تخطى الشيف مارون شديد بأطباقه الشهية حدود لبنان إلى العالم، فبعد أن كان طاهياً مميزاً يترك أثره الطيب أينما حلّ، صار الطاهي النجم الذي ينتظره الكلّ. المزيد عنه ومنه إلى "إيلاف"، نقدّمه فيما يلي:


بيروت: منذ أول إطلالة له على الشاشة الفضية، صار "الشيف" مارون شديد أشهر من نار على علم. قبلها، كان الأستاذ الطاهي الذي تعرفه نخبة الطهاة والذواقة في لبنان والعالم، لكنه انتقل من يومها إلى كل بيت لبناني وعربي، تسبقه طيباتٌ برع في تأليفها، في جمع مكوناتها التي ربما ما خطرت ببال طاهٍ آخر. وفي كل إطلالة متلفزة له، نراه يعامل "مهنته" بتؤدة، فالطبخ بين يديه يرقى إلى مصاف الفنون الجميلة، ويخرج& الطبق من بين يديه&لوحة فنية ملونة، تعشقها العين قبل أن يهواها الذوق.

من لبنان إلى العالم:
صرّح "شديد" لـ"إيلاف" أن أول خطوة له في عالم التميّز كطاهٍ يحقق حلمه،&كانت حين فاز بالميدالية الذهبية في مسابقة "Bocuse d'or" العالمية من ضمن الإختيار الوطني اللبناني "Lebanese National Selection" في العام 2004. لكنه لم يبقَ&طاهياً لبنانياً فقط، بل&أصبح رسولاً للمطبخ اللبناني إلى العالم أجمع. فقد كان على رأس المنتخب الوطني اللبناني الذي شارك في مسابقة "Bocuse d'or" العالمية نفسها، لكنه في الصين، وفي العام 2008كان هو الطاهي الشرق أوسطي الوحيد الذي دُعيَ للمشاركة في حفل"Louis XV 25ans"، وهو& حامل لقب "شيف العام 2013" الذي خصته به الجمعية العالمية للطهي "Les Toques Blanches du Monde"،&واللبناني الوحيد الذي استضافته الشهيرة مارسال رافين في مطعم "Blue Bay" بفندق مونتيكارلو في موناكو،&علماً أنه&تميّز بإعداد ستّ وجبات متنوعة في عشاء أقيم في فندق سيربيللوني الحائز على نجمة ميشلان للجودة في بيلاجيو الإيطالية، وذلك ضمن مهرجان "Gourmet Food and Wine Festival"،&وهو الشيف الذي&ينتظره الرجال قبل النساء ليتمتعوا بما يحضره من أطباق على الشاشة الصغيرة.

على الهواء:
يقول الشيف مارون لـ"إيلاف" أنه يرى الإعلام المختص بالطهي قد صار "موضةً عالمية. ففي العالم، تحوّل الطهاة لشخصياتٍ عامة، يتعاطون الشأن العام، وحصلوا على اعتراف الجميع بهم كذواقة وفنانين في مجال تخصصهم، ومن الطبيعي أن نفعل الأمر نفسه في لبنان. فقد زاد اهتمام الناس بالطهي من خلال برامج الطبخ المتلفزة، وزادت معرفتهم بمكونات الأطباق وبتقنيات الطهي المتنوعة".

ويثق "مارون" بوصفات الطعام التي تُنشَر على وسائل الإعلام الجديد، "بحسب المصدر" طبعاً. فهو يرى أن الإعلام الرقمي اليوم يضاهي التلفزيون أهميةً إن لم يكن يفوقه، فهو إعلام المستقبل&الذي دفع الطهاة المشهورين إلى تأسيس&مواقع تثبت حضورهم في هذا الميدان، مشيراً إلى أنه يرى الجمهور قد تجاوب مع هذا الحضور، واحتضنه".

ويضيف لـ "إيلاف": "للأقنية المختصة بالطهي جمهورها الخاص، لكني ما زلت الأكثر مشاهدة وطلباً، وأنا من ناحيتي أهوى البث المباشر، والتفاعل مع الكاميرا ومع المتصلين على الهواء للمشاركة في البرنامج، بمداخلة أو سؤال، وأرى أن الطبخ المباشر على الهواء تجربة فريدة من نوعها".

تحديات المذاق العالي:
في العام 2012، أنشأ شركة "مارون شديد لفنون الطهي"، وهي شركة تؤمن الطعام الفاخر للزبائن، ملحقة بها أكاديمية طبخ مفتوحة أمام هواة الطبخ ليشاركهم أسراره، وفيها قسماً للاستشارات يزود من خلاله المستثمرين في ميدان المطاعم بنصائحه وبنات تجاربه. وهو&على يقين بأن "اللبناني يتمتع بذوق ’متطلّب جدًا‘ في أطباقه، ولا يرضى بها إلا مميزة، ولا يتردد في المغامرة بتجربة كل غريب وجديد، بالرغم من حنينه الدائم إلى أطباق أمه وجدته التقليدية، لذا نراه يجنح صوب المطبخ الإيطالي والآسيوي والمكسيكي"، كما يقول الشيف.

ورداً على سؤال "إيلاف" "لكن... هل يطمح كل طاهٍ ليكون له مطعمه الخاص أو شركته الخاصة لأعمال الـ Catering وما شابه؟" يجيب:"خلافًا لما يظنه الناس، أن يكون للطاهي مطعمه الخاص مسألة تحمل في طياتها الكثير من التحديات، في مقدّمها مسؤولية ثقيلة هي الحفاظ على تناسق رفيع المستوى في الجودة والذوق، وهذا يستدعي الاستمرار في التطور من أجل مواكبة المستجد والمتغير في تقنيات الطهي، ومن أجل استنفار فضول الناس وجذبهم، المرة تلو الأخرى، بكل جديد".

ويختم"مارون" حديث&قائلًا: "لكي ينجح الطاهي، عليه أن يواكب كل جديد في عالم الطبخ، وأن يثابر في عمله ليطوّر أطباقه الخاصة، وأن لا يتوانى لحظة في مسيرته نحو بناء تجربته الخاصة... وهذا ليس بالعمل السهل!".

ريزوتو الصيادية

وصفة خاصة بـ "إيلاف"
وإذ سألت "إيلاف" "الشيف" أن يزود قراءها بوصفةٍ خاصة، يدمج فيها الشرق بالغرب، أجاب: "أكيد... صحتين!".&وشرح وصفة "ريزوتو الصيادية"، التي قدّمها لأول مرة في الذكرى الخامسة والعشرين لمطعم Louis XV الذي يملكه آلان دوكاس الشهير في موناكو، جامعاً الصيادية اللبنانية مع الريزوتو الايطالي وسمك البراق وزهرة البوراش، أو لسان الثور كما تعرف في بلادنا. وكان هو الطاهي الشرق أوسطي الوحيد بين 14 طاهٍ متعددي الجنسيات، شاركوا في المناسبة. علماً أنه كان قد قال في مقابلة سابقة، عن هذا الطبق: "قررت أن أحوّل هذه الوصفة التقليدية إلى طبق ريزوتو من خلال لمسة عصرية للمطبخ اللبناني، والهدف لم يكن التعديل،&بل تعزيز المكونات وابتكار طبق غني بالنكهات".
تابعوا طريقة ومقادير هذه الوصفة في باب "طبق اليوم" على صفحة "مذاقات" بمجلة "إيلاف" الإلكترونية. ويمكنكم النقر على الرابط المرفق أعلاه تحت باب مواضيع ذات صلة على عنوان "خاص إيلاف: ريزوتو الصيادية".