أحدث حيدر العلي ثورة بيئية في دولة السنغال جعلت منه واحدا من أهم الرجال الذين يعملون على المحافظة على البيئة في العالم.

صلاح سليمان: يلفت النظر في قائمة أهم 100 شخص على مستوى العالم من دعاة البيئة وحماية الطبيعة أسم quot;حيدر العلي quot; اللبناني الأصل والسنغالي الجنسية، فهذا الأسم الذي اشارت إليه الكثير من وسائل الإعلام العالمية في الفترة الأخيرة، قد أحدث ثورة بيئية في دولة السنغال جعلت من الرجل واحدا من اهم الرجال الذين يعملون على المحافظة على البيئة على مستوي العالم.

يعيش حيدر في مدينة دكار عاصمة السنغال وهو النائب الثاني لرئيس المجلس الأقليمي لمدينة دكار السنغالية ومؤسس الإتحاد الديمقراطي لأنصار البيئة في السنغال، نجاحات الرجل في الدفاع عن البيئة في دولة افريقية ربما لا تتوافر فيها تلك الثقافة البيئية علي غرار الدول الإفريقية الأخري أهلته لأن يكون محط الإهتمام لمحاولة الإستفادة من خبرته في هذا المجال.

يعمل حيدر العلي من خلال مؤسسته البيئية بالتنسيق مع كل انصاره وحماة البيئة الذين اهلهم سواء في السنغال او في دول العالم المختلفة،فهو وأنصاره قد عملوا في مختلف القطاعات البيئية في كل أرجاء السنغال، أحد أهم هذه الأعمال هو المحافظة علي شواطئ السنغال من عمليات النحر التي تتعرض لها باستمرار وتتسبب في تقليص مساحة البلاد وتهدد باستمرار بقاء المدن المتاخمة للساحل، وهذا هو من الامور الهامة في السنغال بالنظر الي أمتداد شواطئ السنغال علي أمتداد 530 كيلومتر علي المحيط الأطلنطي، أحد أهم الأعمال البيئية الأخري التي نجح فيها حيدر العلي هو تنظيم إتفاقيات الصيد في سواحل السنغال بالإضافة الي المساهمة في إتفاقيات الصيد مع الدول الاجنبيىة وهو بذلك يحاول ان يضمن ثبات الثروة السمكية في السنغال التي قد ثارت بسببها مخاوف من إنقراضها.

ساعد حيدر العلي كثيرا ايضا في العمل علي إنشاء مشاريع للمحافظة علي المياه وخلق وتكوين هياكل للسياحة البيئية الجديدة وفي هذا المجال قام بحملة توعية بيئية ضخمة شملت كل أرجاء السنغال ودولا افريقية اخري من اجل المحافظة علي البيئة،وفي كل اعماله كان يستخدم تقنيات التكنولوجيا الجديدة أوحتي القديمة لتنظيم الدعاية المطلوبة مثل التي شيرتات المطبوعة والمطبوعات وإعلانات الدعاية الأخري والأفلام الوثائقية وافلام الدعاية المهتمة بالبيئة. وكلها أشياء كانت تساعد علي زيادة الحس البيئي لدي السكان والمساعدة في ارساء الثقافة البيئية لديهم.

في منطقة quot;كازمانس quot; السنغالية نظم حيدر وانصاره حملة كبيرة جدا لزراعة الأشجار والخضروات واستمرت الحملة علي مدار 43 يوم وشارك في الحملة الكثير من الرجال والنساء والاطفال الذين استطاعوا علي مدار هذه الايام من غرس 6 مليون شجرة في أرض وصلت مساحتها 1200 هكتار،استطاع حيدر وفريقة من المتطوعين من تحويلها كلها الي مساحة خضراء مما جعل العالم كله يثني علي تجربته،لم تكن هذه العملية من زراعة الاشجار الاولي في تاريخ الرجل، فقد نجح في السنوات الأخيرة ايضا من زراعة 62 مليون شجرة في كل ارجاء السنغال، وهذه المساحات الخضراء التي زرعها جاءت كتعويض لما الم بالغابات السنغالية من إنكماش وتقلص وفق التقديرات التي تشير إلي إختفاء نصف أشجار المنجاروف في السنغال، يحاول ايضا العمل علي إيجاد حلول لمشكلة التلوث الارضي في السنغال وزيادة نسبة ملوحة الارض وحمضيتها.

يرى حيدر العلي ان هذا الدرس الذي اسس له في السنغال يمكن الاقتتاد به في كل البلاد النامية ويمكن الاستفادة من هذه الخبرة في ارساء ثقافة بيئية في الأقطارالنامية والأقطار التي تفتقد لمثل هذه الثقافة حتي تصبح عندهم ثقافة سائدة في هذا المجال،ويضيف بهذا الشأن إن هذا يتطلب مجهودات فردية كبيرة لآن الحكومات السياسية في تلك الأقطار النامية لاتهتم كثيرا بمثل هذه المحاولات من أجل البيئة رغم الأهمية القصوي لذلك.

يري العلي ايضا ان هجرة الشباب السنغالي والأفريقي للبلدان التي تطل علي المحيط الي دول أوروبا سوف يسبب خسائر جمة لصيادي الاسماك في السنغال اذا ان هذه الهجرة سوف تقلص عدد الصيادين في البلاد التي تعتمد بشكل كبير عليهم، من جهة أخري يرى أن تطوير الثقافة البيئة في العالم أمر واجب علي الجميع حكومات وأفراد.

أمام العلي لازال هناك تحدي كبير الأن في محاولة إيجاد حلول لمزارع الأرز والأسماك التي تأثرت بشكل كبير في الفترة الأخيرة من جراء التغيرات المناخية مما دفع الكثيرين من الشباب والاهالي الي هجرة قراهم ومحاولة الهجرة الي المدن او الي خارج البلاد.