الأحلام والفانتازيا الجنسية
الأحلام الجنسية أثناء النوم مثلها مثل أحلام اليقظة الجنسية منتشرة وشائعة، و70% من النساء تقريباً و100% من الرجال يحلمون أحلاماً جنسية حسب تقرير كينزى، والرسالة التى يعبر عنها محتوى الحلم الجنسى فى بعض الأحيان لا يهتم بها الكثيرون حتى وإن تضمنت أشياء شاذة أو مستهجنة بالنسبة لهم، وفى أحيان أخرى يضطرب منها البعض لأنهم يصورون ما حدث أثناء الحلم المعترض عليه على أنه فعل حقيقى يمارس، ولذلك فإضطراب الأحلام الجنسية يعد حالياً من المفاتيح الهامة لدى أطباء الصحة الجنسية للتشخيص والعلاج.
الفانتازيا الجنسية:
منذ أن ندلف من باب المراهقة حتى نخرج، نظل نحلم أحلاماً جنسية هى فانتازيا بها قبس من ألف ليلة وليلة، البعض يفرح ويستمتع، والبعض الآخر يحتار ويضطرب، إحساس بالنشوة مقابل إحساس بالخجل، ولذلك سنحاول أن نتلمس هذه الفانتازيا الجنسية والتى سنطلقها على أحلام اليقظة تمييزاً لها عما تناولناه فى الفقرة السابقة .....ما هى وظائفها؟... ما هى أنواعها وتصنيفاتها؟؟؟
حقائق حول الفانتازيا الجنسية:
حين نكون أطفالاً دائماً ما نمارس لعبة الإدعاء والتظاهر، وهى تمثيلية محبوكة ندعى فيها ونتظاهر ونوزع فيها الأدوار علينا بما يتناسب بالطبع مع خيالنا فى هذه السن، هذه الفانتازيا التى يتقبلها مجتمعنا بل ويشجع عليها ويراقبها وهو منفرج الأسارير.
أما حين تتطور هذه "الفانتازيا" بعد مرحلة الطفولة فإنه يطلق صفارات الإنذار "قف عندك" هذا ليس لعباً بل جريمة كبرى لا يجدى معها حتى التخفى وقت الغارة الإجتماعية فى المخابئ، لأن الجنس عندنا موضوع خطير حتى وإن تم فى الخيال، وكثير من القواعد الدينية والأخلاقية تعبر ما حدث فى الخيال مؤثماً وكأنه حدث فى الواقع بينما المهم هو الغرض والنية.
أخضع علماء النفس هذا السلوك لفترة طويلة للدراسة والبحث تحت مفهوم "التخيل المنحرف" وقالوا عنه إنحراف فى الصحة النفسية، وأن التخيلات غير الناضجة كما ذكر "هولندر" تمنع أية إستجابات جنسية ناضجة فى المستقبل، وقد ذكر بعض علماء النفس نقطة أخطر وهى أنها مقدمات لإنحرافات جنسية فى المستقبل، وبذلك لا يقتصر دورها على منع نمو الإستجابة الطبيعية بل أكثر من ذلك تسبب السلوك المنحرف (فرويد وإدلبرج فى منتصف الأربعينات).
بشكل عام، فالتخيل والإبتكار والإبداع يمثلون جزءاً هاماً فى الفانتازيا الجنسية، وأهم من ذلك لا بد أن تكون الفانتازيا لعبة، ولا بد أن تمارس بهذا المنطق، منطق اللعب، ولو أصبحت الفانتازيا قوة مسيطرة ودكتاتورية، فقد إنتفى هذا العنصر، عنصر اللعب، وحينها لن يختلف صاحب الفانتازيا عن مدمن القمار الذى بدأه بلعبة ثم أنهاه بإدمان حتى فقد الإستمتاع، فإجعل الفانتازيا لعبة فردية ولا تجعلها "ماراثون" تنافسى يغلب فيه الإحتراف على المتعة.
ما يثير اللبس فى مسألة الفانتازيا الجنسية هو أننا فى بعض الأحيان لا نستطيع تمييزها عن الرغبة الجنسية، تماماً كصعوبة تفرقتنا بين الجوع وتفضيلنا لنوع معين من الطعام اللذيذ، وهنا تتداخل الشهية الجنسية مع الإشباع الجنسى، لكن عموماً يسبغ علماء النفس على الفانتازيا صفة متفردة ألا وهى عنصر الخيال وهو ما يميزها عن الرغبة.
لكن ماذا يثير الخيال كى يتحرك ويخرج من كهفه السحرى ويرتدى بدلة باتمان؟!!
من الممكن أن يكون المثير والمحفز كتاباً أو منظراً فى فيلم سينمائى أو خبرة مباشرة، ويظل الشخص يرجع إليها المرة تلو المرة بعد أن يكون قد إرتاح إليها كمثير ممتع وفعال، وتصبح بذلك قصة قديمة لها بصمة تسترجع من الذاكرة بين الحين والآخر، وتعتمد قوة هذه الفانتازيا وتأثيرها على مدى الإثارة الجنسية الموجودة فى المثير الذى تحدثنا عنه سواء مشهد سينمائى أو حبكة أو وسامة ممثل أو جمال ممثلة
متى تصبح الفانتازيا مشكلة؟؟؟؟ هذا ما سنجيب عنه فى الحلقة القادمة بإذن الله.
[email protected]
"أقرأ ايضا" التاريخ السرى للعادة السرية - الحلقة السادسة التاريخ السرى للعادة السرية -الحلقة الثالثة |
التعليقات