا في مسلسل الميزان ظهوراً خاصاً بعدة مشاهد قدمت خلاله دور زوجة رجل الأعمال القوية الراقية التي تتعالى على خيانة زوجها لها وزواجه من أخرى وتقف بجانبه في محنته عندما يتم إتهامه بالقتل ظلماً، ورغم قلة مشاهدها إلا نجحت في فرض حضورها، وعندما غابت عن العمل إستاق لها المشاهد وتمنى لو كان دورها أطول قليلاً لأنه بدى مبتوراً عنما إختفت هي وإستمر إبنها بالظهور.
في المحصلة شيرين رضا أثبتت حضورها أخيراً وهي مطالبة بأن تتخلى عن شعورها بالتواضع أمام موهبتها فهي لو تعاملت معها في الماضي بنفس الجدية التي تتعامل بها الآن، لكانت مكانتها أكبر بكثير مما هي عليه اليوم، ولكن وكما يقال: أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً.