"إيلاف" من بيروت: أطلَقَ مركز "ُEcil" التابع لمؤسسات الإمام موسى الصدر حَملَتَه للتوعية المجتمعية لأهمية التدخل المبكر لتأهيل الطفل في لبنان من ذوي الحاجات، وذلك خلال الإحتفال الذي أقيم في مجمع الـABC الأشرفية الذي قدَمَ صالة الـ Grand cinema دعماً لهذه الحملة. حيث تمَ تكريم تسعة ممثلين لبنانيين تطوّعوا على استخدام الفن لدَعمِ"اسيل"على التوعية المجتمعية للتدخل المبكر لتأهيل الطفل في لبنان من ذوي الحاجات والفنانين، وهم: عايدة صبرا، برناديت حديب، بياريت القطريب، باتريسيا نمور سارة قصير، عمار شلق، جورج خباز، ميشال حوراني رودريك سليمان.

حضر الإحتفال وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية عناية عز الدين، رئيسة الهيئة الادارية لمؤسسات الامام الصدر رباب الصدر، ومديرة "المركز" مليحة الصدر شرف الدين، مدير العناية الطبية في وزارة الصحة الدكتور جوزيف حلو، رئيسة مصلحة المعوقين في وزارة الشؤون الاجتماعية ماري الحاج، إضافةً إلى حشدٍ كبير من الشركاء والأطباء والمتخصصين ومؤسسات المجتمع المدني وطلاب الجامعات المعنيين بمجال التدخل المبكر، وأهل الصحافة والإعلام. 

غلبوني
النشيد الوطني اللبناني، فكَلِمَة مؤثرَة لستيفاني غلبوني، صاحبة فكرة الحَملَة وإشراك الفنانين فيها، ثم عرض الشريط المصوَر لولادة هذه الفكرة وتبلورها وتنفيذها، بعد أن كتب كلماتها شاكر بو عبدالله، وأخرجها كارل حداد ووضع الموسيقى التصويرية لها جان بول جلوان.
هذا وبدأ الترويج للحملة عبر مواقع التواصل الإجتماعي التابعة لمركز"اسيل"، وقريباً سيتم عرضها على شاشات التلفزة تباعاً، من خلال أربعة شرائط بصوت الفنانين وشهاداتهم. علماً أن فكرتها تنطلق من خلال عبارة "أول مرَة" طلِعِت على المسرح، أول مرة سِقِت سيارة، أول مرة طَبَخِت، و"اول مرة" عرِفت أنك رح تصير أب – أم . لتصل الفكرة إلى الصعوبة التي يواجهها أيضاً الطفل لأول مرة أكان في المشي أو النطق أو التواصل. ومن هذا المنطلق كان التعاون مع مركز "اسيل" مهماً لكونه يضُم فريقاً متعدد الإختصاصات، ويهدِفُ لإيصال الأطفال لأقصى قدراتهم ليعيشوا حياةً أفضَل.

الصدر
وألقت السيدة رباب الصدركلمة جاء فيها: "...يسعدني أن أخاطبكم باسم مؤسسات الإمام الصدر- الذي يعرف مهمته بالقول: مهمتي الدينية بالذات، تهدف في لبنان إلى رفع مستوى الحياة الإجتماعية بصورة عامة". تابعت: "هذه المؤسسة هي واحدة من الانشطة التي أقامها سماحته لرفع مستوى الحياة كما أنها تُقبل على عامها الخامس والخمسين وقد أتخذت منهجها من مضامين اجتماعية للتنمية البشرية حددها بحركة تطوير تتفاعل مع حاجة الإنسان ونوعية حياته لتوفير مدى إشباع لحاجاته الإنسانية للنمو الجسدي والإجتماعي والثقافي والنفسي، يما يؤمن القدرة على المشاركة في الحياة العامة".

واستعرضت نشاطات المؤسسة وإنجازاتها منذ تأسيسها برعاية "الإمام المغيب" ومنها تأهيل النساء لعملٍ حرفي، والخدمات طبية والتمريض، وتأسيس المستوصفات ودورات الطب النفسي، وقالت: العين دائما على حاجات الإنسان، المستضعف، ولذلك ننظر إلى كل خطوة لكشف الجانب الأكثر ضعفا في مجتمعنا، وكانت النظرة تقف في كل تأمل عند مشكلة حديثي الولادة ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا نجد في النفس إلا الحسرة لأنها مشكلة متشعبة الجوانب، فاقتحام هذا الجدار لا تتوفر له الخبرة الكافية للقيام بالمحاولة، ولا يزال الدخول الى مثل هذه التجربة ينقصها الكثير من القدرات، وإن كانت قد توفرت الطاقة العلمية أو تأمنت الكفاءة اللازمة، لكن التجارب في هذا الباب قليلة في لبنان. 
وأشارت إلى أن مؤسسات المجتمع المدني تطرق هذا الباب بحذر لشدة لتعقيداته، وأولها ضعف ثقافة مجتمعنا اللبناني بشكل عام. وأكدت دعمهم لهذه المبادرات شاكرة القيمين على المناسبة ودعم مؤسسة الـABC واندفاع اهل الفن والمجتمع المدني.

