كابول: على الرغم من أن عشرات الآلاف من النازحين في أفغانستان يتعرضون لخطر الأمراض المرتبطة بالبرد، إلا أنهم لا يملكون سوى فرصٍ محدودة أو معدومة للحصول على الخدمات الصحية، وفقاً للمنظمات الإنسانية.

ويعيش أكثر من 350,000 نازح، من بينهم حوالي155,000 شخص نزحوا بسبب الصراع منذ نوفمبر 2009، في مخيمات ومستوطنات غير رسمية في مناطق مختلفة من البلاد، وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وقالت أنشال خورانا، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أن المنظمة quot;تشعر بالقلق إزاء المشاكل الصحية التي يسببها فصل الشتاء للأفغان بشكل عام والنازحين بشكل خاصquot;.

وأخبرت لين يوشيكاوا، وهي مسؤولة في المنظمة الدولية للاجئين Refugees International في الولايات المتحدة، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن quot;احتياجات النازحين تزداد في فصل الشتاء وعدم توفر ما يكفي من غذاء ومأوى وفرص عمل يفاقم أوضاعهم الصحية المتردية أصلاًquot;.

وقال مسؤولون في وزارة الصحة أن الالتهاب الرئوي والحصبة وتقرح الجلد من شدة البرد والتهابات الجهاز التنفسي الحادة تصل أوجها خلال فصل الشتاء القارس في البلاد، مما يتسبب في آلاف الوفيات سنوياً.

وقال غلام ساخي كارجار، المتحدث باسم وزارة الصحة أن التهابات الجهاز التنفسي الحادة ارتفعت بنسبة تزيد عن 20 بالمائة في عام 2010 (480,000 حالة) مقارنة بعام 2009.

وتوصف أفغانستان بأنها quot;أخطر مكان للولادةquot; بالنظر إلى نسبة وفيات الأطفال المتردية (165 لكل 1,000 ولادة حية) في البلاد، كما يتسبب الالتهاب الرئوي بحوالي 25 بالمائة من الوفيات، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

quot;ظروف هشةquot;

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تحديثه الإنساني لديسمبر 2010 أن نحو ثلاثة ملايين أفغاني سيتعرضون لظروف الطقس القاسية جداً هذا الشتاء ومليون منهم، معظمهم من النازحين والعائدين، يملكون فرصاً محدودة أو معدومة للحصول على الخدمات الصحية الأساسية.

وأضاف التحديث أن quot;شتاء أفغانستان القاسي والظروف التي تفرضها الفيضانات والصراعات الحالية تشكل مخاطر كبيرة على الأسر الفقيرة. واللاجئون والنازحون العائدون مؤخراً هم من بين تلك الجماعات التي تعيش في ظروف هشة بصفة خاصةquot;.

وفي المحافظات الجنوبية حيث تنتشر مستويات مرتفعة من انعدام الأمن والعنف المسلح، يفتقد ما لا يقل عن500,000 شخص لفرص الحصول على الخدمات الصحية الأساسية في الوقت الذي لا يستطيع فيه أكثر من 100,000 طفل الحصول على التطعيم، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وبينما لا تتوفر في مستوطنات النازحين غير الرسمية منشآت صحية رسمية، إلا أن وزارة الصحة أفادت أنه يحق لجميع المواطنين الحصول مجاناً على الخدمات الصحية الأساسية في المستشفيات الحكومية والعيادات المختلفة في أرجاء البلاد.

غير أن انعدام الأمن والكوارث الطبيعية والثلوج الكثيفة تعيق الوصول إلى المراكز الصحية في أجزاء مختلفة من البلاد.

في أثناء ذلك، تسعى المنظمات غير الحكومية جاهدة لتلبية الاحتياجات الصحية للنازحين والمجتمعات المستضعفة الأخرى التي لا تغطيها الخدمات الصحية الأساسية التابعة لوزارة الصحة. وتوفر الهيئة الطبية الدولية International Medical Corps، على سبيل المثال الخدمات الصحية لأكثر من 150,000 نازح وعائد في المستوطنات والمخيمات في أقاليم ننكرهار ولغمان وكنر الشرقية. كما يتم استخدام فرق صحية متنقلة في أجزاء البلاد التي يصبح الوصول إليها صعباً في فصل الشتاء.

من جهة أخرى، أفادت منظمة الصحة العالمية أنها تقوم قبل كل شتاء بتخزين المستلزمات الطبية في المرافق الصحية، لاستخدامها إما من جانب الدولة أو المنظمات غير الحكومية، خصوصاً في المناطق التي يصعب الوصول إليها والتي تتعرض طرقها للانسداد في كثير من الأحيان بسبب ظروف الشتاء القاسية. ويشمل ذلك مستلزمات علاج الالتهاب الرئوي تكفي 150,000 مريض وغيرها من الأدوية التي تغطي الاحتياجات الصحية لحوالي 400,000 شخص لمدة ثلاثة أشهر.

وقد تم تأكيد ما لا يقل عن 16 انتشاراً لأمراض موسمية استجابت لها وزارة الصحة العامة والمنظمات غير الحكومية الشريكة على مدى الأشهر القليلة الماضية، 56 بالمائة منها حالات حصبة وحالة إتش 1 إن 1 واحدة في إقليم ننكرهار الشرقي، وفقاً لتحديث مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).