بكين: تجتمع اكثر من مئة دولة ومنظمة دولية اليوم الثلاثاء في بكين لجمع ما يقارب 5،1 مليار دولار تمثل الكلفة المقدرة لاول تحرك دولي لمكافحة انفلونزا الطيور. واعلن كياو جونغواي احد نواب وزير الخارجية الصيني، لدى افتتاح المؤتمر الذي يستغرق يومين quot;ان التعاون الدولي اكتسب بعدا وطابعا عاجلا لا سابق لهquot;. وحذر كياو من ان quot;الكثير من الدول التي اصابها الفيروس quot;اتش5ان1quot; تنقصها الاموال وهو ما يعرقل بشكل خطير جهود الوقاية والمراقبةquot;.
وياتي هذا المؤتمر غداة تاكيد وفاة فتاة في الثانية عشرة من العمر في تركيا، وهي رابع ضحية للفيروس خارج الشرق الاقصى.
وقد انتقل المرض الى حوالى عشرين شخصا منذ نهاية كانون الاول/ديسمبر في تركيا، مذكرا اولئك الذين كانوا يعتقدون ان العدوى البشرية محصورة بآسيا، بحقيقة التهديد.
والفيروس quot;اتش5ان1quot; الذي ظهر في العام 2003 في جنوب شرق آسيا، اودى بحياة 78 شخصا في المنطقة بحسب منظمة الصحة العالمية التابعة للامم المتحدة.
وانتشر المرض ليصل الى اوروبا مع الطيور المهاجرة. ويخشى الخبراء وصوله بهذه الطريقة الى افريقيا واميركا اللاتينية، ليبلغ لاحقا كل القارات.
وتتمثل دول عدة في بكين بوزراء الصحة وهو مستوى يضفي اهمية بالغة على الاجتماع الذي تنظمه الصين والبنك الدولي والاتحاد الاوروبي.
ومن المتوقع ان يدرس الخبراء اليوم الثلاثاء احتياجات التمويل التي قدرها البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (الفاو) والمنظمة الدولية للصحةالحيوانية (مستقلة).
وفي تقرير اخير، قدر البنك الدولي الكلفة الاقتصادية والمالية لوباء انفلونزا الطيور مع ملايين الضحايا وعشرات ملايين المصابين، ب800 مليار دولار.
ومن اجل تحاشي حصول هذا السيناريو المأساوي دعت المنظمات الدولية الى خطة عمل تتراوح قيمتها بين 202،1 و442،1 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات تخصص بالدرجة الاولى لوضع شبكات للرصد والتدخل السريعين.
وقالت المسؤولة في منظمة الصحة العالمية عن مكافحة الاوبئة الدكتورة مارغريت شان امام الصحافيين quot;ينبغي الخروج من اوضاع تلعب فيها وفيات البشر دور الحارس للاصابة الحيوانيةquot;.
ويتفق الخبراء على منح اهمية خاصة للمراقبة وحتى استئصال الفيروس quot;من جذورهquot; في مزارع تربية الدواجن quot;وهذا ما يشكل الطريقة الاكثر فعالية لتحاشي انتشار وباءquot; ناجم عن تحول الفيروس الى نوع ينتقل بين البشر، كما قالت الدكتورة شان.
ولهذا السبب، فان حوالى تسعين دولة مانحة ومنظمة مشاركة في بكين مدعوة الى تقديم ما بين 673 الى 948 مليون دولار كحد ادنى، اي القسم الذي لا تستطيع الدول تمويله بمفردها.
واليوم الثلاثاء اعلن مسؤول كبير في الاتحاد الاوروبي ان الاتحاد سيقدم 120 مليون دولار لخطة عمل عالمية لمكافحة انفلونزا الطيور. وستتقرر طريقة التمويل الاربعاء اثر مؤتمر المانحين في بكين.
وستذهب الاموال التي سيتم جمعها الى الدول المصابة اولا والى التي تعتبر quot;في خطرquot; لتمتد لاحقا الى برامج وطنية في كل الدول النامية.
كما ان انظمة رصد موثوقة تستدعي شبكات بيطرية جيدة وانما ايضا اموالا للتعويضات المناسبة لكي يقوم المزارعون بالابلاغ عن دواجن مريضة دون ان يخشوا خسارة مواردهم.
وتنص خطة المكافحة على حملات ارشاد وتوعية حول طبيعة المرض ومخاطر العدوى منه التي يسببها الاقتراب من الطيور المصابة.
واخيرا وبهدف التمكن من الرد على انتقال العدوى الى البشر، فانه ينبغي اقامة مخزونات من مضادات الفيروس وتاهيل الجهاز البشري الصحي.
واعطى مختبر quot;روشquot; السويسري مليوني علاج اضافي لمنظمة الصحة العالمية لتضاف الى مخزون عالمي طارىء من ثلاثة ملايين علاج.