شرف الدين
أما مديرة "اسيل" السيدة مليحة الصدر شرف الدين، فشكرت كل من ساهم بإنجاح المناسبة، الفنانين، وزارة الصحة العامة والشؤون الاجتماعية، والفريق المنفذ وخاطبت الامام المغيب موسى الصدر "احترتُ وأنا أبحث عمّا أبدأ به ويمدّني بقوةٍ أتغلّب بها على رهبة الموقف، فلم أجد عزمًا أُشدُّ به أزري غير كلماتك أصابت المراد: :المجتمع يتشكل إذا كان هناك أخذٌ وعطاء، ولا أخذ وعطاء إلا إذا كان هناك تفاوت وكلما كثُر التفاوت كثُرت الوحدة لأن كثرة التفاوت تُكثِر الحاجة وكثرة الحاجة تشد الارتباط والتوحيد واللقاء بين أبناء مجتمعٍ واحد".
وقالت: منذ ستة سنوات لمست مؤسسات الإمام الصدر الحاجة إلى مركز التدخل المبكر أسيل، فالرعاية المطلوبة لهذة الفئة العمرية لم تكن موجودة، لأن المطلوب برأي الأبحاث والتجربة الرعاية عبر تعددية الإختصاصات وعبر الدخول إلى أبرز الدوائر المؤثرة بشكلٍ مباشر أو غير مباشر على الطفل الذي نتابعه لتحسين نموه وأدائه بمختلف الوسائل للوصول إلى أقصى قدراته. وقالت: تماشيًا مع نهج مؤسسات الإمام الصدر في الوصول إلى الإنسان غاية كل الأديان، يلتزم مركز أسيل بقيمها الأساسية الخمسة:
• كرامة الإنسان لبناء المستقبل الأفضل
• الجودة والتمايز لرفع التوقعات والارتقاء المجتمعي بشكل تدريجي
• عدم التمييز بكافة أشكاله، من أجل صورة نقية بكامل أبعادها
• التعاون والتكامل
• التسامح لتسمو العلاقات وتثمر عطاءاً بدل الغرق في متاهات الكيديّة
وذكرت أنه يستفيد في أسيل حوالي ثلاثين أسرة وطفل .وكلما اقترب عمر الطفل إلى ثلاث سنوات ونصف، نبدأ مع أسرته البحث عن المكان الأفضل - مدرسة دمج أو مركز مختص - وكم موجع أن يتقدم الطفل ثم نراه يتراجع عند انتقاله إلى مكانٍ آخر. ولكننا نسعى إلى أن نحدث فرقاً وتحسيناً بشكلٍ مباشر أو غير مباشر عبر تقدمة الخدمة النموذجية، بتعددية الإختصاص وشروطها، واستقبال المتدربين، وإحداث التغيير في منهاج الجامعات، تدريب الحضانات، توثيق الخدمات بشكلٍ علمي لتقديم الأبحاث العلمية، خلق برامج مختلفة بحسب الحالات والإحتياجات، إشراك الأسرة وتمكينها من تحمّل مسؤوليتها،هذه العبارات مليئة بالتحديات والصعوبات، فالعمل السليم يتطلب تضحيات في بلادنا وأنتم ادرى!! ولكننايجب أن نقوم بالعمل بالشكل الصحيح لأننا لا نتراجع .هكذا علمنا الإمام، وخاصة مع هكذا فريق مميز وفي هذه المؤسسات.

وتوجهت للحضور شاكرة الفنانين وفريق العمل والاعلام قائلة: منذ ثلاث وأربعين عاما وتحديدًا سنة 1974 اجتمع نحو 190 شخصية لبنانية من المثقفين حول الإمام الصدر وشكّلوا ما عُرِفَ حينها ببيان المثقفين ضمّ وقتها كوكبة فنانين كبار من رسّامين وشعراء وموسيقيين وممثلين سعيًا لانتقال اللبناني إلى المواطنية. لقد آمن الإمام الصدر بأن النخبة المثقفة في لبنان بحسّها الرؤيوي قادرة على تحقيق التغيير، ونحن الآن على ثقة أكثر من أيّ وقت مضى بخياراته وقناعاته بأن دوركم كفنانين يبقى الأكثر تأثيرًا والأكثر فاعلية. 

هدف الحملة
يُذكر أن هدف الحملة هو توعية المجتمع لأهمية الكشف والتشخيص المبكر للوصول الى اقصى قدرات الطفل. وذلك من قبل فريق متعدد الاختصاصات طبيب أعصاب أطفال، إختصاصيين إجتماعيين، ونفسيين بالإضافة الى الفريق العلاجي (النطق واللغة، النفس- حركي، الانشغالي، الفيزيائي، السلوكي، التربية المختصة)، وصولاً الى دخول الطفل الى المدارس الدامجة والمراكز المتخصصة بكل حالة. مع التشديد على ضرورة إشراك الأهل في عملية التدخل بالتدريب والتأهيل. كما تهدف الحملة لجمع التبرعات لتأمين التغطية لأكبر عدد من الاطفال اللبنانيين من كافة المناطق دون إستثناء، خاصة مع تسجيل إرتفاع ملحوظ لعدد حديثي الولادة في لبنان الذين يحتاجون للكشف المبكر على حالتهم الصحية الدقيقة. إذ سَجَلَت الاحصاءات في لبنان نسبة وصلت الى 13 بالمئة مقابل نسبة عالمية لم تتعدَ الـ 3 بالمئة. وهذه نسبة مرتفعة تتطلب تظافر جهود كل من الجهات الرسمية من وزارة الصحة العامة وشؤون اجتماعية والجمعيات الخاصة على صورة" اسيل" والمجتمع المدني.